أخاف أن يكون عمري خريفاً تلو الخريف ولا ربيع يأتي متى سيزهر ربيعي،
فجرا في تمام الساعة الرابعة صباحا منهمكة في قراءة الرواية و تحليل شخصياتها و ما يمر عليهم من مواقف و ... فجأة تنبهت إلى صوت أشبه بمعزوفة موسيقية بالنسبة لي، إنه هديل المطر كان قويا و شديدا حتى أن رائحة اختلاط المطر بالتربة قد استنشقتها و أنا في غرفتي وكأن السماء أطلقت العنان لنفسها لتبوح بكل ما يثقل كاهلها.
أغلق روايتي و أتجاهل ما يدور بها من أحداث، و أغمض عيني و أرجع رأسي الى الوراء قليلا لأسترخي، و كعادتنا الطفولية جميعا بدأت أناجي الله بكل ما أتمناه لي و لأسرتي. عادة طفولية محببة أن ندعوا كثيرا و كثيرا وقت هطول الامطار.
لكنني تنبهت لشيء آخر، متى سيحين شتائي؟ متي سأطلق العنان لذاتي؟ متي سيحين وقت انفجار ينابيعي التي ثقلت كثيرا جدا في الآونة الأخيرة؟
أشعر أنني ما زلت في خريفي و لم ينته بعد ولا أعتقد أنه سينتهي قريبا، خريفي الذي يجعلني أتخبط في مشاعري و أفكاري.
تارة أشعر أنني تخطيت شتائي بل و تفتحت أزهار ربيعي و تارة أشعر أن خريفي لا يريد الرحيل أبدا بل يريد أن يبقى ملتصقا بي، لا أدري هل لأنني دائما ما كنت أفضل الخريف عن الشتاء فأصبحت حياتي خريفا حقا لا أدري و أنا لا أمانع من وجوده و لكن من الممتع أيضا أن يمر الانسان بفصوله المختلفة.
استحضرني شعور جودي أبوت في رسالتها لصاحب الظل الطويل "عزيزي يا صاحب الظل الطويل، لقد حل الخريف من جديد، فصل الحنين والرحيل، وما زال ظلك بعيد عني، أوراق عمري تتساقط ورقةً ورقة، وما زلت أنتظر قدومك، أخاف أن يكون عمري خريفاً تلو الخريف ولا ربيع يأتي، العالم يدور من حولي وأنا ما زلت أدور حول ظلك، أ َفتقدك جداً أخبرني، متى سيزهر ربيعي"🌱
حقا أتساءل متى سيزهر ربيعي؟
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
جميل!
رائع