هل أصحبت الإنسانية اليوم خيارًا مثاليًا؟ هل تنتصر على الشر في داخل الإنسان أم أن الواقع له رأي آخر؟
ماذا لو وجب عليك أن تختار بين أن تُبقي على إنسانيتك، أو أن تختار وجودك؟ هل تخلص لنفسك ومبادئك بكامل إرادتك او تطرح كل شيء جانبًا لكي تضمن أن تعيش؟ أن تكون نفسك حية مطمئنة أو سلامة الجسد الذي يؤمن للنفس كيانًا ووجودًا.
ثمة أسئلة لا إجابة واضحة لها، وإنما تبقى الإجابات مدفونة في العمق لا يعلم أحد ماهيتها، فقط تظل قابعة هناك حتى يحين موعد الاختبار فتخرج معلنة عن وجودها، لتفاجئ بشيء لعين بداخل نفسك لم تكن لتكتشفه من قبل دون أن يتم اختبارك أو ربما تدرك نجاحك وتشهد انتصارًا لمبادئك حتى دون أن ترى نتيجة كل شيء شاخصة أمام عينيك.
ولكن هل توجد تلك المثالية على الأرض؟ هل يختار الإنسان إنسانيته حتى في أكثر الظروف سوداوية؟ أم تنتصر غريزة البقاء؟
قد تجد نفسك بين اختيارات لم تتوقع يومًا أن تختار من بينها أي شيء، قد تنفذ كل الحلول التي تعلمتها من قبل ويصبح واجبًا عليك أن تبتكر شيئًا جديدًا، حلًا للعقدة دون أن يخلق عقدة جديدة بين وجودك ومبادئك، فالكتاب لا يحمي جسده من الفناء و لا يقضي على جوعه.
الحياة صراع للبقاء في جميع الأحوال، الإنسان عليه أن يختار دائمًا وفي كل وقت، دون أن يدرك أنه يختار، وان اختياره يترتب عليه اختيارات الآخرين من حوله، إنها مسئولية يتحملها وبها يحدد أقدار من المتوقع أن لا يدركها عند اختياره، ليبقى في النهاية الانتصار الحقيقي هو أن تصل في النهاية بقلب سليم لم يرتبك يقينه رغم قساوة الاختبار وشدته، رغم ما شهدته في طريقك ورغم فقدانك لأشياء كثيرة، عليك أن تحارب من أجل ما تؤمن به مهما اشتدت الظروف من حولك.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات