وقفَ النبيُّ (ص)أمام قتلى قريش يوم بدر،ثم قال:"لوكانَ المطعمُ بن عَدِيٍّ حَيَّا،ثُمَّ كَلَّمَنِي في هؤلاء لتركتهم له" فَمَن هذاالكافر الذي له يدٌ عندالنبي؟

لم يكنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم ماسيحدثُ له في الطائف من أذى بعدأنْ غادرَبلده مكةبدينه من أذى قريش،فإذ به يَلْقَى من أهل الطائف أسوأممالَقِيَ من قريش،ضاقت به الدنياوأَلَّمَ به الحزنُ،ولا سيمابعد موت زوجته خديجة،ومَنْ يَزوُدعنه أذى قريشٍ عمُّه أبوطالب،فكيفَ سيعودُ لمكةَ بعدْأنْ غادرها وعزمَ مجرموهَا علىَ عدمِ السَّماحِ له بالبقاءِ بهامرةثانية؟!

لحظات عصيبةٌ في حياتهِ صلى الله عليه وسلم،لكنه كان على يقين من فرج الله وماأعجبَ هذا اليقين إذْ يقولُ له زيدٌ:"كيفَ تدخلُ عليهم وقدْأخرجوكَ؟"،فيجيبهُ النَّبيُّ:"إنَّ اللهَ جاعلٌ لِمَاتَرَى فرجًاومخرجًا"،فيرسل الرسولُ لِمُطْعَم ٍبنِ عَدِيّ وهو كافرٌ مستنصرًا إيَّاه طالبًامنه الإجارة والغوث:"أَدْخُلُ في جِوَارِكَ؟"،فَيُلَبِّي ذلكَ الكافرُ بأخلاقِ الكرامِ التي عَهِدَهَاالعربُ استغاثةَ نَبِيِّ اللهِ:"نَعَمْ"، ثُمَّ ينادي بَنِيهِ وَبَنِي إخوانهِ بِلِبْسِ السلِّاحِ والاصطفافِ عِنْدِ البيتِ ثُمَّ يجهرُ بهَافي حِجْرِ الكعبةِأمامَ صناديدِالكفر والظلمِ والإجرامِ:"يامعشرَقريشٍ،إِنِّيِ قدْأَجَرْتُ محمداً،فلايهجه أحدٌمنكم" فَيَسْتَلِمُ النَّبِيُّ الْحَجَرَ،ثُمَّ يَعودُإلى بَيْتِهِ آمِنًا،وَلَمْ يَنْسَ له النَّبِيُّ ذَلِكَ،فَأيَادِي الْفَرَجِ وَقْتَ الشَّداِئدِ لاَ تُنسَى،حتَّى جاءَ يومُ بدر إذ وقف النبي (ص) على ...يتبع


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

مقالك يسلط الضوء على تسامح النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما يظهر أيضًا في مواقف أخرى مثل تعامله مع خالد بن الوليد وصفوان بن أمية حيث لم يكن ينظر إلى ماضي الشخص بل إلى أفعاله الحاضرة كان النبي صلى الله عليه وسلم نموذجًا للعفو والحكمة يدرك أن العطاء لا يرتبط بالإيمان فقط بل بالإنسانية ذاتها وهذا درس مهم نتعلم منه أن نقيّم الناس بأفعالهم لا بمعتقداتهم وحدها وبارك الله في حضرتك على هذه المقالة المفيدة

أبدعت

اللهم اجعلنا من هؤلاء الذي يسعون في الخير للناس وأهل الأخلاق فالمعروف لا يضيع

إقرأ المزيد من تدوينات إبراهيم الدرعمي

تدوينات ذات صلة