أنتَ هنا داخل مقال مليء بالطاقة والشغف في عالم القراءة والكتابة, والتي تأخذُك إلى عالمٍ آخر مُحلقاً في عاصفةٍ من الأفكارِ والإبداع.

مُقدمة. مِصيَدة القِّراءة.

في بداية الأمر سوف أكتب أجزاء من تفاصيل يومي هنا, وهذه ربما تنطبق عليك أو لا, لكن يمكنك الإستفادة منها وتطبيقها كشيء جديد ربما يُعجبك.

أعلم أنك دخلت إلى هذه التدوينة لأن عنوانها جذبك أو ما شابه, أليس كذلك؟ وربما وجدت نفسك هنا لأنك حقاً تُحب القراءة, وربما لأنك تريد تغير جزءً من نفسك وتريد شيئاً يُشجعك, سوف أقوم في البداية بتعريف القراءة والتي هي عبارة عن نوع آخر من الإستجمام و الإسترخاء, عندما تجد شيئاً يَصفك ويُركز حديثه عليك حينها سوف تشعر بالراحة شيئاً فشيئاً, سوف تشعر بالسعادة عند وجود شخص يسمعك ويبادلك الحديث بنفس الأفكار بدون أيّ صوتٍ منه. إنه شعور رهيب ولطيف في نفس الوقت.


القراءة عالم آخر في هذه الحياة عند البعض, عندما يمسك الفرد كتاباً أو رواية أو مجلة ويقوم بتفكيك تلك الكلمات والأحرف الساحرة إلى معانيها الجميلة ألتي تَصفه بكلِ حب, هنا سوف يجد نفسه قد خرج إلى عالم مليء بالخيال والحلم الذي يُخفف من وجع وألم هذا الواقع المرير. هنا سوف يعيش لحظته بين الكتب بين رائحتها بين السطور يَغرق بينها ويستخرج أفكاره المدفونة منذُ القِدَم, يُنمي حاجاتِه وروتينه ويُغير جزءً من نفسه إلى الأفضل.

كيف تبدأ القراءة؟


إذا كنت من الأشخاص الجدد على القراءة وحب الإطلاع لديك في فهم وتطبيق بعض الأفكار من هذه الكتب, يجب عليك أن تبدأ بقراءة الكتب القصيرة وهنا أخص بالذكر القصص القصيرة, حيث أن الكتب القصيرة يوجد منها من لا يتجاوز الخمسون صفحة وفي هذه الحالة سوف يتشجع القارئ على الإقدام عليها ولن يشعر بالملل في قراءتها وهي بالعادة تكون المفضلة والمحببة لدى البعض عند بداية القراءة, كون الكتب الكبيرة في حال رؤته لها سوف يشعر بالصدمة الأولى ولن يُقبلَ عليها أبداً.


بعد أن تعتاد على قراءة القصص القصيرة, سوف تنتقل إلى الروايات والتى تمتاز عن القصص القصيرة بطولها وكثرة الأحداث والشخصيات وزيادة تعقيد الحبكة فيها, وهنا يجب على القارئ بأن يقوم بالتركيز أكثر أثناء قراءة الرواية لمعرفة تفاصيلها وفهمها.


هنا أترك الخيار لك في إختيار نوع الكتاب الذي تُحب قراءته, من الممكن أن يكون رومنسي أو إقتصادي أو أدبي أو سياسي, وغيرها من الكتب الفرعية والتي تحتوي على العديد من المجالات, كل منا لديه حب الميول لما يفضله ولهذا أتركه لك, لكي تستمتع في قراءته بنفسك.


وهنا إذا كنت محب أكثر بالكتب التي تحتوي على مادة علمية أكثر فعليك بالموسوعات والتي تتجاوز آلآف الصفحات, منها في السيرة النبوية والأدب وغيرها أيضاً, كلٌ منا له طاقته الإستيعابية في التفكير والتركيز وفهم المحتوى, لذلك إحرص على إختيار كتابك بعناية فهذا مهم جداً في بداية الأمر.


أين أقرأ؟

كونكَ قارئ يجب عليك فهم تفاصيل الكتاب والتركيز في كلماته لكي تصل إلى معناه المقصود, إذاً ماذا يُحتم عليك فعله لكي تخرج بمعلومات قيمة؟

هنا يجب عليك إختيار المكان الصحيح, المكان الذي تجد فيه الطمأنينة والسكينة, بعيداً عن الأصوات المزعجة, التي تُشتت إنتباهك, أيضاً إذا كنت في غرفتك المفضلة عليكَ بأن تتأكد من الإضاءة الجيدة لكي تسمح لك بالرؤية الممتازة, كذلك يجب عليك إختبار التوقيت المناسب للقراءة وتخصيص جزء من يومك لذلك, أيضاً يمكنك بأن تصنع عالمك بنفسك بعيداً عن كل الأشياء الإعتيادية, من الممكن بأن تقوم بتصميم غرفتك بحيث يكون جوها مناسب للقراءة, بإمكانك أن تضع بعضاً من الزهور والأضواء اللافتة للإنتباه وترتب مكتبتك بالشكل الذي تحبه.

هذا لا يعني أنه تكون القراءة جيدة فقط في المنزل, بالطبع لا, يوجد الكثير من القُراء يحبون القراءة عند الذهاب الى العمل أو الجامعة وغيرها من الأماكن بحيث يكون تركيزهم عالٍ جداً, بالتأكيد كلٌ منا له مكانه وعالمه الخاص عند القراءة.


يقول برتراند راسل:


"هناك نوعان من الدّوافع لقراءة كتاب، الأول؛ أن تستمتع به، والآخر؛ أن تتفاخر به."

ما هو شعورك عند القراءة؟

في بداية الأمر سوف يكون لديك شعور غريب حيال ذلك, كونك سوف تقرأ كتاباً سواء أكنت قارئ جديد أم قديم, الجديد سوف يشعر برهبةٍ خفيفة حيال تجربته لشيء جديد في حياته, ويريد الغوص في عالم القراءة لربما يجد ويصل إلى الشيء الذي ينتمي إليه, القديم سوف يكون متلهفاً كثيراً للبدء بهذا الكتاب كما لو أنه شخصٌ جائع,

تأكد بأن هذا الشعور هو إيجابي, إيجابي بمعنى أنك تحمل وتمتلك شيء ذو قيمة عالية بين يديك وتأكد بأنه ليس لأي أحد بأن يُقدرَ هذا العِلم والأفكار التي من الممكن أن تتداخل في خلايا عقلك ويَخرج لنا شخصٌ آخر.

كلما قرأت أكثر وبحثت أكثر سوف تكتشف في النهاية كم كُنت جاهلاً أكثر على مدى معرفتك ومعرفة ما داخل هذه الكتب.


يقول ماركوس توليوس شيشرون:

"البيت دون كتب كالجسد بلا روح"


يقول عبد الله الجعيثن:

"إذا أردت أن تسعد إنسانًا؛ فحبب إليه القراءة"



طُرُق القراءة.

كل منا له طريقته الخاصة في القراءة, منهم ما يقومون فقط بتحريك الأعين, ومنهم فقط يقومون بتحريك اللسان, ومنهم ما يجمع بينهم, وآخرين يحبون القراءة بصوت مرتفع ومنهم بصوت منخفض ومنهم بدون صوت, أنا أحياناً أقوم بالجمع بينهما وأحيانا لا, أكتفي فقط بتحريك عيناي.

هنا لك حريةُ الإختيار لا بأس بذلك, ربما تشربُ كوباً من الشاي أو ما شابه عند قراءتك لكتابك المفضل لتلذذِ بطبقي المضل من الكتاب.

الكتابة.

كونك قارئ ومُلم في ذلك لا بُد منك بتجربة الكتابة والتي هي المُكَمِل لعالم القراءة, هُنا سوف تُطلق العنان لمخيلتك ولإبداعك الشخصي, هنا سوف تنطلق في عالم الكتابة والتأليف والتنوع وكل شيء يخطر في بالك, هنا سوف تقوم بتفريغ طاقتك بحيث لا أحد يسمعك سوى قلمك وحدك, تكونُ في صَمتٍ عارم ويدكَ وقلمكَ يزحفان على الورقة يكتبان كل ما يجول في خاطرك ولا أحد يبالي, أليس كذلك؟


عندما تبدأ بكتابة شيء حول موضوعٍ ما, سوف تدخل في جوفِ التفكير والعمق لديك, سوف تُفكر بأشياء حدثت وأشياء لم تحدث وتدخل في متاهاتٍ كثيرة, لا تحبس أفكارك وإبداعك في فقاعةِ اللاشيء, إلهامك بأنك سوف تصل سوف يتحقق بإذن الله.

أيضاً عند إنتهائك من قراءة كتابٍ معين, تأكد بأن تكتب أطروحةٍ "ملخص" له, أو توثيق الإقتباسات التي أعجبتك والتي تقوم بوصفك, لكي تتذكرها وتستعيد طاقتك والإستفادة منها.


أشياء عليك أخذها بعين وإعتبار:

1- لا تنظر خلفك, بمعنى أنه عند رؤية أشخاص لكتاباتك لا تنظر لرأيهم السلبي, فقط تجنبه ولا تبالي.

2- أثناء كتابتِكَ لشيءٍ معين وفي وسط الطريق أضعت نفسك, بمعنى أنك لم تجد الحدث الجيد الذي يربط الأفكار ببعضها البعض ولا تجد القدرة على المتابعة في الكتابة, الحل بسيط, فقط أترك الكتابة والمتابعة ليومٍ آخر مع الإحتفاظ بما كتبته مسبقاً, ربما تأتيك الفكرة وباقي القصة في اليوم التالي وأنت في أتم الإستعداد لها,

3- عند إختيار موضوع الكتابة يجب عليك أن تكون ملماً بعض شيء فيه, بمعنى أن يكون لديك القدرة على وصف الأفكار الرأيسية لهذا الموضوع ولديك المعلومات الكافية عنه.

4- يوجد العديد من النقاط المهمة التي يجب الأخذ بها, وأنت الوحيد القادر على إكتشافها خلال قراءتك وكتابتك, إذا كنت مُصراً على الوصول إلى شغفك وحلمك.

فوائد القراءة الكتابة.

1- تنمية العقل وتحريره من الحصار الذي يصيبه كل يوم.

2- معرفة بعض الأمور التي تجهلها.

3- زيادة الوعي والثقافة.

4- التحدث مع نفسك خلال الكتابة والقراءة, "لا أحد يسمعك في هذا الواقع" هل لديك من يسمعك؟

5- تعزيز قدراتك الفكرية والذهنية.

6- تقوية لغتك وتحسينها من الوقوع في الأخطاء, الجميع يُخطيء لكن المهم من يتعلم منه ولا يكرره.

7- القراءة تجعلك تشتاق لأشياءٍ تجهلها حتى في نفسك.

8- القراءة تجعلك هادئاً في معظم الأوقات, وأنا كذلك.

9- لو أمكنني عدُ وكتابة جميع هذه الفوائد لن أنتهي منها حتى لآخرِ نفسٍ في حياتي, لذلك يمكنك إكتشاف ذلك أنت أيضاً.

الخاتمة.

حسناً وفي النهاية كونك وصلت إلى هنا فأنت مهتم جداً لهذا الموضوع وهذا المجال, في نهاية الأمر سوف أقوم بطرح عليك أنواع متعددة من الكتب, والتي ساعدتني في حياتي:

1- المميز بالأصفر, للكاتب جاكسون براون, والذي يتحدث فيه عن بعض النصائح في هذه الحياة.

2- انا يوسف, يسمعون حسيسها, خاوية, والعديد منها, جميع روايات الدكتور أيمن العتوم بلا إستثناء.

3- فاتتني صلاة, للكاتب إسلام جمال, يحتوي على قصص ودروس وعِبر تساعدك وتشجعك على التشبث بالصلاة.

4- فن اللامبالاة, الكاتب مارك مانسون.

5- كتاب الحيوان, وكتاب البيان والتبيين, للكاتب الجاحظ.


وأنت أيضاً يمكنك البحث عما يناسبك والذي تتطلع إليه ميولك, والبدء بالقراءة في الحال.


شكراً جزيلاً لكم جميعاً, أأمل بأنك قد إستفدت بشكل جيد من هذا المقال, ويُسعدني بأن أرى رأيك البنّاء هنا في إحدى التعليقات, كذلك أتقبل أي إنتقاد أو تحسين في هذا المقال أو في شيء آخر بشكلٍ عام.


بقلم: حمزة تيم.




حمزة تيم

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

وقد قيل :إقرأ شيء من كل شيء (فن) و كل شيء في شيء(فن واحد).

إقرأ المزيد من تدوينات حمزة تيم

تدوينات ذات صلة