كلُ منا لهُ فصله المفضل, وفصلي هو الشتاء, البرد, وكوباً من الشاي, خاطرة تحتوي على بعض التفاصيل اللطيفة التي ستزرع البسمة على مُحبي الشتاء وغيره.
أتمنى أن تنال اعجابكم.
الشِّتاء.
كنتُ أنتظركَ كما تنتظرُ أمٌ ابنها من غُربته، كما لو أنها نَطقَت باسمه سهواً، شوقاً وحباً به، كما لو أنني أنتشلُ رُوحي من تحتِ السريرِ والذهابِ مَعكَ تحت قطراتِ المطر، أخاكَ أيها الشتاء قد أخذَ بالتلاشي شيئاً فشيئاً، إنه يُودعُ أوراقَه الصفراءَ الأخيرة، الرياحَ تسحبها بعيداً عنه، وهو يُراقبها كأنها حقاً تُودعه بنظرةِ حزنٍ لامعة، لن يلتقيان مرةً أخرى أبداً، سوف تُولدُ أوراقٌ جديدة بالسنة المقبلة، يحلُ الشتاء بعد فترة اشتياق كبيرة، يعيد لنا روحنا الصغيرة، التي يُمكن وَصفها على أنها طفلة بريئة تحاول التقاط إحدى قطرات المطر بيديها الصغيرتين، شعورٌ لطيفٌ بدخول إحدى النسَمات الباردةِ هذه على جَسدكَ المُتهتك، لينهضَ بقوةٍ ويبدأُ بمناشدةِ هذا البرد، لقد قالت لكَ أمّكَ بأن ترتدي شيئاً عليك، رغم أنه سوف يكون ضعفَ حَجمك، أمور رائعة تحدث لنا في هذا الفصل، أكل الذرة ومشاهدةُ فِلماً ممتعاً مع نارٍ هادئة، سماعِ الموسيقى في جوٍ باردِ كهذا سيشعرك بالسعادةِ حقاً، تفاصيلٌ نعيشها بكلِ حُبْ، ألمُ البردِ اللذيذ والمكوث في الفراش لعدةِ ساعاتٍ تقرأُ كتابكَ المُفضل مَع كوبٍ من الشاي الأخضرِ السّاخن، تَسمعُ صوتَ النوافذِ تصرخُ بالبَرَدِ الأبيضِ الصغيرْ، تنقضُ مسرعاً لترى وتشعرَ بهذه اللذة، حقاً إنه لأمرٌ رائع بأن تبقى السنةُ بأكملها مطراً ناعماً يَرُشُ وَجهكَ اللطيف كل صباح، تبدأُ السماء بتكوينِ بعضاً من الغيماتِ السوداء، منتظراً ومُتلهفاً بنزولِ أُولى هذه القطرات، ومع بداية هذه السنة والتي نأمل بأن تكون سنة لطيفة وبداية جميلة على الجميع, أدعوا الله بأن تكون قطراتها جميعها خيراً حتى النهاية, لكَ أملٌ بربكَ لن يخيب أبداً, أنتَ سوف تستعيد قوتك مع كل قطرة تدخل على روحك, كونوا لُطَفاء مثل قطراتِ المطر، كونوا شتاءً لأنفسكم.
بقلم: حمزة تيم.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
🌻العفو
لكِ السعادة والهناء في حياتك, شكرا لكِ.
حبيت التدوينة كثيرا احسنت😊👏👏