عِش حياتك بسلام وخنوع لقضاء الله، كن أنت البساطة، كن عابر سبيل، كن ذا أثر.
يا صديقي.. يا صاحب العمر المديد
يا من أحييت لنفسك الأمل من جديد
يا من ظننت أن لن يُلان لك الحديد
ابنِ لنفسك مستقبلاً كما تريد
وتذكر أنك في الدنيا إما شقيُّ أو سعيد
خطط ودبر لنفسك واعلم أن ربك فعَّالٌ لما يريد
واعلم أن القلوب بين إصبعي حكيم مجيد
كن في دنياك عابر سبيلٍ يُلان لك الحديد
واعلم أن الموت آتيك مهما اختبأت منه في قصر مشيد
تعلَّم لتفزْ فما فاز في دنياه وأخراه إلا ذو عقل رشيد
واعلم أن الدنيا تضحك للهين اللين لا المتعنت الشديد
الأيام دِولٌ والحياة عِبرٌ فكن صبوراً حكيماً ودود
ولا تتعنت لمن استلاذ بك فسيأكلُ جسمك الدود
واعبد الله واجتهد فما وضع ربك للصالحات حدود
وابسط وسٓهِل على الناس أمورهم يتسع بك اللحود
وأخيراً.. اتعبَ لتفزْ فما الفوز إلا فوزٌ بجنات الخلود
... ... ...
الأيام دول، يوم لأعلى ويوم لأسفل، كإهتزازات موجية مستعرضة حول خط مستقيم، تارة قمة محدبة للأعلى، وتارة أخرى مقعرة بالأسفل، هكذا الحياة.. فلا يصل لنقطة القمة إلا الجسيم الذي واصل السعي لتلك النقطة بادئ من نقطة الأصل الذي بدأ منها، ويبدأ منها الجميع، لكن العبرة ليست في البدايات، بل البدايات للجميع، والاجتهاد للمعافرين، والثبات للصادقين، والوصول لمن تحقق فيه ما سبق، من اجتهاد وثبات، ثم فوز فوصول. أعلم أن الحياة كمارثون يجري فيه الجميع، لا يصل إلا من نظم أنفاسه حتى لا يُقطع، وانتظم في جريه، فلا جرى بأقصى سرعة، ولا تباطأ في جريه، قد يبدو الكلام سخيفا بعض الشيء! لكنه حقيقة أخي.. نعم حقيقة ماسة.. لأن الحياة هكذا، إنها تسعى ولا تنتظر المتخاذل والمتقاعس، بل ترحب دوما بالجميع، لكنها لا تعطي إلا لمن أعطى، ولا تسعد إلا لمن استحق، ولا تقدم مساعداتها إلا لمن قدم لها ما تشتهيه، فالدنيا لا تشتهي مالا ولا عزا، بل إن كل هذا شهوة الدنيا، ولكن شهوة الحياة السعي، وثروة الحياة العلم، ومخزون الأوقات الصعبة هو المعرفة، على عكس الدنيا، زينتها المال، وعزها القصور، لا! فتلك خزلان الأمور.. نعم أخي! إن كل هذا من زينة الحياة الدنيا، لكنك إن أردت الحياة حياة معطاءة بشوشة فعليك السعي فقط، وما تبقى فهو نتيجة، والنتيجة ليست بيد أحد إلا الخالق.. الله عز وجل. نعم! إن للحياة أنياب كأنياب أسد غضوب ثائر، في العراء مهووس حائر، إذا رأى فريسة هب عليها كالظالم الجائر، هكذا -وكما حدثتك أخي- الحياة، لا ينجو منها سوى الذكي الفطن، الذي تسلح بالعلم، وتجرع المعرفة، وتعلم من موبقات الحياة، حتى لا ينفرط عقده على لا شيء، فيصبح في النهاية مخزول بالخسران المبين.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات