كان الشعور مبهماً .. كسواد السماء ليلا .. لا نهاية له .. أو ربما كان تفكيري الطفولي يصور لي الأمر كذلك ..


دائما ما أخطئت فهم الصداقة في طفولتي.. ظننتها إجباراً...ظننتُ النظرة الأولى لأي فتاه كافية لأن احاول جعلها صديقتي.. غريبةٌ أفكارُنا عندما نكون بلا تجربة...عندما يكون الموضوع غامضاً بالنسبة لنا... بالطبع.. لا تكفي النظرة الأولى.. بل و عادةً ما تكون غدارة..و الأسوء أننا نستبيح لأنفسنا توسُّل الحب من أجلها..

فمن المسيطر؟... نحن أم مشاعرُنا... عندما يرمي الدمع نفسَه.. عندما يثير القهر سقف حلقنا.. عندما ترتجف الأيادي قلقاً..و حين لا يقوى اللسان على النطق.. من القادر فينا على كبتها؟

حين لا تكفي القشة لكسر ظهر البعير بعد ألاف القش قبلها.. أيتوقف الهطول أم نُرمى بكومةٍ أخرى؟

بينما تعبث أفكاري بي.. أجلس بصمتٍ بأعين مغلقة على آخر مقعدٍ في القطار قاصداً الوصول لمقابلة عمل.. غريبةٌ الحياة.. تجبرنا على قطع آلاف الأمتار فقط لنخوض التجربة..


بالرغم من الضجيج الذي يُحدثُه القطار إلا أنني أحببته... أعجبتني نغمة الضوضاء خاصته..يعشق القطار الكلام .. يخبرنا عن الراكبين قبلنا.. من الواضح أن رساماً جلس هنا من قبل... بعض بقع الألوان الصغيرة أكدت لي ذلك.. كما و أشار لي القطار على ملصق لفراشة تحت النافذة... من المحتمل كانت فتاة صغيرة.. ذات ضفيرتان بلباسٍ وردي.. يدٌ دقّت على كتفي قاطعت حديثي و القطار ..

- المعذرة.. هل أجد معكِ قلماً؟

- أجل..

- أيمكنني استعارته قليلاً..

- بالتأكيد..

أخرجت ورقة من حقيبتها و بدأت بالكتابة عليها أمامي.. لفت نظري الشعار على طرفه... هذه الإستمارة.. نفس الإستمارة التي قمت بتعبئتها هذا الصباح لمقابلة العمل... يبدو أن هذه اللحظة ليست اللحظة الأخيرة التي تجمعنا... على الرغم من ذلك إلا أنني فضلت الصمت... ليس من عادتي الكلام عن ما ألاحظ.. ليس بعد تلك اللحظة.. عندما قام جدي بصفعي بعد كلامي بحماسٍ عن مدى روعة سيارة جارنا الجديدة... و كيف لي أن أدرك غيرة جدي الشديدة مِن مَن هم أفضل حالاً و لم أكن قد بلغت السابعة من عمري بعد.. و على الرغم من مضي كل تلك السنوات.. إلا أن تلك الضربة التي ألقتني أرضاً ما زالت تنزف.. توشِم الضربات نفسها في قلوبنا.. بينما يرسم الفرح خضابه الفاني...


أعادت تلك الفتاة قلمي لي.. شكرتني و همّت بالنزول من القطار الذي توقف قبل دقيقتين .. بعد أن تركت ورقة صغيرة في يدي أثناء مصافحتها لي.. أثارت حركتها تعجبي.. فتحتُ الورقة.. و صُدمتُ بالمكتوب..


"وثقتُ بكِ.. أرجوكِ كوني محل ثقة.. و لا تجعلي تضحيتي هباءً منثوراً... أتوسّل إليكِ... على بُعد مقعدين أمامك تجلس ابنتي.. فتاة بعمر الثامنة تلبسُ قبعة زرقاء و...

توقفتُ عن القراءة هنا و بدأت الركض لأصل باب القطار... بالتأكيد ستحاول الإنتحار... بحثت أنظاري عنها لكن دون فائدة.. و انتهى وقت القطار بهذه المحطة.. في تلك الدقيقة كان علي أخذ القرار.. أيجب علي الإستمرار بالبحث عنها.. لكن إن لم اصعد للقطار ستبقى تلك الفتاة الصغيرة لوحدها.. و عُدتُ للقطار و بداخلي خوف من أن يلحقني الندم ...

بحثت سريعاً عن تلك الفتاه.. " على بُعد مقعدين أمامك".. ها هي ذا...

- امم مرحبا.. ما هو اسمك..

- براءة.. أنتِ صديقةُ أمي أليس كذلك؟...

- صديقة؟

- حدثتني أمي عنك خلال رحلتنا بالقطار.. قالت أنك ستساعديننا...

ما كل هذه الغرابة التي أحاطت بي... مهما حاولت تلك اللحظة.. لم أستطع الفهم ... ما الذي حصل؟...اجبرت نفسي على العودة لوعيي.. و بدأت بإكمال قراءة الرسالة..

"فتاة بعمر الثامنة تلبس قبعة زرقاء و معطفاً ورديّ اللون.. أريدُ منكِ ايصالها اليوم عند الساعة العاشرة مساءً إلى مركز الشرطة.. هي تعلم ما يجب عليها قوله إلى الشرطة.. لا يمكنني اخبارك بذلك حتى لا أرمي بكِ إلى التهلكة.. و أظن أنكِ تصورتي كم أنا عاجزة لدرجة ترك ابنتي مع غريب...أضع روحي أمانةً عندك حتى الساعة العاشرة مساءً... "


تملكني الشعور بالصدمة.. ما الذي يجب فعله الآن.. ما هو الشيء الخطير الذي تحدثت عنه... لم يكن هناك منطقٌ يملأ الفراغات في عقلي.. إلا أن شيئاً بداخلي شدني لأقوم حرفياً بما قالته تلك المرأة.. رغم عدم وجود المنطق.. إلا أنني اقتنعت.. من يدري ماذا تخبئُ لنا الساعات القادمة؟...

و لكن لماذا قامت بملأ تلك الاستمارة أمامي.. بالتأكيد يوجد أدلة فيها.. كتبتْ عنواناً فيها.. شارعُ ٠٠٠ أخرجت هاتفي باحثاً عن اسم الشارع... لايوجد شارعٌ بهذا الاسم... أيمكن أن يكون... لحظة كلمة ٠٠٠ بالإيطالية تعني الحقيبة.... أتقصد حقيبة الفتاة؟!..لماذا الإيطالية؟.. لحظة.. أحد شروط الوظيفة التي تقدمت إليها إتقان اللغة الإيطالية..

فتحتُ حقيبة الفتاة الصغيرة.. استغربت تقبلها لذلك.. كأنها تعلم أن علي النظر داخل الحقيبة.. ظهر مغلف رسالة .. تلبكت أناملي أثناء فتحه..احتوى المغلف على رسالة و بعض المال ...

"أشكر ذكائكِ و قوة الملاحظة لديكِ.. أرجوكِ سامحيني إن كنت أقلقتُ راحتكِ .. لو لم يكن الموضوع حياةً أو موت.. لما أشركتُ حياتكِ بمشاكلي.. و بما أنكِ وصلتي لهذه الرسالة فلا بد أنكِ فضلتِ تقديم العون على الانسحاب.. فأشكر اخلاصكِ و طيبة قلبك.. يوجد في حقيبة ابنتي جميع ما تحتاجه من ماء و غذاء ...أريدك أن تقلبي معطفها الوردي للجهة الأخرى .. وأن تخلعي قبعتها .. حتى تبدو كطفلة أخرى ... لا تقلقي لن يستطيعوا الوصول إليكم .. فأثناء قرائتك لهذه الرسالة سأكون قدتهم لمكان آخر .. أشكر رعايتك لملاكي الصغيرة "....


والدة الفتاة الصغيرة (.إيمان.)

" حسناً.. لا تجعلي الخوف يسيطر عليكِ.. كوني قوية.. لأجل براءة.. لأجل صغيرتكِ... لنراجع الخطة... سنسلك الطرق المعاكسة لطريق براءة.. سألفتُ انتباه تلك العصابة عن طريق الدمية الكبيرة في حضني و حقيبة ابنتي القديمة على ظهري... سأتوجه نحو الطرق الرئيسية.. سأبقى في الأماكن المكشوفة طوال الوقت ووجه هذه الدمية على صدري كأنها نائمة في حضني.. و عند وصول عقارب الساعة للحادية عشر سأكون في نفق بلكيدرا محاطة بأؤلئك الرجال حيث تكون الشرطة قد اقتربت منا.. حسناً.. حسناً.. سأبقى هادئة.. "

بينما ينعم الناس في المقطورة المجاورة في القطار بدفء الأمان.. ترتجفُ ايمان في المقطورة الأخيرة.. تتأجج أنفاسها بقوة محاولةً تهدئة جسدها المتجمد... و عقلها القلق.. تتصادم أسنانها راجيةً الدفء.. في المقطورةالأخيرة.. في الثلاجة الناقلة للطعام سريع الخراب.. كانت حفنة الأمل الباقية لديها..

...........................................................

في شوارع كان من المفترض أن أتدرب خلال سيري فيها على ما يجب قوله في مقابلتي... و الواقع أيادي طفلة تشد على يدي بكل قوتها الضئيلة.. كأنها تحاول امساكي خوفاً من أن أهرب و أتركها وحيدة.. أمشي و تمشي

بجانبي حتى أنها تغلبت على ظلي... و بدأت الشجارات بالعلو و الانفعال في عقلي..ما الذي أفعله.. كيف لي أن أثق.. و إن كان خدعة.. و المقابلة.. المقابلة التي سعيت من أجلها.. دائما ما أحسستُ أن مستقبلي بأمان ان حصلت على تلك الوظيفة .... بدأت يداي تحاول افلات قبضة الأصابع الصغيرة حول اناملي دون ادراكي التام.. و بعد خمس خطوات من افلاتها بين جموع الناس حولنا.. أحسست بذنبي العظيم...

- براءة.. براءة.. أين انتِ..

كانت ثواني من الهلع تحط في جوفي.. حتى تداركت عيني الموقف و رأتها.. يمتد من عيونها الدمع بصمت.. بنظرية خيبة الأمل.. و شفاه ترتجف..

أنزلت نفسي لطولها..-حمداً لله.. أنا أعتذر.. لن يحدث هذا مرة أخرى أعدك..

- أتعلمين ؟.. ترك أبي يدي وسط تجمع للناس ذات مرة.. كان يمسك بطرف يده بيدي.. لم يُتعب نفسه بالنظر للوراء.. بل أكمل طريقه.. و لم يشفق على دموعي أو على قلبي الخائف.. بل و لامني على قلة تركيزي و غضب لبكائي.. و ما ذنبي إن شاءت دموعي السقوط.. دائما ما حاولت أن أجد نفسي مخطئةً في أمر ما عند الحديث عن أبي.. و لكن المنطق يهرب من الوجود في كل مرة.. اذا أوقع كيسَ بقالةٍ لإلتفتَ لاعادة إمساكه.. أشكر عودتك و أعتذر لدموعي..

- عزيزتي براءة... ماء الدمع ليس ذنباً.. و الاعتذار فقط للمذنبين.. أتعلمين.. كانت أمي تقول لي : تستقبل الخدود دموعنا مجبرة سائلةً إياها من أين تأتين..فيجيب الدمع.. من رحم الخوف...

- الخوف.. يزورني هذا الشعور كثيراً مؤخرا.. خصوصاً عندما يدب النزاع و الصراخ بين أمي و أبي...


سرعان ما تبادر لذهنها النقاش الأخير الذي حسم نزاع والديها.. ذاك النزاع الأسلم من بين نزاعاتهما.. الأبرئ.. و النهائي..


- لم يكن عليك فعل ذلك..

- و أعترف أني أخطأت..

-و ما المبرر..

- لا مبرر سوا كوني بشر ..و ها أنا عدتُ معتذراً..

- و تلك هي كل القضية .. أليس كذلك ؟؟.. اعتذارك .... قولك لكلمة من ثلاثة حروف ... تعبيرك عن الندم بحسرة .. أيعطي الندم الحق بالغفران؟ ... لو عدت معتذرا فقد مات قلبي متحجرا .. فمن ذا يجبرني على العفو إن مات الحب ...و ما يموت الحب إلا بعد تكرار الذنب..

و سرعان ما عادت للواقع..


أمسكت بيد براءة و شدت عليها ناقلةً الأمان و الدفئ إليها..

-كل شيءٍ سيكون بخير.. أعدك..

لطالما نام فؤادي حائراً كيف لتلك الجملة ارساء عواصفٍ دارت داخلي.. بعد أن هبّ بريق القلق في وجداني بأرق بائسٍ بليلة.. تلك الجملة بصوت أمي لطالما فعلت سحراً يوقف انهياري.. لطالما قلبت الأرق راحة...

........................................................


مرت الساعات اللاحقة برفقة براءة بالتجوال و تغيير مكاننا باستمرار فتوقعي أن ذلك أكثر أماناً و حذراً... اقتربت الساعة من العاشرة... حماس لمعرفة الحقيقة بعد دقائق يملؤه القلق الذي مهما أحاول إخفائه تفضحني رجفة يداي.. تفصلنا عدة خطوات عن مركز الشرطة..

- مرحبا.. نريد أن نقدم بلاغاً

- تفضلا..

اقتربتُ من أذن براءة على مهل

- لا تقلقي.. أعلم أنك قوية....

كوني الراشد الوحيد برفقة براءة سمح لي بالجلوس بجانبها أثناء تقديم البلاغ.. بدأت براءة بالتمتمة المرتبكة.. أغمضت عينيها و هدأت نفسها قليلا و افتتحت مهمتها بكشف الحقائق..

- نفق بلكيدرا.... عليكم الذهاب إلى نفق بلكيدرا

احمرت عينا البراءة.. تسارعت أنفاسها.. أمسكت بعقد تدلى من رقبتها.. نقل ذاك العقد قليل الدفء إلى قلبها.. و تابعت الشرح

- رأيته.. رأيته بعيني.. كنت ألعب الغميضة مع صديقتي.. جاء دورها و بدأتُ البحث عن مكانٍ أختبئ فيه دخلتُ القبو.. سمعت صوتاً.. كان صوت أبي.. كان من المفترض وجوده بالعمل في ذلك الوقت.. ظننته يقوم بعمل مفاجأة لي أو لأمي..حاولت النظر بخلسة كي لا يراني.. كي لا تُكشف المفاجأة.. ثم رأيته.. بيده سلاح.. وضعه على رأس أحدهم..و بدم بارد تفوه:

- معك ثلاثُ ثوانٍ إما تخبرني بمكان النقود أو أُفجر دماغك الفارغ...

- لا أستطيع

-واحد....

- إن قلت لك هم يقتلوني.. ما الفارق.. هم أو أنت..

- إثنان.. نحن نحميك..

- كاذب..

- ثلاثة... الوداع


ثم اخترق الصمت اللحظي طلق الرصاص.. عشتُ صدمة عمري.. تداعت الأفكار داخلي.. ثم.. ثم.. ثم سأله أحدهم

- و الآن.. ماذا نفعل بالجثة..

- أحمق أنت أم ماذا؟.. كما نفعل بكل الجثث نحرقها..

بدأ بسكب الكاز و حرق الجثة.. تسابقت النار بالارتفاع أمام عيني و عاد صوتي المنقطع من الصدمة للحياة و بدأت الصراخ..

لن أنسى رائحة الكاز الممتزجة برائحة الجلد المحترق.. لن أنسى ارتجاج قلبي فزعاً في تلك اللحظة..

و بعد أن صرت الشاهدة لجريمة أبي.. قرر بالطبع قتلي.. لولا هربت و أمي لكنتُ الآن تحت التراب.. أو حتى رماداً ..

.............................

تحرك رجال الشرطة سريعاً.. وصلوا للموقع.. وصلوا نفق بلكيدرا.. طلبوا منا البقاء في سيارة الشرطة برفقة شرطيين.. تجمهر رجال الشرطة حول النفق..

كانت تقف هناك على مرأى عينيّ.. و عيني براءة بالطبع..كانت تقف ساكنة أمام ذاك الرجل يحيطه جمعٌ من رجاله.. كانت تقف وقفة أكاد أخاف منها.. كأن ذخراً من القوى تواجد فيها..

صوت رجال الشرطة كان يتردد باتجاهنا ثوانياً لاينقطع ثوانياً أخرى..صرخوا بجملٍ سمعتُ مثيلها في الأفلام فقط...

- أخفض سلاحك... لن تنفعك المقاومة... سلّم نفسك...

بدا المجرم ( أي والد براءة) متلبكاً من حشد الشرطة أمامه بالرغم من وجود حشد رجاله بجانبه.. أقلقني تلبكه.. خفتُ أن يكون بالنسبة له دافعاً لجريمةٍ أخرى..

اقترب رجال الشرطة منهم على مهل بعد أن أمسكوا ببعض رجاله.. تحرك أحد رجال الشرطة سريعاً و بضربةٍ على كتفه جعل ذاك المجرم يفلت سلاحه.. أمسكوا به.. أو ظنوا ذلك.. فاجأهم بحركة خاطفة سريعة.. أخرج بها سلاحاً آخر....


صوت رصاصٍ أشعل قلوبنا.. ووقعت ايمان أمامنا.. رأيت كل القوى المجتمعة بها تتهادى أمامي... أغمضتُ عيني براءة بسرعة أثناء صراخها بكلمة أمي.. أحسست بدموعها تلامس كفي.. بدا لي أنها تتخلص من القوة التي كانت تتصنعها باحترافية عالية.. كيف استطعت الصمود حتى الآن..


تركتُ براءة برفقة الشرطيين و ذهبت باتجاه ايمان.. رفعتها قليلا اتجاهي..

- ايمان.. ايمان... كوني قوية.. براءة بانتظارك..

- اعتني بها من أجلي.. سامحيني.. قلتُ لها أنك صديقتي.. رويتُ لها حكايات من خيالي عن صداقتنا لأسبوع.. كان ذلك.. كان ذلك ينسيها و لو لوقت قصير ما حدث أمام عينيها.. اعتني بها من أجلي...

............................


ثم تأتي اختباراتٌ متتالية... تنسينا ما كنا نشكوا الأمس... أكان ذاك هماً حقاً.. لو يرى هم الآن لاستصغرر نفسه.. ثم يأتي الموت.. الحقيقة الأبدية.. الحقيقة الجارحة.. مهما شعرنا أنها بعيدة فهي أقرب حتى من الحياة...

رحلت والدة براءة.. رحلت والدة الملاك الصغيرة..كذّبت حقيقة المجريات أمامي.. حتى تنقذ برائتها...

لم يكن اختياري للثقة أعمى... بل كان مبصرا قادرا على تمييز مدى الفراغات.. إلا أنني رغم ذلك اخترت الثقة...
















ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

أحسنتِ 💝

إقرأ المزيد من تدوينات دانية اسماعيل

تدوينات ذات صلة