هل الأفلام مجرد لوحات فنية نستمتع بها أم هي أكثر من ذلك؟
سؤال "ما الذي تحمله الأفلام؟" أو "ما أهمية الأفلام" يشبه تمامًا سؤال "ما أهمية الحياة؟"، هناك ببساطة حاجة للفرد يجب أن تتحقق، الحاجة لتجارب ذات مغزى، وقصص تثري حياته وتزوده بالمعرفة والحكمة وتدله أو تقربه من الأسئلة، وهذا ما تفعله الأفلام. (منقول)
لطالما آمنت بأن الأفلام لم تصنع فقط لتحقيق المتعة لمشاهديها و الترفيه عنهم ،و لكن لها تأثير كبير في حياتنا.فكم من مرة سمعنا عن أشخاص حاولوا تقليد مشاهد أو شخصيات مشهورة من السينما، بعض المحاولات كانت مضحكة و البعض الآخر منها كانت مؤذية للأسف.لكن حتى و إن لم نقلد شخصية ما أنا متأكدة أن التأثر الشديد بفلم أو قصة أو شخصية معينة حدث لنا جميعا. فمن منا لم يبكي تأثرا بمشهد ما؟ من منا لم يضحك لدرجة حبس أنفاسه و هو يشاهد لقطة طريفة؟ لكن أكثر من ذلك،من منا لم يقم فلما معينا بتغيير مزاجه؟ أحيانا من السيئ للجيد و أحيانا العكس.من منا لم يطرح بعض الأسئلة على نفسه و أحيانا يجيب هو في مكان الشخصية ؟ من منا لم يرى نفسه في الأفلام ؟ من منا لم يقل يوما ما هذه الشخصية تمثلني ؟ من منا لم يقل هذه القصة غيرت حياتي أو ألهمتني؟
تساعد الأفلام في تشكيل دليلٍ داخليّ ومرجعٍ سلسٍ يمكن لنا اللجوء إليه لفهم أنفسنا (منقول)
الأفلام لم تصنع قط لمعالجة الواقع،لكن صنعت لعرضه بطريقة شفافة.صنعت لتترك فيك أثرا ما ،صنعت لتتحاور أنت مع ذاتك و تقول "اه لقد فهمت لماذا أتصرف هكذا".."لقد فهمت لماذا يتصرف هو هكذا.."هل حقا يجب أن نتصرف هكذا؟"..الأفلام تدخلك في هذا النوع من الحوار ،هي تثير فيك التساؤولات لكن لا تعطيك الإجابة،الإجابة تجدها أنت بنفسك و إن وجدتها ستحب الفيلم!
الأفلام تختلف عن المسلسلات التلفزيونية التي تكون في قالب محدد ، و للأسف الشديد في عالمنا العربي القالب هو نفسه يدور حول الزواج،الطلاق ، و الخيانة.لكن الأفلام من المفترض أن تكون فيها حرية و مساحة أكبر.
إن كان هناك جملة واحدة نصف بها السينما فستكون حتما "الواقع مضاف عليه بعض الخيال" لكن للأسف الشديد، بعض صانعي الأفلام العرب يفرطون في الخيال و يبتعدوا عن الواقع فيخسرون في شباك التذاكر.
بما أنني من متابعي السينما الهندية "بولييود" -و التي أعتبرها من أعظم السينمات في العالم- سأقدم لكم بعض الشخصيات التي أثرت في من الأفلام الهندية.
Naina Talwar من فيلم Yeh jewaani hai dewaani هي شخصيتي المفضلة من الأفلام و الأقرب إلى قلبي. و لعلكم لاحظتم أن اسمي مقتبس منها هذا لأنها أول شخصية أحس معها بصلة معينة ؛ نحن نتشابه في بعض التفاصيل ، البعض منها ملحوظ و الآخر لا ; التقليدية المعاصرة ،الجدية الظريفة ، المملة الفريدة من نوعها ، المجتهدة المهملة، الهادئة المشاكسة ،الخائفة الجريئة..Naina أنت بأكثر من طريقة..و أنا كذلك!
عزيزتي Naina، شكرا لأنك علمتنا كيفية تقبل الحب من طرف واحد، شكرا لأنك علمتنا أن لا نكون أنانيين ،أن ندع الأشخاص يمضوا قدما إلى سعادتهم و أن نفعل ذلك نحن أيضا..
عزيزي Ved ( أو Don ) من فيلم Tamasha،شكرا لأنك نبهتنا لأن ننظر لأنفسنا في المرآة و نسأل من نحن ؟ لقد علمتنا أن السعادة الحقيقية تكمن في القيام بما نحبه و أن نكون على طبيعتنا.شكرا لأنك ذكرتنا بمن نكون..
عزيزتي Meera من فيلم NH 10 ، شكرا لأنك أعطيتنا مثالا عن القوة ،الصلابة،و الصبر.تحملت الليالي الطويلة ،الظلام القاتم و الرصاصات المتطايرة بقلب كالأسد.قاومتي حتى النهاية و انتقمتي بدلا من أن تنهاري.لقد ألهمتني لأكون شجاعة مثلك في مواقف تبعث بالخوف.
عزيزتي Veera من فيلم Highway، لقد علمتنا بأن الطريق السريع يكون أحيانا أكثر متعة و أمانا من البيت الفاخر ، و بأن رفاهية المرء تكمن في راحته و ليس فيما يمتلكه.شكرا لأنك نبهتنا بأن نحافظ على بناتنا و نمحنهم الأمان في بيوتهم.
الشخصيات التي نراها في الأفلام لا تبقى في ذاكرتنا نحن فقط كمشاهدين لكنها أيضا تبقى حية داخل الممثلين الذين يقومون بأدائها،فكم من مرة سمعنا عن ممثلين تقمصوا شخصياتهم في الواقع من شدة تأثرهم بالشخصية و إتقانهم للدور.
و في الأخير،آمل أن يجتمع صانعو الأفلام في الوطن العربي عامة و في بلدي الجزائر خاصة ليقدموا لنا أفلاما سينمائية تحاكي الواقع،أتمنى أن يخرجوا إلى الشارع و يحكوا القصص التي لم تحكى ،أتمنى أن يقولوا ما لا نستطيع نحن قوله و ما لا يستطيع الإعلام قوله،أتمنى أن تصبح السينما جزءا لا يتجزء من حياتنا ليس فقط للمتعة و الترفيه لكن لنفهم أنفسنا ،لنفهم الآخرين ،لنطرح التساؤلات و لنتغير....فلتحيا السينما!
أخبروني ما هي أفلامكم المفضلة و من هي الشخصيات التي تأثرتم بها بشدة؟
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
👏👏👏❤❤❤❤