كأني امتلأت بمايكفي من البؤس الذي سرق بريق شبابي وحول زهره العمر إلى ملوخيه أو برسيم ! كما تقول بعض الصور الساخره التي أستخدمها في وصف بؤس حال جيالنا

منذ فتره وانا أشعر بعدم رغبتي بمعرفه أي شيئ بائس يعتري هذا العالم وعدم مقدرتي سماع الأخبار المؤلمة والمرهقه للمعنويات ! وكأني امتلأت بمايكفي من البؤس الذي سرق بريق شبابي وحول زهره العمر إلى ملوخيه أو برسيم ! كما تقول بعض الصور الساخره التي أستخدمها في وصف بؤس حال جيالنا الجميل ، الطموح، المثقف ، المخضرم الذي واكب ثقافه سبيس تون و تفاهه سبونج بوب و الجاسوسات !


الذي امتلأ قيم عليا تخص كل جوانب الحياه، فما رأيكم بأغنيه عهد الأصدقاء التي رددناها دون وعي ولكن خزنت في العقل الباطن لدى جيلنا و تقول :


"حلمنا نهار ونهارنا عمل


نملك الخيار وخيارنا الامل


وتهدينا الحياة اضواء في اخر النفق


تدعونا كي ننسى الما عشناة


نستسلم لكن لا


مادمنا احياء نرزق


.........................................


وعن جمال كلمات أغنيه "ريمي" و عمق أغنيه "لحن الحياه" و حماس و اندفاع "أبطال الديجتال"


ماتركته هذه الأغنيات في بعض أبناء جيلي من وعي ونضج ونظره غير تقليديه تجعلنا في دائره التميز و عدم نمطيه التفكير وعدم رؤيه الأمور كما هي مشاهده عند المعظم !


جعلت منا جيل قادر على قياده المشهد العام حتى و إن كان غارق في التحديات الكبيره والبؤس المجتمعي الذي يقطن بلادي العرببه من المحيط إلى الخليج ابتداء من الحروب إلى الفقر والجهل والمعناه بسبب العادات والتقاليد والأفكار الصماء الصامته التي تقبع وراء الملامح العابسه او ماتسبب البؤس أصلا !


جعلت منا جيل مؤمن بالتغير ولو بأضعف الإيمان ولو عن طريق سلطه الأفكار وتغير الوعي العام على الأقل في ظل الظلم الذي نلناه من سرعه التغير في الزمان والأنظمه التي تحيط بنا وتشبث الأجيال السابقه أو كما اسميها "المتعجرفه" منها بمناصبهم والفرصه التي لاقتها بسبب طفره الثوره الصناعيه والنهضه العلميه المفاجئه التي حظى بها العالم في المئه سنه الماضيه واحتلالهم لبعض التخصصات والأماكن التي بذلنا جهد من الإيمان والعمل والثبات للوصول إليها لعلنا نصل ! ولكن ما وجدناه أنا لم نجد شيئا أصلا سوى الضياع والتشبث ببقايا أماكن كانت إحدى طموحاتنا الوصول اليها والعمل فيها ! فقد إحتلوها هم وابنائهم واحفادهم ! و أن من علمنا أنفسهم هم من سدوا الطريق في وجوهنا وجعلونا نتيهه في غياهيب الجب ! ونبحث عن ألف مدخل ومخرج حتى نواكب هذا الزمان في هذا المكان من بلادي !


نخوض الدين تاره .. نخوض السياسه تاره .. نخوض التنميه البشريه تاره .. لعلنا نصل إلى الطريق الذي بذلنا نحوه الكثير ، ولكن كما يتضح معي الأن وخصوصا في هذه السنه المفصليه وهي سنه التحول التي جعلت الجميع يقف مذهول ويعيد النظر في نفسه وفي فهمه للكون ومقادير الأشياء وكيف تسير الأمور ، أجد صحوه من نوع اخر يعيشها سكان الأرض بعد الجائحه ، الطريقه السطحيه المليئه بالإيجو والنظره الماديه للحياه تتجه للزوال ومايحدث بأن يتجهه التفكير نحو شيئ أسمى أمثل لطالما امنت به ويحثت عنه إسمه " الوعي " الوعي سيد التغير القادم .. الوعي هو من سيصلح الأخطاء ويجعل الأرض مكان أكثر سلاما وأمانا .. الوعي الذي سيأخذ الإنسان إلى منحنى السعاده وسوف تكبر دائره السعداء بعد أن غرقت بلادي في البؤس وأفكاره !


نحن جيل يتجه نحو البساطه وكل مايجعل النفس تشعر بالسعاده ويصنع البهجه من أبسط الأشياء لتهيمن المشاعر الجيده على حياته وفكره ، ففكره التفاصيل مهمه جدا و ترتيب الأولويات اختلف عن جيل الجمود الذي كان يقدس النكد والبؤس وخلف ماخلف حولنا من كارما البؤس !


نعود لهذا الشيئ الذي يجعلنا نبسط الأمور وننظر للحياه نظره أخرى وهو الوعي ؛


هذا الوعي ليس وليد اللحظه إنه مجموعه طاقات كامنه في الكون وفي العقل والقلب البشري وحان الوقت لإيقاظها، بإيقاظها ستلتحم البشريه ونصبح نعيش على أرض إنسانيه مجرده من التميز والطائفيه والتصنيفات !


حتى وإن بدا ما أكتب عنه مبهم نوعا ما أو خيالي أو لا يروق لمعتقدك أو افكارك أو جديد عليك ولكن صدقني هو كامن بداخلك وأنت بالفطره مؤمن به !


لولا تدخل البيئه والـأهل والتعليم في تحجيم الوعي لديك ولدي !



أنا لا ألوم أحد ولن أسقط على السياسه أو الدين أو التاريخ أو العقول الجافه التي حكمتنا لمئات بل الاف السنوات !


ولكن دوما أستعين بايات الله في كتابه الحكيم بأن المسئوليه المجتمعيه ، الإنسانيه ، الكونيه تبتدأ بشخص هو أنت وأنا ؛


قال تعالى "كُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا "


قال تعالى " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"


الخيار لنا والله أيقظنا لنغدو نحو أنفسنا، نصلحها نرمم خرابها نيقظ الميت فيها وننعش من يعاني داخلها !


أيقظنا الله لنتجه من أنفسنا إليه وإلى الكون والحياه ونسير متناغمين مع الله وأنفسنا والإنسانيه دون خلافات ولا صراع أساسه الأفكار الخاطئه !


جميعنا من الله وإلى الله من الكون ونحو الكون


جميعنا يستحق السلام ويسعى إلى الإستقرار والسعاده

.

.

.


مفاهيم وجوديه قد تشعرك بالملل وأنت تقرأها ولكن صدقني بأنها ركائز !


ركائز للحياه الجديده التي أتمنى أن نعيشها بالوعي والإيمان واليقين والكثير من الحب والسلام .


فنحن أبناءالوعي وسنتجهه نحوه وسنكون اباء وامهات السعاده ،سنرافق الله دوما بقلوبنا وبصيرتنا حتى تغدو الحياه مكان أكثر سعاده ونتبع شريعه السعداء .









ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

ابدعتي

إقرأ المزيد من تدوينات هالة ابو معمر

تدوينات ذات صلة