بالإرادة والتصميم يمكن أن نحقق ما نصبو إليه ونحقق لقب الرابح الأكبر

نور انسلخ من عباءة الظلمة

قليلا ما كانت تشعر بأرق يمنع عينيها من الاسترخاء ،وجفونها من أن تنسدل بهدوء وجمال ، فبمجرد أن تضع رأسها على وسادتها الناعمة ،تروح في عالم الغيبيات ، وتغطّ في نوم عميق، لتأكل الخبز مع الملائكة – كما كانت أمها تقول – لكنّ ليلتها هذه مختلفة عما سبقتها ، كأنّ جفونها أبت الاسترسال في حديث النوم ، ولم تستطع مقاومة سيف اليقظة والقلق المسلّط على خاطرها ، فما يطرق أبواب مخيلتها صورة حالمة ، ومستقبل مشرق ، تجد فيه نفسها كاتبة مشهورة ، تصدر الكثير من المؤلفات المميّزة ، التي يتهافت العامة والخاصة على شرائها واقتنائها ، تشاهدها في واجهات محلات بيع الكتب ، وعلى رفوف المكتبات .أصبح هذا الحلم شاغلها الدائم في صحوها ومنامها ، عقدت العزم على أن تبذل قصارى جهدها في تجويد كتابتها ، وتحسين أسلوبها ، قرأت المئات من الكتب والقصص ، تمعّنت في طرق كتابة المشاهير، كتبت العشرات من الأوراق ومزقتها ، وأعادت الكتابة من جديد ، مرارا وتكرارا ، إلى أن رسمت حروفها لؤلؤا منثورا ، تسلب الألباب ، وتسبي العقول بجمال صورها وعذوبة كلماتها وصدق مشاعرها .فكان كتابها الأول ولادة فجر جديد ،نور انسلخ من عباءة العتمة ، حالة عشق وهيام لحروف لغة مستقبل حالم ، مستقبل يحمل معه أمارات تألّق وسطوع ، رأت ( يقين ) في الكتابة مهربا من حياة السلبية ، وتحطيما لقيود الرضوخ التي ألفتها المرأة في مجتمعنا طويلا ، كان رسم الحروف بالنسبة لها كقيادة السيارة ، أحيانا تقود برعونة وطيش ، تكتب كل ما يخطر ببالها من أفكار ومشاعر فتأتي هذه ثائرة متمردة ، مصدّعة لهياكل الجهل ، وتارة تأتي وديعة كشاة طيّعة تنقاد نحو حتفها بهدوء واستسلام للمصير ، وبين الثورة والاستسلام كانت هناك صور لعالم بين الأحياء والأموات ، عالم بمعايير وطقوس مختلفة ، لا نشبهها ولا تشبهنا .لحظات تأمّل وحذر وترقّب وتتبّع لخيوط اللعبة لفهم مجرى الأمور ، فترات تصبّب عرق وبذل جهد أكبر وأكثر ، حتى تتمكن من حصد لقب الرابح الأكبر


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات نريمان نزار

تدوينات ذات صلة