كتاب رائع يتحدث فيه الكاتب عن معنى الحياة من وُجهة نظر علم النفس الفردي ويشرح فيه أهم المهام الثلاث للحياة, أأمل أن تستمتعوا في القراءة.

اسم الكتاب: معنى الحياة.

اسم الكاتب: د.ألفريد آدلر.

صفحات المراجعة من 18-48.



نظرتي والنقد.


في بداية الأمر قد شَد انتباهي اسم الكتاب والذي تُعتبر كلماته الداخلية وحروفه القيمة شيء ذو قيمة عالية من حولنا وخصوصاً في واقعنا هذا وما نتعامل به في حياتنا.


قام الكاتب باستخدام علم النفس بأسلوب جميل في وصف هذا النقاش وهذا السؤال "ما معنى الحياة؟" والدخول في عالم من الفوضى والتفاصيل لتفسير سلوك الفرد والتفكير البشري, للوصول الى معنى حقيقي يقوم بتعميم معنى الحياة بالشَّكل المطلق.


كما أنه تم طرح العديد من الأمثلة والمواقف على القارئ كأسلوب مُبسط وسلس لكي يُفهم المعنى بشكل أسرع.


معنى الحياة.


إفتتحَ الكاتب بدايته في أن العيش في هذه الحياة يكمن في عِدة أمور كثيرة التي نتعامل معها يومياً من عدة جوانب شخصية واجتماعية ونفسية أخرى, ظروفنا ومواقفنا في هذه الحياة هي التي تحدد معناها لكل فردٍ منا بشرط تحديد المعنى لكل منها, وهذا ما ذكره الكاتب أيضاً في بدايته بأن لكل ظرف منا معنى خاص بنا يؤثر في نفوسنا وحياتنا وهذا اذا ما قمنا باستبعاد المعنى الخاص لكل من الظرف نفسه أو الموقف.


لكن رأي الكاتب يكون بأن المعاني نفسها ليست دائماً على صواب تام في كل مرة, هذا يعني أنه سوف يكون هناك نقص في هذا المعنى الذي لن يكون ثابت بالشكل المطلق بين الجميع, بكل تأكيد لن يكون المعنى مكتملاً وثابتاً بين الجميع على إختلاف بعض الأمور النسبية بين كل واحد منهم وعلى إختلاف تفكير كل شخص وظروفه.


لو فرضنا وقمنا بطرح هذا السؤال عليك "ما معنى الحياة؟" ماذا سوف تكون إجابتك عليه؟

بالنسبة لي لقد طرحت هذا السؤال على البعض ولقد كانت الإجابة كالتالي:


معنى الحياة! وهو بغرابةٍ من أمره ومع بسمةٍ على الشفاه يقول لا أعلم!

وكأنني قلت له نكته, لكنَّ السؤال ذو معنى كبير لا حول له ولا قوة من الإجابة عليه وعلى شبيهه من الأسئلة.

بالمقابل أجابني أحدٌ آخر بأن معنى الحياة يكمن في الأصدقاء وقوة العلاقة بينهم وتكوين بعض سُبل التعاون مع من حولنا وغيرها من الأمور التى تُشغل باله وتفكيره.


نقف هنا لبعض الوقت ونرجع إلى بداية السؤال عندما طرحناه عليك أو على البعض, غالباً البعض لا يفكر في مثل هذه الأسئلة العميقة والفلسفية إلا حين حدوث شيء يُعكر مزاجه في ظرف ما, ويخرج السؤال من فمه بدون توقع أو استدراك منه, أيضاً في نفس الوقت هناك شبان وكبار السن وغيرهم يريدون إجابة صريحة ومُطلقة لهذا السؤال.


لو نظرنا لأنفسنا نحن جميعاً بشكل شخصي فسوف نجد أن المعظم لديه قاعدة أو معادلة خاصة لكل فردٍ منا يقوم بتطبيقها في كل مَوقف أو أمر يحدث معه في حياته من تصرفات أو تعابير أو الأدب وغيرها, هذه المعادلة مختلفة عند الآخرين أو بمعنى آخر سوف تكون هذه النظرية لا معنى لها عند باقي الأفراد.


هذا كله يعني أن هناك ظروف رئيسية إضطرارية نقوم بها ونفعلها وهذه الأفعال هي التي تُحدد موقفنا في هذه الحياة, ومن هذه الظروف ينتج لدينا ثلاثة مشاكل رئيسية وهي على النحو التالي كما وصفها الكاتب:


المشكلة الأولى: علينا أن نجد وظيفة تمكننا من الحياة في ظل القيود المفروضة علينا بحكم وجودنا على هذا الكوكب.

المشكلة الثانية: علينا أن نجد لأنفسنا موقعاً يمكننا من التعاون مع باقي أفراد المجموعة التي نعيش فيها بحيث نفيد ونستفيد من بعضنا البعض.

المشكلة الثالثة: يجب أن يتسع صدرنا لحقيقة وجود نوعين- رجال ونساء - وأن استمرار الجنس البشري يعتمد على العلاقات بين النوعين.


الشعور الإجتماعي وشجاعتك.


الحياة تحتاج منك أن تكون شجاعاً وقوياً مُواجهاً تحدياتك وأفعالك, هذا يعني أنه إذا لم تُعطي أي ردة فعل على مشكلاتك التي واجهتك فسوف تكون حياتك عبارة عن فشل عظيم قمت به بنفسك, لذلك يجب عليك الاستمرار في شغفك واهتمامك بالناس وفي مصالحهم, لأنك جزء من هذا المجتمع ولك دور فيه ومساهمتك كواحد منهم في تحقيق رخاءه.


يعد الشعور الاجتماعي جزء مهم تجاه هذه المشاكل حيث أن الفرد يشعر بالنقص تجاه نفسه في عدم التعرض لزمالة في حياته وعدم تقبل فكرة المجتمع من الأصل وعدم الثقة بأي أحد من حولهم, بنفس الوقت يوجد من يشعرون بعكس ذلك بشكل إيجابي لأنفسهم ولغيرهم, هذا يُقر أهمية التعاون مع مجموعةٍ ما, ومن هنا يبدأ الشخص بنفسه ويشجع ويطور من قدراته للوصول الى هدفه المنشود.


الخبرات المكتسبة وغيرها من الأمور.


عزيزي القارئ أيضاً لا ننسى أن الخبرات المكتسبة من خلال الحياة المُصغرة في الطفولة تُشكل أهمية كبيرة جداً في المستقبل, حيث يبدأ الطفل بالتعود على بعض المبادئ والتعاون مع مجموعات يشارك ويستفيد ويُفيد منها خصوصاً عندما يصبح منفتحاً إلى هذه الحياة في سن معين ولنقول هنا بعد الخامسة من عمره هنا سوف يكون قد أخذ نمط حياته ويكتسب الخبرة من حوله ويصبح مشاركاً في طرح الأسئلة والمناقشات مع غيره, فيجب علينا أن نُلصق ونزرع معناً خاصاً بالمواقف التي تمر بنا.


الأطفال الذين لم يحظوا الحياة بشكل طبيعي وقد وُجدُوا بإعاقة جسدية أو مرض ما في حياتهم قد يندرجون داخل فئة الأشخاص المعرضة للفشل بشكل كبير, هذا لا يعني أنه يجب أن لا يشاركون المجتمع أو يُنقص من قيمتهم, بل يجب أن يتم تشجيعهم وتحفيزهم على نفس الأمور وكأنه بشكلٍ طبيعيّ, هنا يأتي دور الأهل وأخص الأب والأم في هذا الدور بمنعهم من التركيز على حالتهم الجسدية والانخراط مع المجتمع.

كما أن الإهمال الزائد بهم وهم أطفال قد يعرضهم للخطورة بشكل كبير وأيضاً تدليلهم بشكل كبير قد يوقعهم في مشاكل وسوف يحتاجون الى مساعدة كبيرة من حولهم وسوف يستغرقون وقت كبير في الخروج من حالتهم السابقة, في مثل هذه الأوضاع الثلاث وهي الإعاقة والتدليل والإهمال, فهذه الأوضاع سوف تشكل وتُرسخ معنى وموقف خاطئ من "معنى الحياة".

النهاية.


في النهاية لا ننسى الأحلام التي نخوض معها معركة قوية منذ ولادتنا للوصول إلى هذا الشغف وتحقيقه بكل حب, فكل ذكرى وحلم مخزن في جوفنا يساعدنا على الوصول إلى فهم "معنى الحياة".


أنصح بقراءة هذا الكتاب لما يحتوي من معاني قيمة تفسر لك معنى الحياة بأبسط أمورها, فهوَ مشوق للغاية كونه يطرح الكثير من المواقف والأمثلة في واقعنا هذا.


بقلم: حمزة تيم.



حمزة تيم

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

شكرًا جزبلا على لطفِ رأيك ومروركِ أختى ندى، نعم صحيح كتاب ثري وجميل في كثير من المواضيع الاجتماعية بالتزامن مع علم نفس الفردي، أنصحك بقراءته، بالتوفيق يا رب.

إقرأ المزيد من تدوينات حمزة تيم

تدوينات ذات صلة