الثقة بالنفس هي العصا السحرية لتجاوز مصاعب الحياة بكل سلام وامان.

فارس الاحلام تلك الشخصية التي تحلم بها معظم الفتيات، لكن هل هو فعلا فارس الفتاة الواقعي؟! يختلف فارس الاحلام الذي ياتي على حصانه الابيض الذي ياخذ الفتاة الى عالم وردي جميل غاية في الطهر والنقاء، من ذلك الفارس الكاذب الذي يعيش على ارض الواقع، تتشبث الفتاة بفارس احلامها محاولة البحث عن نظير له في واقعها، وما ادراكم ما الواقع؟! لا ننفي بالطبع وجود اشخاص محترمون كثر يودون الزواج والاستقرار، لكن اين هم من مشاعر فتاة تتمنى ان ياتي فارس الاحلام بسرعة وتتخلص من كونها في نظر البعض " غير مرغوبة"، تشعر بانسان يشاطرها مشاعر الود والحنان ويبني معها بيت الزوجية الامن.


واذا ما غرقت الفتاة باحلامها ولم توازن بين حلمها وامنيتها بالزواج من الرجل المناسب وبين الواقع الذي تعيشه، تقع في فخ العاطفة الوهمي الكاذب، تتوهم بان قريبها الوسيم القادم من بلاد اجنبية او زميلها الانيق الدبلوماسي او ابن الجيران الذي ينضح رجولة ووسامة هو فارس احلامها، تتشبث بذلك الوهم فاي كلمة منه او ابتسامة او لفة تحسبها لها وعلامة اعجاب، تغوص في اوهامها وتتعمق الاوهام بداخلها اكثر و اكثر وتعيشها كانها واقع وهو قدرها الذي لا مفر منه، فتهيأ نفسها كزوجة المستقبل التي كتبت على جبينه وخط اسمها في القدر!! فتتقمص الدور بحذافيره تراها تراقب كل خطوة يخطوها لا تطيق أن تقترب منه أي فتاة غيرها، وإلا ستشتعل غيرتها وتبدأ معركة نسائية لا تنتهي، يعجب بنفسه كثيرا فمن مثله تتنافس عليه الفتيات لخطب وده!! مجاملاته وابتساماته البراقة وعيونه اللامعة تلهب مشاعرها وعواطفها. وبعد... وعندما تحين ساعة الحقيقة تكتشف انها كانت مجرد لعبة في يد فارس أحلامها؟! في نظره لا تعدو كونها فتاة ساذجة تصورت أنه سيضرب على رأسه ويتزوجها؟! بعد أن استطاع أن يوقعها في حباله ليتفاخر أمام زملائه وأصدقائه، انه تمكن من ان يروضها ويكسر أنفها ويجعلها تركض خلفه بلا وعي أو تفكير، فتصبح أضحوكة من قبل البعض ومثيرة للشفقة من قبل البعض الآخر، والمؤلم أن تلوك زميلاتها في العمل وقريباتها اللاتي لا تخلو صدورهن من الغيرة سمعتها في صالوناتهن الخاصة.


تصدم الفتاة وتدخل في حالة من الضياع والتشتت، فتصب جام غضبها على افراد اسرتها فهناك بركان يتاجج من حمم حزنها وهزيمتها وخذلانها من قبل زوج المستقبل؟! فتغضب من اتفه الامور وتصرخ وتثور في وجه أمها وأخواتها وهن في حقيقة الأمر لا يعرفن السبب الحقيقي وراء غضبها، لكنها الوحيدة التي تدرك سر غضبها وتذمرها، لا ذنب لأسرتها لما حدث لها، هي منهزمة من داخلها تريد ان تعاقبه لكن أنى لها؟! فتلجأ إلى عقاب نفسها عدا عقابها لأسرتها، تنزوي وتتخذ من النوم سبيلا للهروب من حزنها وآلامها، تنعزل عن حياتها الاجتماعية، لا تطيق سماع خبر خطبة أي من قريباتها، ويا للكارثة إن كانت المخطوبة أختها!! إنها الطامة الكبرى..... تغضب تثور ... تشتم بلا مبرر، تفتعل المشاكل مع أختها لأنها تذكرها بمن خذلها وتركها من غير أسف أو ندم....


نزعم أن الفتاة تدور في سلسلة لا متناهية من العذاب والحزن اذا ما خذلت، لأن من كانت تتصوره فارس أحلامها انقلب ليصبح الد أعدائها. الوقوف إلى جانب الفتاة إذا ما تعرضت لصدمة عاطفية هو أفضل الطرق كي تتجاوز الفتاة محنتها وتتعداها بسلام وأمن من غير مرض نفسي أو جسدي، فكم من فتاة أصيبت بحالة من الاكتئاب وفقد الأمل لأجل أوهام حبست نفسها داخلها..... ليس كل رجل يروق لفتاة هو بالضرورة فارس أحلامها، ففي قصص كثيرة تحول إلى وحش لعوب يتلذذ بالتلاعب بمشاعر الفتيات ويتباهى من دون أدنى خجل أو وجل... الفتاة التي تعرضت للخذلان من قبل من تصورته في يوم "فارس أحلامها" مكلومة. إنها بحاجة إلى رعاية نفسية خاصة من المقربين منها "الام-الأخوات" وعدم تركها فريسة تنهشها آلامها وأوجاعها النفسية، فتنزلق إلى هوة سحيقة قد يفقدها ذويها إلى الأبد.


ادعو كل فتاة أن تكون على درجة من الوعي وتميز بين أحلامها وواقعها، وتوثق علاقتها بخالقها وتمتلك الثقة الكافية بقدراتها، ولا تجعل الغيرةمن زميلتها في العمل أو قريبتها يطغى على أفكارها وانفعالاتها، فتتعجل وتبدأ البحث بنفسها عن "فارس أحلامها" الذي طالما حلمت به ومنة النفس بلقائه والارتباط به..... نصيحة لا تكوني ساذجة بخاصة في أمر الزواج واختيار شريك الحياة، بل كوني قوية واثقة من نفسك ولا تقارني نفسك بالاخريات فلكل واحدة ظروفها الخاصة. انسجي لذاتك حياة من رضا وفتشي عن ما يثير متعتك وشغفك، سواء بتنمية موهبة او مساعدة الآخرين، ستجدين حتما لذة ما بعدها لذة..... فلا تدرين ربما يصادفك "فارس واقعك" الذي كان يوما "فارس أحلامك"... وتذكري الدعاء هو مفتاح سعادتك.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات خولة الكردي

تدوينات ذات صلة