قد تكون واحدًا من محاربين الاكتئاب في أي مكان، وفي أي مرحلة، الأكيد أننا جميعًا متشابهين في المعاناة فلنخففها ببعض المشاركة.

كشبح باهت، يركض ورائي، يسابقني، يحاول بشتى الطرق وبكل الوسائل أن يقضي على جميع لحظاتي الهادئة أو السعيدة، يُذكّرني بالـ "ديمنتور" من فيلم "هاري بوتر Harry Potter" الشبح الأسود سارق الذكريات السعيدة يسلبها منك ويتركك مع ذكرياتك التعيسة فقط لتقضي عليك فتتذكر كم مرة شعرت بأنك لست كافيًا للذين أحببتهم من كل قلبك، وكم مرة جعلك أحدهم تشعر بالخذلان كنت تثق بأنه مختلف، كم مرة شعرت أنك وحيد وسط جمع أعتقدت أنك تنتمي له في يوم من الأيام.


أنه ذلك المرض اللعين، الاكتئاب، وهو مرض قبل أي شيء آخر، يحتاج إلى طبيب لتشخيصه ووصف علاجه ودواء ونقاهة، مرضاه كُثُر، وضحاياه أكثر، فأوصل الكثير من مرضاه في نهاية الطريق للانتحار، اختاروا أن ينهوا حياتهم بأيديهم من شدة هذا المرض ومعرفته الخطيرة بكيف يضرب ضحاياه من نقاط ضعفهم، بالتأكيد إنه الوجه الآخر للشيطان، فهو أكثر المخلوقات شرًا قد نعرفه، والاكتئاب لا يقل بشاعة وشرًا عنه.


سينصحك البعض بالتخلي عن هذا اليأس والنظر للحياة بطريقة اجابية كما يقولون "انظر لنصف الكوب المليء" هؤلاء لا يعرفون حقًا ما هو الاكتئاب، فأكثر ما يمكن أن يمروا به هو مجرد لحظات تعيسة وسط زحام الحياة وبعض الفترات السعيدة، أما مريض الاكتئاب فهو لا يستطيع مواكبة الحياة من الأساس، يحظى ببعض لحظات السعادة والهدوء فيتخللها ذلك الشبح ليقضي عليها ويحولها كغيرها ويضمها إلى سلسال التعاسة واليأس.


قد تحظي ببعض لحظات القوة وتحاول مقاومة هذا الشيطان، تعتريها فترات من الحزن والشعور بالوحدة والخذلان والألم، الأهم ألا تفقد هدوء لحظاتك البسيطة، ليس شرطًا أن تكون في غاية السعادة والأمل، يكفي فقط أن تنعم بلحظات مسروقة من الهدوء والسكينة، فهذه غاية مرضى هذا المرض اللعين.


كل القوة لمحاربين الاكتئاب في كل مكان.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف صحة نفسية

تدوينات ذات صلة