كان أحد عمال النظافة يعمل في أحد المدن البعيد التي عرفت بأن فيها أحياء غني و أحياء فقيرة

دخل عامل النظافة الى أحد الأحياء الغنية المزخرفة في احد المدن العربية , كان الحي جميل المظهر بورود فاخرة في كل مكان و حوائط قرموزية لامعة و بلاط ألمس . كان عامل النظافة لا يحمل معه ألا مكنسته و سلته و صندوق طعام فيه خبز و بعض الحليب .

جلس ليتناول طعامه بجانب أحد القصورة المزينة في ذلك الحي , و هو يتناول الطعام خرج رجل طويل القامة بشارب و ذقن أنيق من المنزل , نظر ألى عمل النظافة بزدراء و قال

_ انت ... أبتعد من هنا هل تظن نفسك في مقهى .! أن ضيوفي من الوزراء و الأثرياء , هل تريد أن يروك أمام منزلي هاكذا ... أبتعد و ألا أمرت حراسي برميك ..

فذهب لتناول طعامه في مكان أخر في ذلك الحي , فقابل أمرأة لم تكن أقل وقاحة من ذلك الرجل بال نظرت أليه بشمئزاز و هو يتناول طعامه على طرف الشارع البلاطي , و قالت له

_ أنظر كيف لوثت منظر الشارع بقدومك ... هيا ... أنقلع من أمامي

و مرة أخرى ذهب عمال النظافة من دون ألقاء أي كلمة مع أنه كان يعرف أن سر جمال هذا المكان هو عمله على أبقائه نظيف.


في اليوم التالي ذهب عامل النظافة ألى حي أخر في أطراف المدينة , كان الحي فقيرا من مظهره أجمل ما فيه زهوره الخارجة من بين صدوع المباني مختلفة الألون و الأشكال لكن مع هذا كان منظرها البسيط جميل بأختلاف ألوانها و أشكالها . و هو يتجول في الحي بعد أنهاء عمله جلس عامل النظافة على طرف الشارع ليتناول طعامه فمرى به رجل ألقى عليه السلام و أتجه ألى بيته و بعد فترة عاد و هو يحمل مفرشا من الحصير و وضعه لعامل النظافة لكي يجلس فيه . جلس عامل يأكل على الحصير فرأته أمرأة من نافذة بيتها فغابت فترة ثم نزلت أليه و هي تحمل له بعض الخبز و الجبن و قالت له

_ تفضل يا عمه ... أعزرنا فهذا ما لدينا .


نزلت من عين عامل النظافة دمعة و هو يتمتم

" أغنياء بالا أخلاق ... و فقراء بالا مال "


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هبه محمد النبراس

تدوينات ذات صلة