أتحدث عن مدينة باريس في زيارتي الأولى لها، بين مشاعر وتوقعات مسبقة، وتجربة شخصية.


باريس والمطر98574241338846100


استقبلتني باريس في زيارتي الأولى لها مع مطر أيلول، وشمس تسطع قليلاً ثم تغيب لتحضر أخيراً وتلقي بدفئها على الأمنيات الباردة، حين تقرر زيارة مدينة مثل باريس لا تلتفت إلى الآراء السلبية، فكل مكان في هذا العالم ستجد له سلبيات وإيجابيات، أما أنا فقد ذهبتُ بحماس معتدل لأتفاجأ بأن باريس أجمل من كل ما سمعت عنها، وتيقنت بأن لكل منا تجربة فريدة في استكشاف المكان، وعيون مختلفة في قراءة الجمال.

يشدني السحر الهادئ للمكان، الحضارة تقدم السحر الهادئ، أما الأبنية الحديثة والأبراج اللامعة برأيي تقدم الإبهار، السحر يتسلل إلى روحك ببطء، والإبهار لحظي يأتي ويذهب بسرعة.

باريس مدينة تقدم لك الجمال على طبق قديم وفخم ومزخرف، وليس على طبق من ذهب، تعصر لك التاريخ لتسكبه في عينيك سحراً..

باريس والمطر9824496621162160

قرب برج إيفل تسلل إلى روحي شعور بالمرح والخفة كما لو أني نورس صغير أو حمامة، وفي منطقة تسمى "شاتليه" حين مشيت بمحاذاة نهر السين شعرتُ أنّ المكان يغنّي وأنه يمكنني هنا أن أبوح بأجمل القصائد، وأن أعبر ضفة الصمت الأدبي إلى ضفة الإسهاب الأدبي بقلم من وحي هذا المكان.

حين مشيتُ هنا كانت قدمي تؤلمني قليلاً وكنت قد مشيت كثيراً لكن ما أجمل المكان الذي يدفع بالأوجاع والتعب لتهرب إلى ركن صغير، ويدفع بالنشاط ليعم بروحك وقلبك..

تأملت هذا النهر الممتد الذي بدا أكبر بكثير مما كنت أظن، فسبحان اللّه!.. وهنا سأعود لأذكر اسم الله الواسع.. فما أجمل الشعور الذي يلقيه الله في قلبك! كأنه يحيط بالسكينة أركانك..


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف محتوى أدبي

تدوينات ذات صلة