و ها نحن نقف على مشارف عاما جديد بعد عام حافل باحداث اضطررنا لقضاء اغلبه في منازلنا

في حجر صحي لا ننكر ان عالم 2020 اضر بالكثير من الاشخاص ولكنه ايضا كان فرصة ذهبية لقضاء المزيد من الاوقات مع عوائلنا و استثمار الوقت في تعلم شيء جديد و لكن من ضمن تلك الاشياء التي تضررت اثناء الحجر و جائحة كورونا كانت صناعة السينما احدى اكبر الصناعات الترفيهية و التي تحقق مليارات الدولارات سنويا و بما اني احدث اشخص في القرن الحادي والعشرين فبالتاكيد الجميع انكم تعلموا على الاقل ثلاث انواع من انواع صناعات الترفيه الا اذا كنت قد خرجت من كهفك للتو

امزح امزح فانا لا اقصد اهانه لاي احد باي شكل

و للتذكير فانواع الصناعات الترفيهية هي كالتالي

السينما والتلفزيون والمسرح والحفلات الموسيقية والغنائية والألعاب والمعارض والأوبرا والرياضة و اي شيء يمكن بثه على التلفاز و الانترنت و كما قلنا ان تلك الاشياء تضررت بشكل كبير في عام 2020 و خاصة صناعة السينما و الالعاب و الرياضة و قد تم تأجيل صناعة اعمال الى اجل غير مسمى و بما اننا قضينا الكثير من الوقت في مشاهدة المسلسلات التي اقترحها احد اصدقائنا علينا و لهذا يجب ان نعلم كيف بدأت صناعة السينما وهل انتهت عصر السينما و انقرضت في عام 2020 ام لا


كيف بدأت السينما

في احدى ليالي الصيف الحارة عام 1878 دار نقاش حضاري بين احد اصحاب اسطبلات احصنه السباق و رجل الاعمال ليلند ستانفورد و من الاسم مؤكد انك ادركت انه مؤسس جامعة ستانفورد الامريكية ارتفع صوت النقاش بينهم الى ان كاد يتحول لمشجرة على امر قد يبدو انه ليس ذي اهمية كبيرة و هو ارجل الحصان كان يرى ستانفورد ان اطراف قوائم الحصان لا تلامس الارض اثناء الجري بينما صاحب الاسطبل لم يوافقه الراي و قال انه طوال النهار مع الاحصنة و ان الحصان يقفز بقائمين عكس قائمين و ليثبت ستانفورد انه على حق احضر ادوارد مايبريدج و طلب منه تصوير ارجل الحصان اثناء الركض لنرى من منا على حق و هنا احضر ايدوارد 12 كاميرا و ثبتهم بجانب بعضهم على طول خط سير الاحصنة حيث يستطيعوا رؤية حركات اطراف الحصان بكل الزواية و بالفعل بعد القيام بهذا الامر اكتشفوا ان اطراف الحصان ترتفع جميعها في الهواء لجزء من الثانية و لكن وسط فرحة ستانفورد الذي تبين أنه محق شرد ايدوارد المصور في ال12 صوره التي بين يديه و لاحظ انه كلما تحرك بعينة اسرع على الصور انها تتحرك و الحصان يركض على الورق ادورد لم يكن يعلم ان نقاش تافة بين اثنين على اطراف الحصان قد يوصله لفكرة اول جهاز لعرض الصور المتحركة في سنه 1879 او ما يدعى باسم الزوبراكسكوب

كانت فكرة عمل الجهاز تتلخص في طبقة شفافة على شكل اسطواني و رسم على اطرافها حصان في وضعيات مختلفة من الركض حيث عندما يوضع خلف الاسطوانة مصدرا للضوء و تبدأ في الالتفاف تظهر صورة الحصان و كانه يركض دون انقطاع و بهذا اصبح ايدوارد مايبريدج اول مخترع للصورة المتحركة على ظهر الكوكب قبل ان ياتي توماس اديسون مخترع المصباح و بكل حقارة يحاول اخذ الاختراع منه و لم تكن تلك هي المره الاولى او الاخيرة التي حاول فيها اديسون اخذ اختراع شخص اخر و نسبة اليه ان التاريخ يحتوي على الكثير من الامور السوداء ربما نتحدث عن بعض تلك الامور ان ارادتم كاتاريخ اديسون مخترع المصباح


و حدث ما هو متوقع يكلف اديسون الفوتوغرافي الخاص بشركته واليم كيندي بتصنيع جهاز يعرض الصور المتتالية حيث تعرض في النهاية كصورة متحركة و الذي هو نفس المفهوم الاساسي الذي توصل له ايدوارد و بالفعل استطاع كينيدي صناعة الكينتوسكوب في الفترة بين 1889 و 1892 و كان جهاز بنفس فكرة واليم تقريبا الا من بعض الاختلافات مثل انه جهاز بمنظار يجب ان تضع عينك بالقرب منه لكي ترى ما يحدث و بالداخل يوجد بكر افلام كاميرا يعرض شريط صور متتالية بحيث عندما تضع عينك بقرب منظار الجهاز ترى صور متحركة و من هنا ظهر تسائل جديد و فكر اجدد لماذا لا نصنع جهاز جديد يعرض الصورة لاكبر عدد من الاشخاص بدلا من اقتصار قدرة رؤية الصورة المتحركة على شخص واحد و هنا يظهر دور المخترع الالماني اوتومار بانشيز و الذي استطاع اختراع جهاز قادر على عرض الصورة على الحائط حيث يستطيع رؤيتها اكبر عدد من الاشخاص شيء ما يشبه البروجيكتور و لكنه استمر لفتره ليست بقصيره على عرض صورة الحصان و التي كانت اكتشاف ايدورد في الاساس و لكنها كانت باستخدام اربعة و عشرون كاميرا فاصبحت الجودة افضل و استمر الوضع لفتره طويلة حتى اتى الاخوين لومير و قاموا باستغلال اختراع اوتومار و بكر افلام شركة توماس اديسون و يقوموا بعمل اول سينما في العالم و التي كانت تقع في باريس في الصالون الهندي داخل الجراند كافية الذي في شارع كابوسين

و في ديسمبر 1895 يعرض اول فيلم بها و كان فيلم صامت مدتة57 ثانية بيوضح وقت خروج العمال من المصنع و الفيلم ده كان ضمن عشر افلام تم عرضهم في نفس اليوم و لم يتجاوز مدة كل منهم الدقيقة و بعدها ببضعة اشهر

في عام 1896 يعرض اول عرض سنمائي في مصر ام الدنيا و كانت في الاسكندرية و تحديدا في مقهى او كافية يدعى زواني و في نفس الفترة تم افتتاح اول سينما للاخوان نومير في مصر و كانت ايضا في اسكندرية و كانت بنظام حق الانتفاع لصالح شخص يدعى هنري ديلو


تنويه هام

بعض الشخصيات المذكورة لم يتم التاكد من صحته لان اسماؤهم لم يتم ذكرها في مرجع اساسي في كتب التاريخ


و هذه هي بداية اول عصر من عصور السينما الذي كان في الفترة بين 1895 الى 1910 الذي اطلق عليه عصر الريادة كما اطلق عليه النقد المؤرخ السنمائي الامريكي فليب كونجليتون و في خلال تلك الفترة بدا ظهور رواد الافلام اول مخرج اول ممثل اول صانع افلام و بالطبع لم تكن تلك الافلام باصوات و لكن كان البعض يحضروا فرق موسيقية من شخصين للعزف اثناء عرض الفيلم لكي يندمج المشاهد مع احداث الفيلم و التي كانت في الاساس مشاهد بسيطة لتوثيق احداث او اخبار و التي تلاها بفترة صناعة اول فيلم درامي روائي و التي كانت مدته 5 دقائق و من الافلام الرؤيه التي اشتهرت كان فيلم يدعى a trip to the moon او بالعربية رحلة الى القمر و الذي تم عرضه في 1902 عن رواية الفنان الفرنسي جورج مليس و الذي بالمناسبة صحيفه the village Voice الامريكية و التي صنفته انه احد اهم افلام القرن العشرين و استطاع جورج وضع اسس المؤثرات البصرية عن طريق المونتاج و يكون ايضا اول شخص كتب السيناريو بشكل قريب نوعا ما بالشكل الحالي المستخدم في الافلام و في الفترة بين 1911 الى 1926 بدء عصر جديد في السينما و الذي يدعى بعصر الافلام الصامته و التي لم يكن تاثيرها في تطور السينما صامتا بدء يصبح هناك شكل جديد للفيلم و دخول صيغ جديدة للحبكة و اعتمدت اكثر على الكوميديا التهريجية هي الكوميديا المعتمدة على العنف الحركي الخفيف مثل المقالب و ضرب الشخص الشرير في حائط او التسبب في سقوطه على الارض و هذا ما اطلق عليه النقاد الفن الراقي و ظهر به عمالقة في التمثيل مثل لرلو هاردي و تشرلي شبلين ايقونة الكوميديا في هذا الوقت

و باستر كيتو الذي قدم فيلم الجنرال سنة 1926 و الذي وصفوه النقاد بانه اهم انجاز للسينما الكوميدية و في هذا الوقت كان هؤلاء الاشخاص هم من يكتبوا و يخرجوا و يلحنوا افلامهم بانفسهم و في هذا الوقت كان هناك الكثير من المستثمرين بضخ الكثير من الاموال لهم و لكن ظلت جوده الفيلم هي المشكلة الى ان ظهر عام 1927 فيلم بعنوان the jazz singer و الذي كان من انتاج شركة Warner Bros و الذي بسببه بداء عصر جديد من عصور السينما و هي الافلام الناطقة او كما يصنف او كما يصنف بعصر ما قبل الحرب العالمية الثانية و اخيرا اصبحت الافلام تحتوي على اصوات وتطور السيناريو و لم يصبح يوضع به حبكة الفيلم و المشاهد و القطعات بل زاد عليها الحوارات التي ستدور بين شخصيات الفيلم و في الفترة دي و تحديد في عام 1922 يظهر اول فيلم ملون بعنوان قصة البحر و ليظهر بعدها في عام 1929 حفل توزيع الجوائز السنمائية او الاوسكار و الذي تم تقديمه عن طريق الراديو قبل ان ينقل الى التلفزيون سنه 1953 و لياتي عصر ما بعد الحرب العالمية الثانية و المعروف باسم العصر الذهبي للسينما و الذي كان في الفترة من 1941 الى 1954 و التي انتشرت معها افلام الرعب و الافلام البوليسية و بسبب ظروف الحرب التي اثرت على الاقتصاد اصبحت هناك افلام رخيصة انتاجيا و اصبح التركيز على افلام الكوميديا للتخفيف من الاوضاع السيئة بعد الحرب و لتاتي بعدها الفترة الانتقالية للسنيما من 1955 الى 1966 و التي تعتبر اهم فترة مرت بها السينما لانها في هذا الوقت بدأت تنضج بشكل حقيقي و اصبح هناك تطور من ناحية التجهيزات الفنية مثل الموسيقى و الديكور و لكن على النقيض ظهر عدو جديد للسينما و هو التلفزيون فاصبحت السينما تتعمق في الموضوعات الاجتماعية و اصبحت الافلام الملونة اصبحت اكثر من الافلام الابيض و الاسود و ظهرت اسماء كبيرة على الساحة مثل الفريد هيتشكوب و مارلين مونرو و اليزابيث تي

و تبدا بعدها فترة الفيلم الحديث او العصر الفضي للسينما و التي كانت في الفترة بين

1967 ال 1979 و التي اصبحت نسبه افلام الابيض و الاسود بها 3% من نسبة الافلام التي تم انتاجها ولكن في الفترة دي للاسف ظهرت افلام خارجه عن الاخلاق ليظهر ما يسمى بالانظمة الرقبية او ما يطلق عليه الان الرقابة الى ان وصلنا الى اخر عصور السينما او ما يسمى بالعصر الحديث للفيلم و الذي كان 1980 الى 1995 و بدات تظهر تحسينات من حيث المؤثرات الخاصة و اصبح الاعتماد الاكبر على نوعية الافلام الممتازة اكثر من افلام التسلية و لكن هذا لا يمنع ان افلام التسلية كانت متواجدة و بجودة افضل و ظهر اشخاص زي سلفستر ستلون و ارنولد و اصبحت هناك ميزانيات ضخمه لانتاج المؤثرات البصرية و التي على سبيل المثال تواجدت في سلسلة افلام ستار وارز و هذا الشيء اخذ من نصيب الحبكة و التمثيل و لكن الافلام اصبحت افضل في الجودة عن العصور السابقة

و على الرغم من التاريخ الطويل ده لم نجد شخص يقول انه هو نامبر وان


السينما شاهدت مراحل تطور عظيمة و افكار ناس قدرت تخلقلنا عالم كامل صوت و صورة و نحن جزء منه و جعلتنا نضع انفسنا مكان ابطال العالم ده نفرح و نحزن و نتحمس ربما لن تعود عليك فائدة فعلية من كل ما قلته و لكن حاول ان تتذكرة و انت تشاهد فيلم رسم ابتسامة على وجهك بعد يوم شاق و طويل او عندما تجد تذكرة سينما جعلتك تتذكر يوم رائع مع شخص تحبه او فيلم يذكرك بصديقك الذي حرق احداثه لك


ولكن هل انتهت صناعة السينما في 2020


و الى ان اجيب عن هذا السؤال اتمنى ان تكون في خير حال


رابط مدونتي الثانية و التي سيكون عليها اجابة هذا السؤال


و الى لقاء قريب


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات لؤي_عبدالرحمن

تدوينات ذات صلة