يبدأ قلمي هُنا..ليشكل لكم شعوري على هيئة أسطر، اصفها واحداً تلو الأخر، لعل وحدتي التي ظلت الطريق، تلتقي برفيق، يخرجها من الضيق، لأستفيق!
"في أكناف النسيان"
جملة عابرة صّيرت روتين حياة يومي
اجبرنا وان لم نخير على تقبلها..
فنحن ولدنا مختلفين بذواتنا، بتفاوتنا ومكانتنا، بنشئتنا وحالتنا الإجتماعية والمادية.
و نختلف ايضاً بذكرياتنا، بفقدنا وحزننا، بكسرة خواطرنا التي لم يسمع صوت هشيمها غيرنا، و بمخاوفنا التي لانبتغي منها الا النجاة..
ويجمعنا هذا الروتين مهما كنا مختلفين، تحت حائطٍ واحد..حائط النسيان.
ومع الوقت، نبدأ بالاستيعاب، انه بشكل ما، تعتبر نعمة من نعم الله، و صورة من صور الحنان على النفس، انصاف لم يحكم به قاضٍ، وصفة لم يصرفها طبيب، و وصية لم يتداولها الأجداد والاباء رغم حاجتنا لها، فأهميتها لاتقل عن حاجة الاكل والشرب، و لا تقل عن حاجة المرء للعمل والسعي ليثبت وجدانه.
عن رحلة عمر تمضي بنا الى اللامعلوم، وتجول بنا لدروب لم تكن بالحسبان، ونقف عند محطات لا نعلم أي منها هي سكة البداية وأي منها هي محطةُ للنهاية، ننتقل بين محطاتها ولا نستطيع خوض خطوة واحدة دون ان نضع ذكرياتنا في خزينة النسيان، لكي لا يمضي بنا قطارالحياة ونحن ملتفتين برؤسنا للوراء، مخافةً أن يلحق بنا ويجازينا بألد انتقام ويتحول لغثاءٍ وشقاء.
وبالرغم من مرور الأزمنة علينا، ومضي السنين، وغلبة الكبر، وتبدل الأحوال، وإزدحام احداث المعيشة علينا، تارة لنا وتارة ضدنا.
نودع ما فات بالحزن، و نستقبل القادم بالأمل، ونظل نهيم في الحنين، متشبثين بالماضي بأيدينا رغم بتور اصابعنا..
نألفه، ونتمنى عودته،رغم استيعابنا لاستحالة ماتمنينا.
وتمر بنا لحظات، نغتر ونظن أننا ملكنا انفسنا، و قدرنا على اخضاعها وانتصارنا عليها، ولا نعلم عند أي موقف ستغدر انفسنا به وتخرج ماكان في جعبتها.
و ما كنا نظن انه منسي، ليس الا مشاعر متجاهله مركونه على رفٍ سهونا غفلةً عنه، محددةً موعد خروجها كقنبلة مؤقوتة، تتأهب للانفجار،لتهد ما ظنناه .
ونجوب الحروب، مهما كانت نتائجها، لانخرج منها كما كنا، نجرجر اقدامنا خلفنا، ونحن مشبعين بندوب وخدوش داخليةً لاترى، وليس لهادواء، نجاهد في طمسها من ذاكرتنا المجهدة، التي ذهبت رغم السنين هباء.
وتغلبنا وحدتنا بالذكريات، بقلبٍ خدشته الخيبات، ونبكي من دون سبب، لتكفل ذاكرتنا بجعل كل بكاءٍ له أسباب، ويأخذنا الوجد بين بيتٍ قديم، اصوات راحلين، ضحكة نديم، وأصدقاء قدامى سرقتهم السنين وكانو للقلب صميم، و مواقف هزت طمأنينة أفئدتنا، ملأته بخوفٍ يجعلنا بعده نخشى حتى النسيان..
عن ذكرى تشكلت على هيئة حسرة، لأشخاصٍ كانوا بمكانة ومنزلة النفس والروح اصبح الثرى حضناً لهم من بعد ما كانت صدورنا مستقراً لاجسادهم، ومازالت شفاهنا تتهامس بأسمائهم، وتستعصي عقهم، وارواحهم الطاهرة رفيقة درب،نأخذها معنا اينما حل بنا قطار الحياة.
ويعزّ علينا النسيان رغم مرارة الشعور، ورغم ان ايامنا غلبها الفتور، فنحرر ذكرياتهم كما تحرر الاقفاص من الطيور، ونظل بعدها خالين،يتملكنا اللاشعور
لا نقدر الا على وصف أحوالنا في سطور يملأها الكدور، لكن لتمضي الحياة، يتوجب علينا أن نضعهم في خزينة التناسي والنسيان و نؤصد عليها بالصخور، لكي لا تغوينا أنفسنا لإعادة فتحها.. وتعود ذاكرتنا لسابق عهدها، لنمكث بالنسيان، او بأسوء الأحوال في كنفه، لتنتهي بنا حال رحلة الحياة واضعين اعمارنا فيها..في اكناف النسيان.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
فخورة جداً بك ♥️♥️♥️
فخورة بـ صديقي المبدع و كثيييير❤️🔥
ابددددداع 😍👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻