في هذه التدوينة سنتكلم عن كيف لفهم الهدف من ألمك أن يقودك نحو النجاح.
من العجيب كيف يمكن لفهم الألم أن يغير من نظرتك للحياة، قد يبدو الأمر بسيطا و هو فعلا بسيط، لكن ليس بنفس البساطة التي نعتقد، قد تمد يدك لتلامس النار الخفيفة التي تنبع من شمعة متهالكة، أو قد تضرب رأسك مع الحائط بقوة، أو قد يتعبك الزمن و ضرباته، و القاسم المشترك في جميع الحالات انك تتألم، سواءا نفسيا أو جسديا، أنا لا أحاول أن اعالج الأمر بطريقة فلسفية، أنا فقط أحاول أن أشرح لك معنى ألمك و كيف لفهمه أن يجعلك تقف في وجه العالم.
سأحاول أن أصف لك مشهدا ليس بالغريب، لأم، أم احترق منزلها، و كل ما تفكر فيه هو إنقاذ طفلها الرضيع....فجأة يغيب العقل و المنطق و تقفز الأم محتضنة محتضنة السنة اللهب لتنقذ ابنها الرضيع، و فعلا تنقذه لكن مع حروق، و هي ثمن بخس مقابل حياة طفلها، بدافع الأمومة قد تدفع أكثر بكل سرور، و ضحكة من طفلها الرضيع تنسيها ألم الدنيا و ما فيها، و في مشهد آخر لفارس بقي وحيدا في ساحة المعركة و الجروح الكثيرة تبطئ تقدمه، و جثث أصدقائه لا تفارق مخيلته، لم تعد في جسده و لو ذرة طاقة، لكن روحه لا زالت تقاتل، الرغبة في النجاة تغلب على الألم.....تتعدد المشاهد و الألم واحد و كل شخص يلاقي الألم هو مخير بين أمرين، إما أن يتجاهله...أو أن يخضع له، الألم ببساطة هو شعور يجعلنا ندرك أننا تجاوزنا حدودنا كبشر، حرق اصبعك لمدة طويلة هو أمر خارج قدرة البشر، و إن تجاوزته فأنت حرفيا لست من البشر.
المشهد التالي الذي سأحاول نسجه هو نوعا ما مشهد كلاسيكي و في الغالب،....بل أنا متأكد أنك كنت بطله في العديد من المرات، متحمس للعمل و تحلم بالنجاح, كوب قهوة ساخن و موسيقى خفيفة لخلق الجو المناسب و أيضا لتنسى نفسك و أنت تعمل و بعد نصف نصف ساعة..........، تحيط بك شياطينك، تحس أن مكتبك يبتعد عنك أكثر فأكثر و أصوات تتسلل إلى عقلك، تتجاهل الصوت في بادئ الأمر، لكن يعلو الصوت كلما استمريت في العمل، الصوت يقول "توقف عن العمل، على الأغلب لن تنجح....إذا تضيع وقتك و تتعب نفسك.......فقط توقف، و استسلم للتعب، فقط توقف عن المحاولة، لا يفترض بالحياة أن تكون قاسية بهدا الشكل، ألا يفترض أن تحب ما تفعل، لماذا هذا الألم النفسي الذي تشعر به الآن، أخبرني متى آخر مرة نجحت.....و لا مرة...! إذن لماذا المحاولة مرة أخرى.
بعد مدة قصيرة و نظرا لضعفك تبدأ الأفكار التي تخدر دماغك، التي تتحدث عن مدى الراحة التي ستحصل عليها و أنت وسط الفراش و اللحظات الممتعة التي ستقضيها و أنت تشاهد مسلسلك المفضل، و هكذا من أجل متعة مؤقتة تتجاهل الواقع، و يخيل لك أنك ستهرب من سجن الألم إلى سجن الراحة، لكن في الواقع خروجك من سجن الألم بتلك الطريقة يحبسك في سجن أضيق بكثير ألا و هو سجن الفشل، كما قلت سابقا الألم هو عدوك اللدود الذي سيصبح صديقك المقرب فيما بعد، لأنه هو الذي يحول بينك و بين ما تريد، تعلم أن تتجاوز حدودك، أن تعطي 200% من جهدك لأن الجميع يعطون 100% من جهدهم، لأن المطلوب منك أن تعرف حدودك و تحطمها أو هي ببساطة سوف تحطمك.
أظن أن الأمور واضحة الآن، الفرق بينك و بين شخص ناجح هو أن الشخص الناجح يبحث عن طريقة للهروب من السجن الحقيقي الذي هو سجن الفشل و ليس سجن الوهمي الذي هو الألم، إنما الألم يعتبر صديقا، أو بالأحرى مؤشرا، الألم يعني أنك تقوم بأمر خارج عن المألوف، تقوم بجهد، و مع الجهد يأتي التقدم، بمعنى من العادي أن يصاحب عملك و حياتك أفكار عن الرغبة في الاستسلام و هذه الأفكار معناها أنك خارج منطقة راحتك، فقط غير نظرتك للأمور، و سترى أن كل شئ يبدو أوضح و ستواجه الحياة بشكل أكثر حكمة و كما قلنا لا تستسلم للألم بل تجاهله.
الألم ببساطة هو شعور يجعلنا ندرك أننا تجاوزنا حدودنا كبشر
شكرا
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
عندما تصل الكلمات إلى الروح وتلامسها...فهنا يبدأ النجاح...حقا ممتنة لكلماتك الرائعة
شكرا لكم ❤️❤️❤️❤️
الابداع عندما يكتب شكرا لك