هل فكرت يوماً في الكتابة على خطى الكبار؟!هل فكرت كيف يُفكرون؟
"لو لم يخترعِ الناسُ الفنّ لماتوا مِن الحقيقة"
"ما أسماء الشعراء العظام في السنوات الماضية أو ما يناهزها؟ كولبردج ،ووردنورث ،بيرون،شيللي،لاندور ،كيتس ،تنيسون ،براوننج -ارنولد ،موريس ،روزيتي سوينبيرن -في مقدورنا أن نتوقّف هنا ،كلهم بإستثناء كيتس و براوننج و روزيتي كانوا من خريجي الجامعة و من الثلاثة هؤلاء كان كيتس الذي مات صغير السن و قُطف في ريعان شبابه ،هو الوحيد الذي لم يكن موسِراً. قد يكون من القسوة أن نقولها ،حقيقة باردة :إن النظرية التي تدّعي أنّ العبقرية الشعرية كالسفينة تتجاوب مع الريح ،و أنّها تترعرع على قدم المساواة بين الغنيّ و الفقير ليست صحيحة .فواقع الأمر هو أن تسعة
من هؤلاء الإثني عشر الذين تضمّهم قائمتنا من خريجي الجامعات ،مما يعني على نحوٍ أو آخر أنّهم وفّروا لأنفُسِهم الوسائل سمحت لهم أن يتلقوا أفضل تعليم من الممكن أن تمنحه انجلترا .
و من الحقائق التي لا ريب فيها أنّه من ضمن الثلاثة الباقيين كان براوننج موسِراً و اتحدّاكم أنه كان قادِراً على كتابة كلمات مثل "الخاتم و الكتاب " لولا ذلك،مثلما لم يكن" رسكن" قادراً على كتابة "الرسامون المحدثون " لو لم يكن أبوه رجل أعمال ناجح .كان ل"روزيتي" دخل ثابت إضافة الى أنه كان يرسم.
لا يبقى سوى كيتس الذي قتل تروبوس صغيراً مثلما قُتلت جون كلير في مستشفى الأمراض العقلية ،و قُتل جيمس تمبسون بفعل محلول الأفيون في الكحول . تلك حقائق فظيعة و لكن علينا مواجتها .من دواعي خزينا و عارنا كأُمّة أنه بسبب عيب في نظامنا التكاملي فليس للشاعر الفقير لا في يومنا هذا و لا كانت له و لمائة عام ،أدنى فرصة للتحقيق و النجاح .
صدقوني-فقد أمضيت الجزء الأكبر من عشرة سنوات أراقب فيها ما قد يقرُب على الثلاثمائة مدرسة إلزامية -قد نتشدّق بالديمقراطية و لكن في واقع الأمر ،ليس لطفل صغير في انجلترا اليوم أمل أكبر من أمل أي عبد عاش في اثينا القديمة في ان يتحرر و يقتطع لنفسه الحرية الفكرية التي تتولّد فيها الكتابات العظيمة"
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات