الاب الذي قتل ابنة

كيف يمكن ان تمثل مشاعر متناقضة ان قلت لك تخيل معي شخص معرض للاطهاض

ولكنة يحاول مقاومة شعر القهر ذاك و لو بشكل معنوي ماذا يمكن ان يرسم لك خيالك

اللوحة دي تسمى Brage haulers on the volga

او نقلي السفينة على نهر الفالجا و بتحكي قصة 11 راجل بينقلوا السفينة في نهر الفالجا في روسيا هدف اللوحة مش انك تفهم الية النقل عند هؤلاء الناس في اوخر القرن التاسع عشر ولا هدفها انك تشوف جمال نهر الفالجا اللي واضح انة مش جميل من اللوحة و لكن هدفها هو الاشخاص الاحد عشر

مع اول نظره تلقيها عليهم او احساس قد يختلجك هو التعب و ارق الذي يظهر على وجوههم و ملابسهم اجسمهم مرسومة بشكل مائل و منطوي و كأن الرسام يحاول ايصال فكرة القهر في شكل انسان كل اللون اللوحة فاتحة الا الاحد عشر رجل رسموا بالوان مظلمة

و كأن الاضاءة توجهك لهم و لكن وسط الاحد عشر رجل يوجد شاب صغير رسم بالوان مضيئة و يظهر انة يحاول خلع الحبال التي حولة في محاوله لمواجهة احساس الاضطهاض

الذي يحيط بة الشاب يبدوا انة متضايق من اليأس و الاستسلام التي حولة و في لحظة غضب و عزة و كرامة رفض الانحناء لقيود العمل المهينة هذا النوع من اللوح يقع تحت تصنيف يسمى Realism او الواقعية و هي عبارة عن اللوح الفنية التي تجسد مواقف حقيقية بدون أي مبالغة او اضافات خيالية و التي تحاول تجسيد مواقف حقيقية بدون اي مبالغة ممكن الرسام يحاول تسليط الضوء على جزء من اللوحة باستخدام الالوان و هذا لبث مشاعر حقيقية من المشهد الاصلي لللمشاهد

زي لوحة woodcutting ل سيمون بيننج او زي The widower للسير لوكا فيلدز او زي the gleaners ل جين فرانسوس ميلت

لوحة ناقلي السفينة مثال جيد للرسام اليا رابين و هو رسام روسي عرف باعمالة في الواقعية ولد في 1844 في مدينة تقى في وقتنا الحالي في دولة اوكرانيا و من سن صغير و قد ظهرت عليه مهارات فنية مذهلة اتعلم علي يد رسام يدعى ايڤان بوناكاوڤ و بعد فترة من اظهار مواهبة انطلق في مسيرتة الفنية وحيدا بعدما استطاع جمع بعض المال التحق بImperial Academy of Arts و مع تخرجة من المعهد رسم لوحة ناقلي السفينة قدرة اليا على التعاطف مع الطبقة العاملة في روسيا ساعد في شهرته و انتشار اعمالة و على مدار السنين زادت شهرة اعمالة و تم عرضها في متاحف عالميه و لكن بين جميع لوحة كانت هناك لوحة وحيدة كنت دائما احب الوقوف عندها

و هي لوحة IVAN THE TERRIBLE AND HIS SON IVAN اللوحة تحكي قصة موقف مؤلم من حياة حاكم روسي شهير يدعى ايڤان جروزني و كلمة جروزني اقرب ترجمة ليها هي بشع الحاكم الروسي دة عرف بقسوته و جبروته و عصبيته و في يوم من الايام حدث خلاف بينة و بين ابنة الاكبر الذي كان ايضا يسمى ايڤان و في حالة غضب وكذ ابنة بعصى حكمة و النتيجة كانت اللي قرر اليا رابين رسمها اللوحة جميلة ولكنها مرعبة حول الشخصين علامات تدل على الشجار الذي دار بينهما

الطاولة منقلبة على احد جوانبها و السجادة تحت اقدام الشاب غير منسقة

العصى ملقاه على الارض و على طرفها بقعة صغيرة من الدماء المشهد مضاء بشكل دافئ من الناحية اليسرى

بضوء قد يكون بسبب نار او مصباح و الضوء ينعكس على عبائة الشخص في منتصف الغرفة و التي يلقى عليه التركيز و هو ايڤان الابن

و لكن برغم من انة في منتصف الا ان هناك شخص يستحوذ على مشاعر المشاهد و هو ايڤان الوالد الابن ساقط على الارض و يحاول استخدام يده لتسنده و اليد الاخرى ممسكه بيد والدة طريقة التضاد في الاشكال الهندسية التي في الخلفية و جسم الابن تاكد الم الابن

و تجعل تركيزك منصب علية عينة غير حاضرة عينة غير مرتكزة مع دموع الالم و الخوف من الموت الواضح في قسمات وجهه لون الدماء الحمراء القوي و المخيف و غالبا كانت اللحظة التي قبضت بها روحه او قبلها بلاحظات و مع اول نظرة لوجهه ستجد عينك تذهب تلقائيا الى وجه الاب

الرسام اليا استطاع جعلنا نشعر بشخصية هذا الانسان في لحظة شعرة غير المتناسق و اللون الاسود في ملابسة و الذي اوحى بالجنون و الهماجية اللي دفعته يضرب ولده في لحظة غضب و لكن عيناه تحكي حكاية مختلفة تماما في اللحظة الذي قرر فيها اليا رسمها ايڤان ليس غاضب كم يعرف عنة ايڤان خائف و نادم بينما ابنة الكبير يموت بين يديه عقلة غير قادر على استيعاب موقف كهذا واضح انه يحاول ان يقبل ابنه مع انة لا يدرك ان ابنه قد مات علي يدة اثار دماء و من الواضح انة يحاول منع نفاذ الدماء من جرح ابنه الحاكم الغاضب في تلك اللحظة لم يعد يتصرف كحاكم بل كأب نادم

يده اليمين تحتضن ولده بقوة و كأنة يضمه للمرة الاخيرة قبل الوداع اللوحة ليست دافئة مثلما تحاول الاضواء اظهارها اللوحة مرعبة اللوحة هي تجسيد احساس الندم ليس بين اصحاب ولكن بين اب و ابن في رائي اقوى شيء رايته في تلك اللوحة هي نظرة الاب ايڤان لانها بتنقلك من مكانك كمشاهد الى داخل قصر روسي الطراز سنة 1581 و ان نظرت لها لوقت كافي لان تشعر فقط انك ترى الندم بل ايضا تسمعه الرسام اليا لم يكن شخص عاطفي

في لوحاته بل كان اقرب لسياسي و لكن هذا لا يمنع ان تلك اللوحة مختلفة تاريخيا حقيقة قتل الاب ايفان لابنه غير مثبتة و على مر التاريخ كانت هناك محولات شتى لتشويه اللوحة و ازالتها من المعارض الفنية لانها ثغرة مؤلمة في تاريخ روسيا و على الرغم من ان شهرة قصة الاب اذي قتل ابنه و التي استخدت لرسم لوحات اخرى على يد فنانين اخرين الا ان اللوحة نسبه لي لا تحاكي التاريخ و لكنها تجسيد لمشاعر انسانية بين اب و ابنه الغريب ان خلال قرأتي اكتشفت شيء مثير عن الفنان اليا نظرا الى مشاغل والده لم يكن اليا لم يكن يقابلهوا كثيرا و امه هي من كانت مسؤولة عنه و عن اخواته العلاقات بين الاباء و الابناء عادتا ما تكون معقدة بينما ان الاب يرى ان الابن هو سنده و حرفيا جزء منه سيكمل في الحياة الا ان الابن دائما ما يريد شق طريقة في هذا العالم المعقد احيانا الاب بيكون ظهر و سند و احيانا يكون حاجز يقف في طريق رغبات الابن لكي يحميه و لكن بين كل تلك المشاعر و الكلمات و المشاجرات دائما ما يكون في حب حتى لو لم يكن كل من الاباء و الابناء لا يستطيعون التعبير عنة بشكل صريح واضح و قدرة انسان على انة يحرم من علاقة ابويا ولكن يستطيع تمثيلها بالشكل الممتع و الرائع و المرعب دة ليس فقط شهادة على جمال اللوحة و لكن عبقرية اليا في فهم المشاعر الانسانية و هذا شيء يجب علينا جميعا تعلمه من لوحة رسمت من مئات السنين