نحن البشر نعيش بالأسئلة، ونعيش باحثين عن أجوبة لها!
أنا لم أصل بعد وتعبت الركض كل هذه المسافات..
ناهيك عن تخبطاتي في اليوم مئة مرة، ضائعة من نفسي بقدر خوْفي من الآتي!!
هل يُعقل أن يُنسى كل الذي كان؟ وننسى من كُنَّا يومًا من الأيام؟
هل يُعقل أن نتقدَّم للأمام ونلتفت لنجد ما سِرنا عليه قد اختفى وأصبَح غِبار؟
أيُعقل ما من جواب؟
على التساؤلات التي أنهكت أرواحنا، على ما بحثنا عنه طوال عيشنا!!
نحن البشر نعيش بالأسئلة، ونعيش باحثين عن أجوبة لها!
***
وقفنا في الطريق، ضعنا أم وصلنا، من يهتم؟
بكينا أم ضحكنا؟
تعبنا أو شقينا؟
من سيكون المسؤول عن مُداواة جِراحنا، وبث حِس الإيجابية بدواخلنا؟
من منهم سيكون مُلمًا بكل جوانبك الحسن منها والسيء؟
من سيعرف نقاط قوتك وضعفك؟
من سيقف أمام جمع من الناس ليدفع عنك اتهاماتهم الظالمة؟
من سيُمسك يدك وسط الزحام ليُخبرك أنَّه يفهمك أكثر من نفسك؟
من سيرمي نفسه في النار بدلًا عنك؟
من سيتداعى أنَّه بخير حتى يجلس الليل بطوله يُواسيك ويحتضن ضُعفك؟
ومن سيُضَّحي ويُحارب من أجلك؟
من سيبيع الدنيا بما فيها ليتسنَّى له البقاء بجانبك؟
من سيختصر المسافات لأجل أن يحظى بك؟
من منهم يملك الشجاعة لينتشلك مما تقع فيه كل يوم بعمقٍ أكبر؟
من سيبني أحلامك تلك التي تحطَّمت؟
ومن منهم ستلمع عيناه حُبًا وشغفًا حين ينطق باسمك؟
من سيشيدُ بك فخرًا؟ ومن سيصرخ بالعالي بأنَّك أغلى ما يملك؟
من سيتمنى معك بأن يتوقف العالم لساعات حتى يعيش اللحظة؟
من سيُغمض عينيه معك ويحلم بأحلام الصِغر؟
من سيضحك لابتسامتك ويبكي معك؟
من سيمدُّ إليك يده ليعيش بسعادة للأبد؟
ومتى سيأتي اليوم الذي ينتهي فيه كل الوجع؟!
استوعبت سالفًا أن النهايات السعيدة فقط في القصص والروايات ولم نُدرك أنَّ هناك مخاطر في الحياة لم نراها بعد ولم نعيشها!
واستوعبت أيضًا أنَّ الأبطال في الحياة الواقعية وفي الأفلام يموتون أيضًا!!
من حفَر في عقولنا الصغيرة بأنَّ المآسي تنتهي؟ وبأنَّ الحياة تستمر بسعادة؟
كيف ستقنعوننا بعد الآن بأنَّ هناك نهايات عادلة في الحياة وبأنَّ الأيام ستهدينا القمر؟!
أخبرونا من منهم سيهدينا القمر، دون أن يطلب أرواحنا بطمع؟!
من سيُمسك بنا بكلا كفيه خوفًا من ضياعنا من بين يديه؟؟
-ليالي خرمي.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات