لم أعلم أهي الأصوات التي في عقلي، أم أن تلك الشخصيّات موجودة حقًا؟

عندما كنت بعمر السادسة، منذ زمن بعيد جدًا. أحاطتني الاسئلة من كلّ حَدبٍ وصَوب! فضولي كان أشبه بصغار القطط.


ظننتُ في يوم من الأيام، أن هناك حياة ملوّنة خلف التلفاز! شخصيَّاتٌ فُصِّلَت على مقاس مُخيّلتي، كُلما ساورتهم الرّغبة في قول شيء ما: يتسلَّلون إلى مجلسنا خلسَة!


عندما كنت ألعب مع إخوتي، أخبرتهم أن الشخصيّات الكرتونيّة ستزورنا، وأننا كلّما نظرنا إلى شاشة التلفاز، ستثور عاصفة لونيّة ذات تردُّد عالٍ لتحملنا إلى بُعد آخر!


ترقّبتُ ليالٍ عِدّة، بعد أن غطّ الجميع في نومٍ عميق. ولكن لم يُفتح الباب السِرّي! بل أصبح أكثر استنادًا على حائطنا الرمادي، متوسّطًا غرفة مجلس العائلة.


انتظرتُ طويلًا على مقعد والدي الأخضر، المُزيَّن بخطوطٍ من الذهب. يومًا بعد يوم، كانت الشخصيّات لا زالت حبيسة وشعرت أنها تستنجد . .


لم أحتمل تلك النداءات الصامته، أخذت مضربًا وتوجّهت إلى اللّوحة الخشبيّة المُثبتة خلف الشاشة الزَّائفة! التي ظننتها مدخلًا سحريًّا لعالم خيالي . .


يطير بي إلى عوالم أخرى حالمة ومُدهشة! لم أستطع إنقاذ أصدقائي (السبيستونيّين) ولكنني هشّمت الزجاج بدلًا من ذلك، وهربتُ بعيدًا . .


ركضتُ حتى لا يجدني أبي، إن عَلِمَ بما فعلت سيغضب بشدّة ويرفض أن يُرسلني إليهم ولن يتركني معهم بالتأكيد، لعلمه المُسبق بمقدار حبّي لهم ونفاد صبري!

سَمعتُ صوتًا . .


لم أعلم أهي الأصوات التي في عقلي، أم أن تلك الشخصيّات موجودة حقًا؟ هل سيوقِظُون إخوتي بصوت ضحكاتهم؟ هل يَسَعهم مجلسنا الصغير؟


- انتهى -




GHADA HASAN

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات GHADA HASAN

تدوينات ذات صلة