لقدنضجنا وما زلنا نبحث عن تلك الطفولة الضائعة والبراءة المفقودة التي اعتقدنا أنها لن تنتهي أبدا ولكنها انتهت،
الطفولة قصة براءة مفقودة.
تحكي الطفولة قصة براءة و فصولها نقاء الأرواح و صفاء القلوب، كثيرا ما استحضرت لمحات وتفاصيل ماضي طفولتي الجميل التي عشت أيامه العذبة متحررة من قيود الصرامة المجدبة منطلقة الى الحياة بلهفة، وبعد أن قضت تلك الطفولة و طوتها السنين أصبحت ذكريات ثمينة وردية تعانق قلبي، و ذكراها تشرق نفسي من جديد وتنعش بشغبها البريء، لقد كانت تلك المرحلة مرحلة اللعب والشغب دون الاكتراث لأي شيء، أحن جدا إلى تلك الطفولة التي لن تعود بالرغم من إدراكي ذلك مازلت أتمنى لو أنني أزور نفسي الطفلة واطمئنها وأخبرها بأن تستعد و تصبح أقوى و أن تكون متأهبة لعواصف الحياة التي ستهب اليها.
لكنني لم أستطع أن أرجع الى الماضي واخبرها بذلك لقد فات الاوان، و بعد أن كبرت نفسي تفأجات كثيرا لم تعتقد أنها ستخوض حياة مليئة بالتحديات والقرارات والفصول المتقلبة، فألجمتها هذه الحياة بلجام الصمت.
ما أجمل الطفولة وما أمتع لحظاتها التي عشناها دون تردد او قلق مؤجلين هم الغد للغد ،أود لو أسترجع مواقفها الظريفة ومغامراتها المضحكة التي لا تحمل هما ولا حقدا، كان عظيم أمانينا أن نشبع فضولنا ونتطفل هنا وهناك حتى نكتشف العالم ونختبر لحظاته و أيامه السعيدة، لقد كانت أيام البساطة والود،
لقدنضجنا وما زلنا نبحث عن تلك الطفولة الضائعة والبراءة المفقودة التي اعتقدنا أنها لن تنتهي أبدا ولكنها انتهت، لم تحذرنا أقلها من أنها مرحلة ممتعة كان يجدر بنا أن نعيشها بكل ما فينا لحظة بلحظة، لأنها ببساطة لن تكرر نفسها ثانية.
بعد أن وصلنا الى مرحلة النضج والمسؤولية فقدنا الأمان و براءة الطفولة التي غطتنا بحنانها وشقاوتها ، اصبحنا اليوم جديين أكثر من اللازم حتى أننا أصبحنا نحاسب أنفسنا على كل شيء( لا تفعل كذا انتبه من كذا تكلم بلباقة لا تنسى أنك بالغ الان، لا تخطئ!) قواعد صارمة لم تكن بالحسبان كان علينا التقيد بها بحكم أننا ناضجين ومسؤولين، لقد ظننا أن الحياة ستكون سهلة كما عهدناها صغارا لكنها لم تكن كذلك بل كانت كتلة من التعقيدات والضوابط الملزمة علينا، نعم لقد نضجنا ومازلنا نقول ألا ليت الطفولة تعود يوما ، ما أجمل الطفولة والبراءة وما أصعب العودة لها.
ندى ماجد الرويس.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات