هل قرأت يوما ما تشعر به؟ هنا مع كل كلمة ستقرأها ستستحضر حالة الفراق من جديد و أعتذر إن كنت سببا في تذكيرك بهذه المشاعر مرة أخرى
كل ما في الأرض من فلسفة لا يعزي فاقدا عمن فقد - إيليا أبو ماضي
أحب أن أخوض أحاديث داخلية مع ذاتي من وقت لآخر و أسال نفسي أسئلة عشوائية و بهذه الطريقة أكتشف نفسي أكثر و أكثر. مجنونة ؟! لا يهم، المهم أني أفعلها و أستمتع بهذا النشاط و الحقيقة أني لا أشعر بالوقت و أنا أفعل هذا. من ضمن هذه الأسئلة هو : ما هو أصعب شعور قد يواجه الانسان ؟
و وجدت أن الفراق أعم الإجابات و أشملها، فراق انسان – موت / انقطاع العلاقات - أو مكان أو شيء أو منصب....الخ و دائما ساعات الفراق الأولى هي أصعب اللحظات لكن لكل نوع من الفراق صعوبته.
تريد أن تصرخ بأعلى صوتك لإيقاف هذه اللحظة لكن هناك شلل ف العقل و اللسان يصيبنا، تحاول أن تبقى صامدا في هذه اللحظة تعتقد أنك في حالة من اللاوعي هل هذه حقا النهاية ؟ عقلك مشوش و لا يسعفك في التفكير و لسانك منعقد لا يساعدك للحديث و تتساءل هل الكلام سيفيد ؟ هل الحديث سيغير الواقع؟ سيغير حقيقة أن هذا الشخص لا وجود له في حياتك بعد الان بل منذ هذه اللحظة ، و ما بين هذا و ذاك تكون اللحظة قد مرت حقا.
تبدأ في الادراك بعد مضي القليل من الوقت، فجأة تستوعب حقيقة أن الفراق قد حدث لا مفر و يبدأ عقلك برفض الواقع و يفيق لسانك من غيبوبته ليردد عبارات الرفض و المستحيل و هنا لحظة الألم الحقيقة تبدأ النيران تشتعل في قلبك سريعا تأكل ألسنة اللهب قلبك بسرعة رهيبة ترفض التصديق ولا تقدر على الاستيعاب.. كيف ؟؟!
أزهار قلبك احترقت و أوراق أشجاره تفحمت و حل الظلام في أنحاء قلبك، انقباض في الصدر و ضيق في الرئتين و تبحث عن أنفاسك لتلتقطها و لكنك لا تجدها و تشعر هنا أن هذه هي النهاية ستموت حتما ستموت مع هذا الفراق، و اخر ما تراه قبل أن ينسدل الستار عن جفنيك هو سواد و ظلام حالك و اخر ما تشعر به هو انقباضة اقتلعت قلبك من بين ضلوعك و أنت تترجم ثورة هذه المشاعر على أنها نهايتك لا محالة.
صداع رهيب يبدأ من عينيك إلى منتصف رأسك و ضوء النهار الذي يتسلل على استحياء ما بين ستائر غرفتك لا تقدر على تحمله، تشعر أن ضوء الشمس قوي جدا لدرجة أنك ستصاب بالعمى و تتساءل ما بهما جفناي ثقيلان إلى هذه الدرجة حتى أنك لا تستطيع أن تفتح عينيك، من أنا؟ و ماذا حدث؟ تحاول أن تستوعب الوقت... هه أخيرا بدأت الاحداث تتدافع نحو باب ذاكرتك واحدا تلو الاخر، إلى أن تذكرت أخيرا من أنت و أين و ماذا حدث تحديدا، و تتفاجئ أنك حي بالفعل و أن ما كنت تفكر به الليلة الماضية جنون!. هذا يعني ان الحياة ما زالت مستمرة.
لكنك استيقظت بشخص جديد تماما غير الذي كنت عليه بالأمس..
و هنا السؤال حقا من هذا الشخص و كيف ستتعايش معه و يتعايش هو مع الحياة؟
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
نحن ننقص من ذاتنا مع كل فراق، رائع قلمك و ملهم.