الإنسان الناجح هو من يحسن استغلال الوقت، ويعلم كيف يدير نفسه ويستثمر في وقته وينظمه.

يعاني الكثير منا خلال أوقات الحظر او الحجر المنزلي، وذلك بسبب العزلة الاجتماعية والحجر الصحي وحظر التجول وغيره، لم نجلس مع أصدقائنا واقاربنا منذ فترة زمنية ليست بالهينة والذين اعتدنا على الجلوس معهم. لم نمارس الرياضة والكثير من النشاطات الي يتم تنفيذها خارج المنزل. ولكن لا يعني هذا ان نهدر وقت الفراغ الذي نمتلكه اليوم، بل يجب استغلال هذه النعمة ذات القيمة العالية والتي تحررت من أوقات التزامنا خارج المنزل، حيث يكون ذلك من خلال ممارسة عدة أمور مقسومة الى ثلاث اقسام: الشق الأول تطويري والشق الثاني ترفيهي والشق الثالث له علاقة بالاسرة.


أولا: الشق التطويري والمعني بتطوير الذات من خلال:


  • استغلال المحتوى العلمي على اليوتيوب: والذي يعتبر منجم حقيقي للمحتوى التعليمي بشتى المجالات والاهتمامات ومقدمة بعدة لغات (في معظم الاحيان).


  • قد يكون الأمر مرهق ومتعب في بعض الأحيان عندما تكون في المنزل بمفردك أو محاطا بالعائلة، واحد أسباب ذلك هو تركيز الاعلام على الاستمرار في نقل الاخبار التي قد ننظر لها بسلبية، والتي لا تساعد على تخفيف قلق البقاء في المنزل. ان أفضل ما يمكنك القيام به من أجل صحتك العقلية هو ممارسة التأمل لمدة 10 الى 20 دقيقة كل يوم لأنه يساعد بالحفاظ على اليقظة الذهنية او ما يسمى بالوعي الذاتي، والذي يعني قدرتنا على التعامل مع المواقف بوعي تام دون الحكم اللحظي المباشر المبني على العاطفة. اختر أفضل وقت في يومك تراه مناسب قد يكون بالصباح الباكر او في أي وقت خلال النهار او حتى قبل النوم. وهذه فرصة اليوم لنتأمل ما يحدث في العالم دون قلق بل بهدف التعلم واستخلاص العبرة.


  • إتقان مهارات جديدة او تعلم شيء جديد، وهي من أفضل طرق قضاء وقت الفراغ، حيث يمكن تعلم مهارات جديدة تخص العمل او الحياة الشخصية او أي حرفة انت تهواها وتحب فعلها. من خلال قراءة الكتب؛ كل شخص قد يمتلك قائمة بالكتب التي يحب قرأتها، او يمتلك عدد من الكتب التي قام بشرائها من قبل ولم يتسنى قراءتها، او حتى الكتب التي تستطيع تحميلها وقراءتها من الانترنت مباشرة.


  • حضور الدورات التدريبية من خلال الانترنت، هذا الوقت هو الوقت الذهبي لبدء حضور هذه الدورات التدريبية، ويمكن اختيار أي موضوع نهتم به، على سبيل المثال دورات الفوتوشوب او تعلم لغة جديدة.


  • اللياقة البدنية والرياضة؛ لا يعني التزامك في البقاء في المنازل عدم ممارسة الرياضة، وخصوصا إذا كنت تعتاد ان تذهب إلى الصالة الرياضية، بالعكس نحن اليوم نستطيع ان نمارس تمارين رياضية معينة في المنزل، وهنالك مواقع الكترونية مختصة بتقديم دروس المحافظة على لياقتك البدنية من المنزل، بالإضافة الى ان اتباع نظام غذائي صحي يزيد من المناعة ويقلل السمنة والمشاكل الصحية.


ثانيا: الشق الترفيهي، ويكون ذلك من خلال:


  • حضور افلام سينمائية مع العائلة فهي تخفف من حدة القلق، كما انها نوع من أنواع التسلية حيث يتم التفاعل مع العائلة اثناء حضور الفيلم.


  • الاستماع الى موسيقى.


  • الألعاب الالكترونية، شريطة الا تتجاوز الساعة الواحدة في اليوم، لأنه ان لم تستطع السيطرة والالتزام بالوقت فمن الغير محبذ اللعب لانها تصنف ضمن النشاطات التي تخدع وتاكل الوقت وتجرف المدمن عليها.


ثالثا: الشق الثالث يتعلق بالأسرة:


  • فمن الممكن التواصل مع الأقارب والأصدقاء والاستماع إليهم والاطمئنان عليهم ومعرفة اخبارهم.


  • العاب ترفيهية مع افراد العائلة سواء الكبار منهم او الأطفال، والتي قد تكون تعليمية مثل الشطرنج او اللعب مع الأطفال بالمعجون مثلا او الرسم معهم.


  • المساعدة في تدريس وتعليم الأطفال وتعليمهم وخصوصا ضمن التحديات التي تواجه الجميع اليوم من معلمين وطلاب وأهاليهم.


  • المساعدة في الأمور المنزلية حيث يخلق جو من الوئام بين افراد العائلة، وينمي روح الفريق والتعاون بالرغم من ضيق المساحة المادية.





الإنسان الناجح هو من يحسن استغلال الوقت، ويعلم كيف يدير نفسه ويستثمر في وقته وينظمه، ويغتنم أوقات الفراغ في أعمال تعود عليه بالنجاح والتقدم.





ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات صالح الكردي

تدوينات ذات صلة