هل تفكرُ كثيراً في لياليكَ المظلمة؟ هل تغزوك بعضُ الأفكارِ في عتمةِ اللّيل؟ اليكَ هذه الخاطرة لربما قد تكون وصفت عمقَ شعورِك.

ظلامُ الليل.

السَّاعةُ الثّانِية عَشر بعدَ مُنتصفِ الليل.

اليومُ الخمِيس، التاريخ 9/4/2020 م.

نِهايةُ هذا الشِتاءْ ها قَد بَدأَت بِتلاشي شيئاً فَشيئاً، تَكادُ أَن تَخْلو مِن بَعضِ قَطراتِ المَطر، مَع أنني كُنت أنتظرُه دائماً بِفارغِ الصَّبر، لَم أتَساءل عَنِ الأسبَاب أو أتَعجَب مِن هذا الأَمر، فالأُمور في هذهِ اللّحظة لَم تَعُد تَسيرُ كما أشتَهي.

أَكتُبُ كَلِماتِي هذِه وَيدايّ تَرتَجِفان وَكَأننِي أكتب رِسَالتي الأَخيرة فِي حياتي هذِه، فَالخَّوفُ أَلذي يَأسِرُ يَسارَ صَدري قَد وَصَلَ إلى مُنتَهاه حقاً، وَحالَتِي تَزدادُ سُوءاً يوماً بَعد يَوم, أشعرُ وكأنَ جَبلاً على صَدري وأنا في فِراشِي لا أعلمُ ماذا يَحصُل لكنَ النَّوم سَيطَرَ على عَيّنايَ الذابِلَتَان، وَجِسميَ الخاملُ الذي لا أَستَطِيعُ تَحريكَه إنه ثقيلٌ للغاية، لا أعلم ما الذي يَحصُلُ مَعي حقاً، كُلُ ما مَرَرتُ بِه يُشعِرُني بتَّعَبِ واللامُبالاة, أشعرُ بِقَلبي وكأنه يُرِيدُ أن ينفجرُ مِن شِدَةِ الضغطِ الذي عَليه، وإنَني أشعر بنبضاته وأسمَع أنينَها الحَزينَ المُمَزق، حقاً كلَ جزءٍ في جَسَدي يَتَحدثُ إليَّ بِصَمت وَيَرجُوني التَوَقفَ عن العَمل الذي يُهلِكُه.

هَل تعلَمون! عِندَما يُحيطُ بِكُمُ القَلقُ مِن كُلِ جانِب والأَرق مِن وَراءه وَيُلازِمُكُم كَُل لَيلةٍ ماذا يَحدُث؟ أُذُني لَم تَعُد تُرِيدُ الإِستماعَ لأيِ كَلمةٍ من التَفاؤُل، لَم أَعُد أشعُر بِأنَ هذِهِ حَياتِي فِعلاً، أفعَلُ الشَيءَ نَفسَه كُل يَوم وبنَفسِ الروتيِن تَقريباً. هذا شَيءٌ مُمِل حقاً, هذِهِ هِيَ الحَياة، صَعبَة وَمَرادُها أصّعَب، مُعَاناتِي فِيها كَبِيرة لِدَرَجةْ أَصّبَحَت دُمُوعِي تَشّكُوا هَمّيَ بِذاتِها وَلَرُبَما تُرِيدً الإِنْتقام مِني او الإِبتِعاد عَنّي مِن شِدةِ عَدَم تَحَمُلها لي, أَنا فَقَط أكتُبُ هَذِه الكَلمات بِمُجرَد وقُوعِي فِي شَبَكَتي الإِكتِئابِية، لكِنَكُم تَكتَفونَ بقراءتها فَقط.

أَشعُر بِأنَ أحَداً يَخنُقُنِي مِن رَقَبَتِي كُلَمَا فَكَرتُ بِالخُروجِ، فِي الوَقتِ ألذِي إعتَدتُ أَن أَخرُجَ فِيهِ مُنذُ مُدةٍ لِتَخفِيفِ عَن رُوحِي وَذاكِرَتي المُتهالِكة، فَفِي كُلِ خُطوَةٍ أخطُوهَا أتَذَكرُ شَيئاً حَزينا مُؤلِمَاً مِن قَبلْ و قَد طَرَحَتهُ ذَاكِرَتِي مَع تِلكَ الأَفكارِ اللَّعيِنة، أَستَمِعُ إلَيها لا بَأسْ، ثُم فَجأَةً أَعُودُ أَدرَاجِي إلى غُرفَتِي ألتِي لَطالَمَا تَذَكَرتُ جَمِيعَ أشّيائِي الحَزينةِ فِيها. كُلَما ضَاقَت عَليَ الأرضُ سَألتُ نَفسِي: "ماذا لَو لَم تكُن هُناكً سَماء ؟ ما الذي كُنا سَنسعَى إليه أصلا ما دَام سَيَزول؟"

أتَمَنى فَقَط أَن يَمسَحَ اللهُ عَلَى قَلبِي ويَحِلَ السّلام فِي رُوحِي وإلا سَوفَ أُغادِرُ هذِهِ الحَياةَ مَعدُومَ الشُعُورْ .

حمزة تيم

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جميل إلى الأمام دائما 🤍

إقرأ المزيد من تدوينات حمزة تيم

تدوينات ذات صلة