قال تعالى:{ وَیَوۡمَ یَحۡشُرُهُمۡ كَأَن لَّمۡ یَلۡبَثُوۤا۟ إِلَّا سَاعَةࣰ مِّنَ ٱلنَّهَارِ یَتَعَارَفُونَ بَیۡنَهُمۡۚ ...الآية } يُونُسَ: ٤٥


اذا اردت ان تركز وتنتج، فلا بد ان تقول "لا" للمهام والمشاريع الاضافية، فضلا عن التفاهة التي ينبغي تركها للأبد واللهو والامور غير المهمة وتفرغ قلبك منها فالإنسان ليس له إلا قلب واحد قال تعالى (مَا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِيْ جَوْفِهِ ) الأحزاب.

ولا ضير إن عملتها (الأمور غير المهمه) من حين لآخر دون أن تزاحم الأمور المهمة في القلب و ليس قبل إنهاء الأمور الرئيسية ثم الأقل أهمية وتركز على اولوياتك ؛ فالإنسان خلق لعبادة الله قال عز وجل{ وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ } الذَّارِيَاتِ: ٥٦....

ويوجد في الحياة أشياء كثيرة إضافية وأخرى لا داعي لها فلعاقل من ركز على الهدف والغاية من وجوده في الدنيا وهو العمل الصالح وهو ما كان خالصًا أي : أريد به وجه الله وحده ولا شيء آخر وصوابًا أي: ما وافق السنة والقرآن ثم بعد ذلك ياخذ من الأشياء الإضافية ما يعينه على هدفة الأهم ولا يجعلها هي غايته ولكل شخص في هذه الحياة إختصاص فيجب الاهتمام بالقراءة به والتركيز أثناء الدراسة أو وقت العمل وكذلك إتقان أي عمل يعمله قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا إي يتقنه)....

وكذلك لا يدخل مشاكل العمل أو المدرسة أو الجامعة وغير ذلك إلى المنزل ولا العكس لأنه إن فعل ذلك لن يحافظ على استقاره النفسي ولن يتقن دراسته أو عمله وسيقصر في حق أسرته ووالديه ورحمه وأقاربه وجيرانه فينبغي أن يعطي كل واحد حقه لقول النبي صلى الله عليه وسلم لسلمان الفارسي رضي الله عنه عندما زار أبا الدرداء رضي الله عنه وكان مما قاله سلمان لأبي الدرداء (وآتي كل ذي حق حقه) وعندما أخبرا النبي صلى الله عليه وسلم بما دار بينهما قال:{صدق سلمان}...


وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته نزع على عتبة البيت رداء الهموم ليعطي أهله حقهم من الاهتمام و العون والمساعدة.

ووإيضًا ينبغي التركيز على أمر واحد في الجلسة الواحدة أما التركيز على أكثر من أمر معًا فهذا غير ممكن فالإنسان لا يستطيع عمل أكثر من أمر معًا؛ فهذا عامل مهم في تحقيق النجاحات الدنيوية فمثلاً من أراد حفظ القران الكريم فينبغي أن يفرغ قلبه من كل شيء يشغله أثناء الوقت الذي خصصه للحفظ. وهكذا إلى أن يتم حفظ القران الكريم كاملا ويلغي من برنامجه اليومي للابد التوافه كمواقع التواصل الاجتماعي والافلام والمسلسلات ومشاهدة الرياضة والبرامج والمقاطع التافهة والاغاني والالعاب ومجالس اللهو ثم عندما ينهي مقرر الحفظ والمراجعة ينتقل لأمر آخر كقراءة ورده من قراءة القرآن وورده من سماعه ومن كتب التفسير وأسباب النزول وغيره من الكتب في باقي العلوم الشرعية وغير ذلك من الكتب المفيدة ويدرس قواعد اللغه العربية من نحو وصرف وبلاغة لتعينه على فهم القرآن وتثبيته حسب وقته ثم إذا وجد وقتًا آخر قرأ في التاريخ والسير وتعلم لغة أخرى وإن لم يجد أجل ذلك إلى أن ينهي مشروعه الحالى وهو حفظ القران الكريم...

كذلك الأمر في الأمور الأخرى فلا يعمل في الجلسة إلا أمرًا وحدا ولا ينقل لأمر آخر إلا بعد إنتهاءه منه ولا يبقى هاتفه في المكان الذي هو فيه حتى يبقى مركزًا على أمر واحد وليس المقصود ألا يعمل في يومه إلا أمرا واحد لكن المقصود أنه لا يعمل أمرين في نفس الجلسة أوالفترة خاصة إن كان مشروعه كبيرًا فإن فعل ذلك لم ينجز شيئًا كما حدث لأحمد شاكر رحمه الله و الذي شرع في تحقيق مجموعة من الكتب الكبيرة فكانت النتيجة أنه لم يتم تحقيق أي منها .....


ويحقق كذلك العبودية الخالصة لله فيخلص عباداته القلبيه والبدنية والمالية لله فلا يمكن العمل لله ولغيره في الوقت نفسه والعمل لا يقبل منه إلا ماكان خالصا صوابا (سبق تبيينه) فينجو في الآخرة وينجح وإن ملك الجاه والمال والشهرة والعلم لم يأثر على عبوديته لله لأن كل ذلك بيده لا بقلبه ، فالمسلم يحب الآخرة ولا يعمل إلا لها ولا هم له إلا هي وتركيزه منصب على الآخرة ولا ينال من الدنيا إلا بقدر الحاجة وينوي بذلك الاستعانة على طاعة الله واجتناب معصيته وأعفاف نفسه وأهله مما في أيدي الناس ومن الحرام ويفرغ قلبه مما سواها ويحب أبناءه وأهله ووالديه ورحمه وأقاربه وجيرانه وأصدقاءه وغيرهم من الناس وغير ذلك من المحبوبات الجبلية كحب المال والوطن وغيرها ولكن الله ورسوله أحب إليه مما سواهما قال النبي صلى الله عليه وسلم :{لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ} فإن أحب الدنيا و كانت همه خسر آخرته وأضر بها قال النبي صلى الله عليه وسلم :{ مَن أَحَبَّ دنياه أَضَرَّ بآخِرَتِه ، ومَن أَحَبَّ آخِرَتَه أَضَرَّ بدنياه ، فآثِرُوا ما يَبْقَى على ما يَفْنَى }...

وقال أيضاً: {من كانت الدُّنيا همَّه ، فرَّق اللهُ عليه أمرَه ، وجعل فقرَه بين عينَيْه ، ولم يأْتِه من الدُّنيا إلَّا ما كُتِب له....} ....

فالقلب لا يتسع لأكثر من أمر في آن واحد فإما الدنيا وإما الاخره وإما رضى الله وإما رضى النفس التي لا تشبع و ورضا الناس وهي غاية لا تدرك ،وإما القرآن والذي هو أعظم لذة في الدنيا ولكن أكثر لا يعلمون قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : ( لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا، وإني لأكره أن يأتي علي يوم ما أنظر في المصحف).

وإما الغناء فالقلب لا يتسع لأكثر من أمر معًا فالإنسان قد يعمل في الدنيا لكسب لقمة العيش غير أنها لا تكون همة فهمه الآخرة ولايمكن جمع الأمرين قال النبي صلى الله عليه وسلم:{ ومن كانت الآخرةُ نيَّتَه ، جمع اللهُ له أمرَه ، وجعل غناه في قلبِه ، وأتته الدُّنيا وهي راغمةٌ}...

وإما مجالس العلم والبرامج والمقاطع العلمية وكتب العلم الشرعي وقصص القرآن والعلوم الدنيوية النافعة كالقراءة في الاختصاص واللغات والتاريخ والسير والروايات النافعة والأدب وغير ذلك من الكتب والمجلات النافعة في باقي العلوم وإما مجالس اللهو واللعب والباطل والبرامج والمقاطع التافهة والاغاني والشعر الحداثي والافلام والمسلسلات والروايات والمجلات والكتب التافهة والرياضة وغيرها.

قال تعالى { مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلࣲ مِّن قَلۡبَیۡنِ فِی جَوۡفِهِۦۚ .....الآية }

الأَحۡزَابِ: ٤.......


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

لقد تركتني دون سابق إنذار ...تركتني دون شفقة او رحمة ..تركتني بعد ثلاثة سنوات حب بحجة لسنا نفس الطباع!! ..تركتني و انا كنتو طبيبها ..و انا كنت سندها و منقذها و انا كنت أمنها بعد الله طبعا ...تركتني و لم تكترث لحزني ..تركت قلبي يتمزق دون رأفة ...تركتني ..نعم تركتني كما لم يتركني أحد ( ف.ز.)

إقرأ المزيد من تدوينات محمد عبد السلام إبداح

تدوينات ذات صلة