انه عصر البضائع، عصر المقلد والاصلي، عصر الرخيص والثمين.. ايهما تريد ان تكون؟
الحمد لله الذي جعلني أعيش بعضًا من أيام الزمن الجميل كما يسميه البعض، في وقتها لم تكن المرأة تحتاج إلى أي طريقة ملتوية لكي تجذبنا معاشر الرجال، فالرجل الشرقي كان دائمًا ما يكون تواقًا للعنصر النسائي بالفطرة، وميالًا له، لأن المرأة وقتها كانت نادرة الظهور ولا تشاهد في الشوارع بكثرة، لأنها كانت قليلة الخروج، وإذا خرجت فكانت تختفي تحت عباءة سوداء أو لبأس ساتر طويل.
أتذكر كيف كان الشباب يتجمعون أمام أبواب المدارس أو على أطراف الشوارع والطرق لعله يرى امرأة عابرة أو من وراء سُتر أو خلف الأبواب، كل ذلك خلسة.
كنا نعيش في مدينة للرجال فقط! ليست حكرًا علينا معاشر الرجال، لكن المرأة إما كانت معلمة في مدرسة أو ممرضة في مستوصف أو كقابلات مأذونات بالعلاج.
كيف كان الوصول للمرأة المصون ؟ الجواب لا بد من الزواج.
لأن النساء كانوا -ولا يزالون- كالجواهر الثمينة لا يتم الحصول عليها إلا من خلال طرق الأبواب وتقديم التعهدات اللازمة للحصول عليها، سواء كانت ذات حسب أم لم تكن فكل النساء عندنا مصون، فلم نكن نسمع أو نرى حالات الطلاق إلا نادرًا جِدًّا بل يكاد يكون معدومًا وان حصل فيكون على استحياء من الله وثم المجتمع آنذاك.
وبما اننا أصبحنا نسمع كثير بالخلافات والطلاقات فإننا امام مجموعة مشاكل:
أولها: يكمن في الأوضاع الاجتماعية التي تغيرت والعوامل السياسية التي أثرت ودمرت وخرجت صورة المرأة عن السيطرة- بوعيها أو دون وعيها- عن طريق من أراد افتراسها والأهم فقد تم الضحك عليها وإخراجها من خدرها بدعوى القوانين الوضعية الرخيصة وهي المطالبة بالحرية والانفتاح والتحرر!
إلى آخر الكثير من الأمور التي استخدموا فيها المرأة، فبدل من أن تكون مصونة مستورة نادرة، أصبحت تلبس القصير وتتعرى في الدعايات والإعلانات التلفزيونية، وعلى الفيسبوك وعلى التيك توك واليوتيوب، وتتبجح باسوا العبارات، وهنا بدأت الطامة الكبرى.. والذي بدوره نقلنا إلى..
المشكلة الثانية: فالذي كان بالأمس يعتبرها ثمينة مقدسة لا ينظر إليها إلا عن طريق الزواج، أصبح يشاهد جسدها الفاتن بسهولة في هاتف صغير بيديه، أصبح ينافسها وتنافسه بكل رخص في العمل، تفطر معه وتتغدى معه وتتعشى معه في اجتماعات العمل وتضحك، ببلاش بالمجان من غير مهر، من غير هدايا ولا التزامات على عاتق الطرفين، بل ممكن أن يراها بملابس السباحة عندما تسافر إلى لبنان وتركيا ومصر، وتنشر الصور على السوشيال ميديا... ببلاش!
بل تراها تنشر وتكتب تحرري، سيطري، كوني قوية..
إلى آخر ذلك من العبارات التي خَدَعُوكِ بها..
ثالثًا: لما خرجت عن السيطرة وارادوا لها ان تكون منضبطة غير سوقية، سوقت كعلامة تجارية حيث إن الشركات اليوم تستخدمها كسكرتيرة تجيب على الهاتف بصوتها الناعم، ودعاية الطبخ ومعاجين الأسنان واللباس وإعلانات السيارة التي لا تخلو من صورة لامرأة تصعد وتنزل من سيارة فارهة، ومطعم وحتى إلى أرخص الإعلانات التي يعرفها جميعنا.
لقد تمت سرقتها من أيدي الرجال بمكر ودهاء! لا أعرف أن كانت تعلم أو لا أن هذه الحيل لجلب الزبائن واستجلابهم بالجسد، لا لمكانتها ولا لعلمها ولا لقدسيتها التي قدسها الله لها.. وإن عدم وعي الرجال لهذه المخاطر وبدلًا من حل الموضوع فإنهم يزيدون الأمر سوءًا، كيف لا وهم يتسابقون لهذا المهرجان من النساء في كل مكان، ويستسهل الوصول إليها بدعاوى كثيرة أغلبها كاذبة وأولها الحب والغرام والعشق والهيام، ولأنه تمكن منها برخص، تركها بسهولة، وعليه فإن هذا المهرجان الجنسي المنتشر أصبح وبالاً على المتزوجات من النساء.
ففي هذه الحالة فإن الطوفان الذي نحن فيه هو العزوف عن الزواج المكلف، وكثرة الطلاق، لم تكن هناك أعدادا بالألف! وأرقام فلكية سواء في المهور أو المطالب، ولا حالات العنف ولا التقصير.. إلخ.
فقد خرجت المحاكم العراقية لتقول إنها سجّلت 4827 أربعة الآلاف وثمانمائة وسبعة وعشرون، حالة طلاق خلال شهر تموز فقط من عام ٢٠٢٢م، فإذا قرأت هذا العدد، فاعلم أن الأمر قد أضَّلك.
فتعززنَّ ولا تكنَّ بضاعة رخيصة مُقلدة في زمن كثرت فيه البضائع..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات