عربي عالمي.. مُلهم.. كارلوس غصن ايقونة الاعمال العالمي
كارلوس غصن، رجل أعمال ومدير تنفيذي لشركتي نيسان موتورز ورينو، وأيضا لشركة ميتسوبيشي موتورز، ولد في البرازيل عام 1954م، وحصل على الجنسية اللبنانية والفرنسية، اشتهر بدوره في إنقاذ شركة نيسان من أزمة مالية خانقة في عام ١٩٩٠م تقريبا حتى عام ١٩٩٩م، وتحويلها إلى شركة رائدة في صناعة السيارات، وقد شارفت الشركة على الإفلاس وقتها فقد خسرت على عدة مرّات مبالغ كبيرة بمقدار 20 مليار دولار! حتى لم تعد أغلب البنوك توافق على إقراضها، وقد أدار غصن أيضا اتحادا مع شركتي رينو ونيسان، واعتبرت هذه الشراكة نجاحا كبيراً في صناعة السيارات العالمية، ومع ذلك، يشاع عنه من قبل الجانب الياباني تورطه في فضيحة مالية في عام 2018م، لذلك هرب من اليابان إلى لبنان لتفادي المحاكمة.
بعد هذه المقدّمة البسيطة أقول: بما إننا لا نعتبر المتهم متهما بمجرد الإشاعة، وإنما المتهم بريء... حتى تثبت إدانته، استطعت أن أخذ من عدة لقاءات سمعتها خلال ثلاث أيام متواصلة، عدة الهامات مهمة لمثل هذا الرجل العبقري الذي طلبته اليابان باسمه لكي ينقذ الشركة العظيمة مثل نيسان من الانهيار بعد أن عجز كل اليابانيين عن إنقاذها، وهو شرف عربي كبير أن يكون هذا العقل التجاري المُلهم موجودا بيننا لينقذ شركة في كوكب اليابان كما يشيع البعض لتطورها الهائل وقدراتها الخارجة عن المألوف البشري... لكن مع الأسف دون الاستفادة من هذه الخبرات في عالمنا العربي!
انقل لك من الهامات كارلوس انه كان يذكر، إن كثير العطاء غالبا ما يُقابل بالخذلان والخيانة! أو الطرد والحبس، لان عالمنا عالم مجنون، أنقذت الشركة من الإفلاس بعدما استنجدوا بي وأطلقوا لقب "المنقذ" أو "المخلص" ثم تسرق مني هذه الإنجازات واصبح متهما...
- الانفراد بالقرارات المصيرية في العمل، هو أهم الحلول لنجاح المؤسسة، لان التجاذبات داخل العمل لا تؤدي إلى نجاح المهمة، وعلى العكس تماما لا ندعو للديكتاتورية في القرار إنما المقصود هناك لجنة تشاورية ثم يكون هناك شخص يقرر أي القرارات يعتمد ويكون مسؤولا مباشرا عن النتائج.
- أهم شيء هو عدم الخوف من المشاكل، بل وتقبلها، لأنها حتمية الوجود.
- التفاؤل، والطموح، ليست عبارات براقة لكنها أساس العمل بل هي عناصر مهمة لإنجاح أي مشروع.
- عندما يكون هناك هدف نبيل محدد؛ اعمل عليه بقوة، وبشغف، وجد الحلول للمشاكل التي ستواجهك، فإن كان الطريق للوصول إلى الهدف مغلقًا اتجه لطرق الأبواب، إن لم تفتح لك أتجه نحو السور ثم النوافذ، المهم أن تصل إلى الهدف بأي طريقة وبأي ثمن!
- عندما تواجهك مظلمة؛ اهرب منها، تخلص منها، لا تستسلم لها أبدا، في حالتي هربت بعلبة أو صندوق ضيق مظلم من غير ماء ولا أي طعام، لم أفكر بالجوع! لان هروبي من الظلم كان أعظم دافع لي وهو الذي نقلني من اليابان إلى لبنان بذلك الصندوق مع البضائع!
- لحظات الوصول إلى بر الأمان، من أعظم المشاعر الإيجابية بل هي حياة جديدة، شعرت بعدها بالانتصارات تكبر أمامي، لأني بمجرد هروبي حطمت لهم سمعة أداء الوضع الأمني الياباني أمام العالم وهم يستقبلون بطولات رياضية ومدى تحقق مخاوف على حياة اللاعبين أو الجاليات الأخرى من هروب أصحاب القضايا الحقيقيين.
- الكذب من الممكن أن يربح، لكن أرباح الكذب قصيرة، ولا بد لها ان تنكشف وتتضح ويظهر عظم الخسارة واضحًا امام الجميع.
- الخونة موجودين كل يوم، في كل بلد، وفي كل وقت، وهم على نوعين: النوع الأول يعلم الحقيقة لكن لا يتكلم... لا يدافع... لا يساهم... أما النوع الثاني: يعلم الحقيقة وينكر ويزيف ويخون ويطعن.
- لابد من التحلي بالأمل في الحياة؛ الصبر مفتاح في مواجهة الخيانة والظلم والصبر على الأذى مهم ويعطي نتائج إيجابية مستقبلية.
- لا أنسى دور المرأة الناجحة في حياة كل شخص منا، زوجتي واجهت الاعلام الياباني بقوة، فتكلموا عنها بسوء لان الشعب الياباني شعب متعصب للرجل، ولا يتقبلون المراءة القوية المدافعة عن حقوق زوجها.
- قابلنا الكثير من المسؤولين الفرنسيين باعتباري مواطن فرنسي، الكل وقف معنا حتى في استعدادهم لنقل القضية إلى فرنسا، عدا "مايكرون" الذي رفض مقابلتنا! عكس ما فعله ساركوزي وغيره من أفعال إيجابية وتعاطف مع القضية.
- خلاصة حياتي انا كارلوس غصن كانت عبارة عن مجموعة من عدة حَيَوات مختلفة، ولا أزال أعيش بالثقة والامل الذي اواجه به كل المتغيرات وأحطم به كل المصاعب القادمة، التي تزول بالثقة والامل.
التعليقات