حين يجول المرء و يسبح في خيال فضاء عقله الواسع شارد الذهن ,مسافرا الى حياة و حلم يود لقياه , تخرج افكار من رحم ذاكرته بأكثر الطرق غرابة

06.07.2022


معن ريان





يروى ان هنالك قرية اسطورية لا مكان لها حتى في قصص الخيال، قد عاش فيها أُناسٌ بنيتهم الجسمانية كأجساد الإنس، لكنها شفافةً كهلام لا لون له ،ترى من خلالها ما خلفهم ، وبداخلهم أسياخٌ فضية بديلةٌ عن العظام ، حين تراهم للوهلة الأولى مصدوما بما ترى بجانب خلقتهم ؛ترى ان ادمغتهم محاطة بهالة من اللون البنفسجي المختلط كدرب التبانة ، وقلوبهم تنبض ، وما بين قلوبهم وعقولهم أضواءٌ مشعة ،تتصل ببعضها البعض ، كأنك ترى سعادتهم وبؤسهم غضبهم وفرحهم كروابط عصبية ، تمشي في شوارع البلدة لتلحظ شيئا غريبا لا يمكن وصفه ، تجد من لديه قلب يبدو عليه التعب إثر حزنه المفرط لأمر ما؛ يمشي شاحب الوجه يسوده الحزن حتى يلتقي بأحد اقرانه السعداء مصادفة في الطريق ، فيأتي ذوي القلب السعيد واضعا يده على قلب ذلك البائس حتى يُشفى، ترى تغير لون قلبه الأزرق المحزون يتحول تدريجيا الى الأحمر ليعود كما كان لصحته وعافيته ، ليدهشك منظر القرية اجمعها واضعة ايديها على قلوب بعضها كما لو انهم يحتضنون انفسهم بأنفسهم ، تبقى على طول المسير ترى وتشاهد ما يحدث مبهورا لما يحدث، كأنها مشفى يعيش الناس فيها ويتعافوا فيما بينهم ، فمن شُفِيَ يسارع بشفاء من كان على شاكلته ، كأنهم ينتزعون من قلوب بعضهم الأذى بطريقة او بأخرى، اما الأدمغة فترى عبرها ضجرهم وفكرهم ،ترى ان الغضب يضيء كشرار النار يتضارب ويتناثر والحب احمرٌ هادئ يتوهج برفق، والصداقة ابيض يبعث الطمأنينة ،والتَفكّر أصفر باهت والكذب برتقالي فاقع ،

اما الحزن فأزرق متموج،

ويبقى الموت..

فلا لون له ، يمحى كأنه لم يكن..

، يقف الموت فوق رأسه تماما فينتشله من جسده حتى يختفي..

ماذا لو باتت هذه الحياة حياتنا ، قد لا نطيق صبرا عليها،ولا نعترف بأي من الالوان التي تشتعل في رأسنا ، سننكر كل ما يضيء الا ما هو بصالحنا، سترى خٌدَّام الأسياد يضيؤون البرتقالي الفاقع عند مدحهم لرؤسائهم والعشاق يتقافز بينهم الأحمر والأصدقاء يطوقهم البياض، والمفكرين يضيء غرفهم الأصفر ،اما الموتى فلهم ضوء القمر وأشعة الشمس، قد لا تصلح هذه الحياة لنا ،فنحن لسنا بأساطير وان صفت قلوبنا...


معن ريان

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات معن ريان

تدوينات ذات صلة