"حين يأتيك طيف الاكتئاب فالأمر كالصراع، فهل سوف تخرج منه أهش أم أقوه؟ "

حينَ يمتلئ العقلُ بالأفكار المزعجة، والأفكار الضيقة التي تجعلنا بنفس الدائرة لا نجد مهدئ لغضبنا حين يأتينا على أتفه الأسباب، ويضل محيانا يحتوي على القلق والأحباط على الدوام، وتخرج منا تصرفات عدوانية وعلى مستويات، هنا يمر طيف الاكتئاب...


كان اكتئابي عبارة عن الانعزال عن الجميع دون أخبارهم أني أمر بأيامٌ عصيبة من لوم الذات المفاجئ والذكريات السيئة، وكل ما زادة صعوبة تلك الأيام زاد انعزالي ايضا لحدٌ يُغضب أولئك القريبين مني والذين يرون أن العلاقة هي تواصل وإن شح هذا التواصل لم يعُد بالعلاقة أي اهتمام وصدقٌ -كما يظنون-

وربما لأنني الطرف الذي ينغمس بعيداٌ جداٌ في عالمه الخاص؛ فأنا أجد الصعوبة بفهم منطق تلك العلاقة التي أرادوها مني، والتي لا تحوي سوا على المضي طوال اليوم نحمل هواتفنا وننتظر ردٌ من الطرف الأخر، وعلينا ألا نتأخر بالأيام في الردِ على الرد كي لا تكون العلاقة بلا اهتمام متبادل -بوجهة نظرهم- وكان الأمر حقا يزيد من سُوء حالتي، فأعترِف انني بالغتُ بالانعزال عنهم، ولا زَلتُ أُعاني من أثار تلك المبالغة.


وبجانب انعزالي حين اكتئابي كانت عدائيتي مع أخوتي الصغار توصل لأوضح ملامحٌ لها، ولم أستطع قط إدراك ذاتي بتلك الأيام، وكأنني كنتٌ أتقمص شخصية أقسى شخص، ونسيتُ نفسي فيها..

ولكن هذا فيما مضى أما الآن كل ذلك قلَ كثيراٌ، لم أعُد أنعزل لتلكَ الدرجة، لم أعُد عدائيةٌ جداٌ أتجاهَ من أرادوا التواصلَ معي، ولم أعُد لتلك الشخصية القاسية منذُ فترة طويلة، لم أتوقع طبعاٌ.. ولكن لقد تحسنتُ كثيراٌ عما مضى


هناك القليل من الأمور التي ينسب لها الفضل بتحسني بعد الله ولطفه بي، مثل لجوئي للكتابة لترتيب أفكاري ولإخراج أفكارٌ للأبد، الرسم العبثي حين لا اجدُ ما اكتبه لأفرغ عن مشاعري، القيامُ بأعمال المنزل حين تكون افكاري مُزعجةٌ للغاية، ولا أنسى تكوين الصداقات بالجامعة، أصدقاء تشابهت الأفكار والطموحُ والتجاربُ معهم فبُنيت بيننا علاقة متينة جعلتني أُفرغ الكثير من الأفكار مبعثرة بالتحدث معهم.. وممتنَ حقا لهم.


ومع هذه الأمور المختلفة التي أفعلها بسبيل التسلية أو تفريغ ما بداخلي، فحين كانت الأمور تسوء وتأتيني ايامُ الاكتئاب من جديد، فأنها مطلقاٌ ليست بشبيها بأيام الاكتئاب القديمة، اصبحت أقلَ سوداوية، أقل آلمٌ، أقل وِحده، وأقل بعداٌ عن الله -سبحانه-. وأنني اصبحتُ أرى اختلافي الحقيقي بعد كُل فترة صعبه أتجاوزها..


عزيزي القارئ.. حين يأتيك طيف الاكتئاب فالأمر كالصراع، فهل سوف تخرج منه أهش أم أقوه ؟، الطريقة التي تتعامل بها معه هي التي سوف تحدد إجابتك، فجد طريقكَ، وناسكَ وما يُناسبك كسلاح لتغلب عليه والعودة أقوه.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

كلامك كان كفيل بتهدئة ما يجول بي
ممتنه لك ولقوتك ياصديقي 🧡

إقرأ المزيد من تدوينات سُميه بنت مُفرح

تدوينات ذات صلة