فضل الثقافة والتراث إلإسلامي على النهضة الأوربية..


تحدث الكاتب السويسري "بوجن أولسومر" في كتابه الجميل "أسلافنا العرب"

عن التأثر الكبير في ثقافة و تراث

الذي تعرض له سكان سان تروبيه

في سويسرا منطقة المسلمين

فقد لا يعلم الكثير بأن البحارة

العرب والمسلمين قد

استعمروا هذه المنطقة

التي تشكل قلب أوروبا لوقت طويل ،

ويذكر الكاتب السويسري أن التأثر

الإسلامي يتضح اليوم في ملامح

ثقافة و تراث و ايضا طباع سكان

تلك المنطقة بشكل جليّ

حتى لو حاول المؤرخون دحض ذلك!..


كما ذكر الرئيس البرتغالي "جورج سمبايو"

عام ١٩٩٧م في حفل مدينة "لشبونة"

عن مدى التأثر الذي تعرضت له بلاده

البرتغال من الثقافة والتراث

العربي الإسلامي في العهد الأندلسي

وقال عن ذلك:

(( نحن مدينون للتراث العربي الغنيّ جداً

بما كان له من تأثير في لغتنا

وفي أسماء الأماكن وفي الأعراف

والعادات الإجتماعية وفي العمارة،

وفي الفنون والأدب والمخيّلة الشعبية،

وفي فن الطبخ، وفي الزراعة والتجارة .. ! ))


نحن أمة لها تراث عظيم وثقافة راقية .

ولهذا تطور الغرب مستفيداً

من حضارتنا وتراثنا أكثر من استفادته

من ماضيه وتراثه. كان تأثير

الثقافة الإسلامية على الغرب

في شتى المجالات،كان أسلافنا

قدوة وقادة للعالم ثقافياً وعلمياً..


فمثلاً انتشار بعض الأزياء الإسلامية

في أوروبا في تلك الفترة والتي منها

ما يحتفظ باسمه العربي إلى وقتنا

الحاضر كأنواع من القمصان

والمعاطف والعباءات وغيرها.

بل إن بعض القادة الأوروبيين

كانوا يقلدون قادة المسلمين

في اللباس وبعض العادات،أمثال

روجرالثاني وفريدريك الثاني

في صقلية، والفونسو السادس وغيرهم.


لقد شُغِف العالم بما شيده المسلمون

من تراث و ثقافة كمدينة الزهراء التي لم

يُبْنَ مثلُها، وقصر الحمراء بغرناطة،

والمسجد الكبير بقرطبة..


فن الأتكيت الذي اعتقد الجميع بانه

اتى من فرنسا، بينما الأسطورة زرياب

هو أول من ارتقى بالذوق العام

والذى يسمى اليوم بـ“الإتيكيت”،

والذى مثل حلقة وصل هامة في نقل

مظاهر الثقافة الاسلامية والشرقية

إلى الاندلس ومنها إلى أوروبا

والعالم أجمع , اهتم بهالتاريخ الغربي

و استفاد من تجربته وآثاره وما قدّمه

للعالم أجمع..ووصفوه بأنه الرجل الأنيق

في كلامه وطعامه.وكيف كان يلفت

الأنظار إلى طريقته في الكلام

والجلوس إلى المائدة أيضا.

وكيف يأكل على مهل ويمضغ

ويتحدث ويشرب بأناقة.

زرياب أول شخص اوجد فكرة ان يكون

هنالك ملابس الصبح و ملابس الليل

و وضع تفاصيل لملابس

الفصول الأربعة بحيث تجعل الشخص

مرتاح مع تقلبات الجو ، مثلا ان

الشخص يرتدي ثياب خفيفة غامقة في

الربيع ،وثياب بيضاء في الصيف بسبب

حرارة الشمس وهكذا لأن المجتمعات

في ذلك الوقت لم تكن تهتم

بهذا الشيء، كذلك علم النساء

فنون العناية بالبشرة ،

وهو أول من صنع مركبات كيميائية

تزيل رائحة التعرق وعمل

ايضا تسريحات شعر لكلا الجنسين

لم تكن بلاد الاندلس و الأندلسيون

يعرفونها.. وايضا وضع "علم المائدة"

وطريقة تنظيمها بحيث تجذب العينوفضل أن تكون الصحون والأكواب من الزجاج

لكي يسهل تنظيفها وكذلك أكثر أناقة....

وهو الذي عمل نظام الثلاث وجبات

وان الحساءوالمقبلات توضع

قبل والوجبة الرئيسية وهو الذي

اخترع تقطيع البطيخ والتفاح على شكل ورد

أو شرائح حلزونية..

فتن الناس بآدابه وسعةثقافته

وتنوع معرفته.

زرياب يدين له الفرنسيون والطليان

كل الفضل لما قدمه لهم حيث يجتمعون

في كل سنة يحتفلون بشخصية

زرياب ويحتفلوا بمؤسس"الايتيكيت"

وكتبوا عنه العديد من المقالات.


‏حقيقة ،

لو قلنا إن الحضارة الاوروبية طارت

من على أكتاف الحضارة الإسلامية،

وخاصة الأندلس، لم نكن بعيدين

عن الصواب".




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات فلسفة قلم ✍🏻

تدوينات ذات صلة