حاجاتنا للاهتمام والإنصات والقبول أكبر من حاجاتنا للنصائح واللوم.


بقاء المرءِ طيلة عمره في وضعية السقوط نحو الهاوية، مُتعِبٌ جدًّا!

لا أنت تصِلُ لحظة الارتِطام التي ستُنهي عذاباتك وآلامك وكل شيء يُلازِمها،

ولا أنت تتشبثُ بما يُنهي ذاك السقوط المستمر فتُنقِذ نفسك وتبدأ من جديد!

في كل يوم تتراءى أمام عينيك مئاتُ السيناريوهاتِ التي قد تكون نهايتك، لِتعيش داخل دوامةٍ من الخوف المستمر من كل شيءٍ

ومن اللا شيء معًا!

في كل يومٍ تصحو على أملِ حدوثِ شيء، أيَّ شيءٍ قد يُغيِّر مسار حياتك بشكلٍ لا يشبه الواقع، وتنام على ذات الأمل

تمر الأيام، الشهور، والسنين، وأنت على ذات الحال!

تتخبَّط المشاعر والأحاسيس داخلك، تتشابك، وقد تتصارع وتتنازع وأنتَ تحاول جاهِدًا إخفاء ضجيجها وأيَّ أثرٍ لها!

تتظاهر القوة والصلابة وأنت على يقينٍ بأنك تكذب!

ماذا لو أظهر كلٌّ منا مشاعره الحقيقية دون القلق من أنه قد يُساءُ فهمه ويتحول لشيءٍ غريبٍ لم يفكر به قط؟

ماذا لو صرَّح كلٌّ منا عن ضيقه ورفضه وغضبه وسُمِع بدون أيَّ انتقادٍ أو شفقةٍ أو أن يُقابل بسلسلةٍ من الدروس التوعوية التي لن تُفيد بشيءٍ ساعة القلق؟

ماذا لو أخرج كلٌّ منا ما داخله من خرابٍ بهدوء وحظي في نهاية الحفلة البكائية والجنونية على عِناقٍ طويلٍ ودافئ يخبره أن لا بأس، سيغدو كل شيءٍ بخير، فقط!؟

حاجاتنا قد تقتصر على أبسط الأشياء التي قد يتخيلها الواحد منا كمستمع صامت، صديق طيب يمنح اهتمامه وعناقه بِسخاءٍ وبلا قيود، قبولنا حتى ونحن بأسوأ أحوالنا، قبول ضعفنا وفهمنا كما نحن، لا كما تحكي التفسيرات والتحليلات الغير منطقية للأمور!

كل ما نحتاجه أحيانًا هو الاحتواء الذي سيُغير حتمًا مسار السقوط المستمر نحو الهاوية بشكلٍ معاكِسٍ ليصبح نحو سماءٍ صافيةٍ كل ما فيها الهدوء والطمأنينة والحياة.


#مياس_وليد_عرفه



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

صدقتي، نحن فعلا في أمس الحاجة إلى من يحتوينا دون لوم أو أحكام مسبقة
تدوينتك رائعة ولغتك جيدة ما عدى بعض الأخطاء البسيطة، فاللغة أساس الكتابة وتليها الفكرة.

إقرأ المزيد من تدوينات مياس وليد_حكاية شتاء

تدوينات ذات صلة