لن تكون سعيدا ابدا اذا واصلت البحث عما تتكون السعادة منه، ولن تعيش حياتك ابدا اذا كنت من الباحثين عن معنى الحياة

السعي وراء السعادة.



نحن دائما نريد تحقيق شيئا لأنفسنا ونشعر بالسعادة نتيجة ذلك اي احساسنا العالي باننا نستحق ذلك، مثلا ان نملك سيارة فيراري فارهة او منزل احلامنا الكبير أو الوصول الى ذاك الهدف الذي نطمح اليه، حسنا ان كنتم تريدون الوصول الى هذه المرحلة بغرض تحقيق السعادة يؤسفني أن اخبركم ان هذه استراتيجية ضحلة خاسرة ومخرج سهل للغاية من حياتنا المعقدة ولكنها ليست بسعادة صدقوني.


اننا نظن جميعا أن السعادة والاحساس بنشوة الفرح امرا لابد ان نشعر به ليبقينا في حالة من الاتزان والكمال، انه يجعلنا نشعر بالرضا عن انفسنا حيث يحفز بداخلنا هرمون الدوبامين الذي يعزز شعورنا بالسعادة والبهجة، لكننا في حقيقة الامر لن نحصل على السعادة الحقيقية الا عندما نعترف بوجود مشاكل و صراعات يمتعنا وجودها اي المشاكل التي نستمتع بحلها سنعرف اننا وصلنا الى قمة السعادة حين تخلصنا منها لأن ذلك ازاح عنا عبئا كبيرا وهو ما جعلنا نشعر بسعادة حقيقية ،بمعنى ان شراءك سيارة فيراري سيعطيك شيئا غير السعادة لأنك اضفت لتوك مزيدا من الاعباء الى حياتك تتمثل في الوقود واصلاحات السيارة وغيرها.


مفهوم السعادة امر نسبي.


نظرتنا الى السعادة تختلف من شخص الى اخر انها امر نسبي يختلف باختلاف فهمنا وتوجهنا لمعنى السعادة التي نقصدها و رغبتنا في الوصول الى حالة النشوة تلك، من غير المنطقي اننا نود ان نكون سعداء طوال الوقت خائفين من أن نحاط بغيمة كبيرة من الاحزان والاحداث المؤلمة ولكنها طبيعة الحياة المتقلبة من المستحيل ان تكون ايامنا كلها سعادة انه ضرب من الخيال، لأن البعض منا يكون سعيدا لانه يريد ان يسعد بغض النظر عن وضعه القائم والبعض الاخر يكون غاضبا لانه يريد ذلك بغض النظر عن السعادة التي امامه، الجميع يترجم سعادته بشكل مختلف.


الا نملك مقومات الحياة او على الاقل بعضا من جرعات السعادة المخبأة الخاصة بنا ؟


نحن دائما نسعى الى الاشياء الصعبة غالبا لاننا بشر بطبيعة الحال نحب أن نتكلف العناء من اجل الوصول الى ثمرة المنال والحلم الذي طال احيانا يكون مبالغا فيه لكننا نرغب في هذا الشيء لنعيش قدرا من السعادة ونشعر بأننا مسؤولين للوصول الى هذه المرحلة بينما في حقيقة الامر ليس ضروريا ان نصل اساسا، و ان تكلمنا بقانون الجذب فساقول ان اشتدت رغبتنا دائما بأن نكون سعداء ومرغوبين كلما صرنا اكثر وحدة وخوف بغض النظر عن وجود مصادر السعادة حولنا وكلما كنا اكثر تقبلا وانفتاحا لما يحدث حولنا اصبحنا سعداء بمجرد تقبلنا ذلك.


السعي وراء السعادة.


يقول الفيلسوف البير كامو" لن تكون سعيدا ابدا اذا واصلت البحث عما تتكون السعادة منه، ولن تعيش حياتك ابدا اذا كنت من الباحثين عن معنى الحياة "، قالها البير بكل بساطة وكانه ادرك معنى الالم في البحث عن السعادة بحد ذاته وان ألمه هو ما اوصله الى مرحلة الوعي هذه بأن استجاب لقانون الحياة الذي علمه معنى ان يكون متقبلا لما يحدث وان يعيش سعيدا لنفسه من خلال نظرته لابسط الاشياء من حوله، لأن السعادة موجودة امامنا دائما تتمثل في أبسط الاشياء واعمقها، الصحة والعافية خير مثال على ذلك و هذا ما يجب علينا التركيز عليه بدلا من السعي الزائف وراء السعادة .



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ندى مـاجد الرويس

تدوينات ذات صلة