الطفل المتأخر في الكلام، هل تعتقد أنه جاهز لدخول المدرسة؟


يعتقد الكثير من الاهل أن طفلهم المتأخر في الكلام وبمجرد أن يلتحق بالمدرسة، سوف يغطي الفجوة التي تفصله عن عمره وسيتطور ويتكلم بمجرد التفاعل مع الاطفال داخل رياض الاطفال او مجموعات اللعب، ولكن وبعد شهر تقريبا من انتظام الطفل هناك، يكتشف الاهل ان طفلهم تطور بشكلٍ سلبي من حيث السلوك غير المرغوب فيه حيث تطورت سلوكيات العَنَدْ والعصبية وعدم الرغبة في مشاركة الآخرين في اللعب او التفاعل بشكل عام، وبنفس الوقت لم يتطور كلامه كما كانوا يعتقدون.

أضع بين يديكم تفسيرا لما حصل مع طفلكم مبني على حقائق علمية وتجارب وخبرات سابقة للتعامل مع هؤلاء الأطفال المتأخرين في الكلام.

اولا: الاطفال وخلال سنواتهم الاولى يشُقّون طريقهم في تنمية قدراتهم ومهاراتهم في مختلف الجوانب الادراكية والمعرفية والتفاعلية واللغة والنطق وايضا التطور الحركي، وخلال هذا التطور قد يحدث لأسبابٍ متعددة منها عضوية ومنها وظيفية ومنها بيئية، قد يحدث تأخير في التطور مما يتسبب في حدوث فجوة وهي الفرق بين عمر الطفل الزمني وتطوره ويحدث ما يسمى بتأخر اللغة او تأخر النطق أو التأخر التطوري بشكل عام.

ثانياً: أثبتت الدراسات أن 1 من كل 6 أطفال معرض لحدوث تأخر في تطوره وذلك يستدعي من الأهل مراقبة تطور طفلهم، ولمراقبة تطور طفلك مرفق اداة مصممة خصيصا للاهل لتحديد مدى حاجة الطفل لتدخل اختصاصيين في حال ظهر فرق بين تطور الطفل الزمني وتطور مهاراته وقدراته.

ثالثاً: أطفال التأخر في الكلام والمعروفون باسم (late talkers) يستطيع ما نسبته 70% منهم التغلب على هذا التأخر لوحدهم دون الحاجة للتدخل فكثيرا سمعنا عن فلان حكى على عمر الثلاث سنوات وغيره حكى على عمر الاربع سنوات، وهذا الخبر مفرح ويدعي للتفاؤل حقاً، لكن ما يزال هنالك ما نسبته 30% ممن حدث لهم هذا التأخر ولم يستطيعوا أن يتخطوهُ او يغطوا هذه الفجوة لوحدهم ودون الحاجة لاي مساعدة حيث يحتاجون لتدخل أختصاصيين في النطق واللغة لتحديد مدى حاجتهم لتلقي العلاج وتحسين وتطوير ادائهم النطقي واللغوي.

رابعاً: عدم قدرة الطفل على التعبير عن نفسه سوف تسهم في تنمية بعض السلوكيات الغير مرغوبة مثل العصبية والضرب والعَنَدْ، وذلك لعدم قدرته للتعبير عن نفسه في حين أن جميع من هم حوله في الروضة قادر على ذلك مما قد يتسبب في الشعور في الاحباط وايضا قد يسهم في الانعزال وعدم الرغبة في المشاركة مع التفاعل مع الآخرين. كما أن صفة الاتكالية قد تتطور بالتدريج فيصبح كل شي مُلبى من إحتياجات الطفل دون الحاجة للطلب فتُقدم له وجبات الطعام أو احتياجه لشرب الماء دون أن يستخدم طرق التواصل او الكلام وبالتالي يعتاد الطفل على الحصول على الاشياء دون الطلب مما يفقده الثقة والحاجة لاستخدام الكلام للتعبير عن ذلك فلا يعود لتطوير مهارات اللغة اي داعي لذلك قد يتسبب ذلك بعدم رغبته في الكلام واتكاله على الاخرين يزداد بشكل كبير مما يساهم في تأخير مهاراته الاستقلالية والتي هي مهمة جدا لدخول المدرسة.

المدرسة ورياض الأطفال ومجموعات اللعب مكان ثري جداً لاكساب الطفل مهارات وقدرات تفاعلية اجتماعية وهي المكان الأنسب ولا ننكر ذلك كمتخصصين لكن اذا كان هناك بعض التحديات التطورية مثل تأخر في الكلام لابد من استشارة المتخصصين بذلك لاتخاذ القرار الافضل بالنسبة لطفلك هل التحاقه برياض الاطفال سيسهم في حل المشكلة ام في زيادة حدتها وتطوير سلوكيات غير مرغوبة.


أخصائية النطق واللغة:

هبة ابراهيم الوهبة كلوب،

ماجستير تقويم النطق واللغة.

9/6/2020

مرفق ملف مراقبة تطور الطفل:

https://drive.google.com/file/d/15CFAc23EpMOnr6PixFe0QCG5o3nV4wkk/view?usp=drivesdk&fbclid=IwAR0-wLOXSgbY8t_RSMmJx47jHnsVqQfzv-GLDHVNboLkwc7PL_OrViDGraw


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أخصائية النطق واللغة: هبة ابراهيم الكلوب

تدوينات ذات صلة