الحجاب في الشرع والفطرة

الحجاب في الشرع والفطرة ... بين الدليل والقول الدخيل

تأليف: عبدالعزيز مرزوق الطريفي.

عندما بدأت بقراءته لم أكن أبداً أتوقع أن يبهرني هكذا.. فقد تعرفت عليه عن طريق مسابقة انتشرت في أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي.. ففاجأني بمحتواه الذي ما فتأ أن يشدني إليه أكثر وأكثر.. فكان زاخراً بمعلومات جديدة لم أسمع بها من قبل موثقةً بالأدلة والبراهين، ويملأ هوامش صفحات الكتاب بمصادرها..

كان الكتاب عبارة عن دراسة قام بها الشيخ عبدالعزيز مرزوق الطريفي عن الفطرة والحجاب.. وكيف أن الستر فطرة في الانسان منذ الأزل وأن الخروج من الفطرة أصعب بكثير من العودة إليها..

"وإذا تغيرت الفطرة وانحرفت، فرجوعها إلى أصلها أسهل من خروجها منه"..

وذكر أن العفاف من أعظم أصول الفطرة.. فإن تغيرت تغير معها تبعاً لذلك شرائع كثيرة، "كغض البصر، وخفض صوت المرأة، وعدم خضوعها به، والحجاب، وإخفاء المفاتن منعاً للإثارة، وعدم الاستهانة بالخلوة، والفصل بين الجنسين، وترك الغزل، وعدم اتخاذ الأصدقاء بين الجنسين، وغير ذلك، فهذه وغيرها تسقط إن سقطت فطرة العفاف، تبعاً"..

وكيف أن بعض الأحكام تدرج نزولها إلا الحجاب فكان الحكم واضحاً منذ البداية.. حتى أن نساء العرب في الجاهلية كن على ملة النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام يقمن بتغطية وجوههن.. وتبرج الجاهلية الأولى المذكور في القرآن لم يكن إلا في الزمن بين النبيين نوح وإدريس عليهما السلام وليس ما قبل بعثة رسولنا الكريم كما جاء عن بعض السلف كابن عباس رضي الله عنه "ولو كان هناك تبرج عام في التاريخ بعده أسوأ منه، لذكره الله مثالاً"..

وما فعلته بعض الشعوب من أخذ بعض الأحكام من غير فهم سياقاتها خطأ كبير "وكثيراً ما يأخذ الكتاب أحكام غطاء المرأة لوجهها من المناسك أو من حجاب الصلاة، فينشأ الخطأ، وينشرونه بصيغته على غير مراده، ولو أُجري هذا الأسلوب على جميع الأحكام وبُترت من سياقاتها، لهدمت كثير من الثوابت والأحكام".. واجتماع الأئمة الأربعة على ذلك..

لا أظن أن أحدا قبله تحدث عن الحجاب بهذا الشكل.. فقد كان كتاباً مشوقاً حقاً.. أنهيته في ثلاث جلسات في يوم واحد.. لأجل المسابقة كما قلت 😁 التي لا أعلم ما الذي حلّ بها ومن فاز.. بالتأكيد لست أنا وإلا لتواصلوا معي 😜.. لكنني خرجت منه بفائدة جمة 👍..

الكتاب موجود مجاناً أون لاين لمن يرغب بمطالعته..

وأنا أنصح به..