(يُوشِكُ أنْ يَكونَ خَيْرَ مالِ المُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجِبالِ ومَواقِعَ القَطْرِ، يَفِرُّ بدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ)،
صباح الخير:
عنون الإمام النووي في كتابه رياض الصالحين باباً فأسماه: "باب استحباب العزلة إذا فسد الناس"،
جاءتني فكرة قد تبدو غبية ولكنها كالُقاحة في جوف الزهرة، لحظة: مؤكد أنها لو لم تكن غبية لكانت سنة الله في الأرض ,عموما:
كنت أتساءل ماذا كان سيحدث إن كانت الأرض عبارة عن جُزر بعدد سكانها، ولكن كل فترة نستعمل قواربنا ونذهب لنزور الآخرين .
من يريد الزواج حسنا أحدهم يستضيف الأخر فترة وسيظلون متزوجين ولكن في جزر متفرقة تجمعهم زيارات ورحلات ومغامرات, وبعد الولادة، يربي الأم والأب صغيرهما لفترة بكل حب وحنان وشغف ومودة, فسوف يكون أول زائر مكث معهما في أرضيهما كل هذه المدة.
،سترزقه الأم كل الحب والأمان ويعطه الأب كل الشجاعة اللازمة ومع بداية السن الذي ستكون فيه المشاكل يذهبا معه إلى جزيرته الخاصة ، يودعاه في جزيرته ويأقلمانه عليها ويأتي هو يزور كل واحد منهما بصفة دورية .
أعتقد ممكن أن يكون هناك ساحة كبيرة ,الجميع يتقابل ويتعارف فيها ,ويتصادمون فيها.
الجميع سيكون مزروعا فيهم الحب والحنان والشغف والمودة ,ومنعزلون بكل تلك الصفات الحميدة ,فلن يكن هناك سبب يزرع الضغائن ويسبب الحروب والتهجير وغيره مما يؤذي.
قد يصيح صائح: الوحدة! ستقتلهم الوحدة!
لا يا عزيزي فهم سيذهبون ويأتون ويتعاملون ولكن: لن يكن مطلوب من أحد أي شيء!
الجميع ستكون عنده القدرة لفعل كل شيء , غريزة البقاء ستتولى الأمر ,لن يطلب منك أن تكون أي شيء لتعمر الأرض يكفيك أن تعمر جزيرتك الصغيرة وكفى.
لن تكون مطالب بالكثير من الأشياء ,فقط حق الله ,وحق العباد في اللحظات الصغيرة التي تقابلهم فيها.
أعتقد سيكون الحب مضاعفًا لأن الأشياء من بعيد أجمل وكل الأشياء ستكون بعيدة عنا ,حينها سيكون الحب.
لعلك انتبهت أن الأم ستكون هي السبب في كل ذلك:
أم + وحدة + ثم طفل = تخيل كل الحب والعطف الذي سينتج!.
حقا تخيل أن تُفصل قبل أن تنمو المشاكل مع نبع الحنان, فسيدوم البر والحب والبذرة النقية!
تخيل أن تفصل عن العالم الذي بحالته الطبيعية مؤذي وشرس!
تخيل أن لا تملك غرائز تحمسك على أن تكون شيء مهم والتي يزرعها الكوكب بداخلك بحاجاته المستمرة!
تخيل فقط ألا تكون مطالبا بشيء, ولا تفعل شيء غير عبادة الله ,وفي نفس الوقت لن يكون اسمك كسولا ولا غَبِيًّا ولا منعدم القيمة!
فقط تشاهد السماء ليلًا ,وتقرأ القرآن ,تبتهل, وقلبك ينبض وينبض وفي حماسة للغد الذي هو مخصص لزيارة الأم مثلًا ,وبعده الذي ستجتمع فيه مع أصدقاءك, وبعده ستذهب لزيارة الأطفال الجدد في جزرهم الجديدة لتعلمهم قليلا ,ثم بعده هناك معلم زارك عندما كنت طفلا يحتضر فتذهب لتؤنسه في مرضه وغيره وغيره، كل يوم سيكون في حماس مستمر وقلب مستمر ينبض وينبض.
بالطبع سنعاني من التفكير المكثف إن قال أحدهم كلمة خبيثة_وهو احتمال ضعيف في كوكب مسالم_أو فراق أحد أو غيره, ولكن سرعان ما سنتداوى بسبب زيارة شخص لطيف أو بسبب مناعتنا التي سيخلقها الأنس بالله.
كمية الحب في هذه الفكرة الغبية جعلتني أدرك فائدة الأرض بشكلها الحالي:
إنه الاختبار وإنها الجنة المحفوفة بالمكاره!
اللهم أعنا وقونا فلا قوة لنا بدونك ولا حول إلا حولك ولا معين غيرك!
إنها صعبة وإني لأمةٌ ضعيفة وإنك الملك الغني فاقبلني ومدني بخيط نور منك، وأشهد أن إلا إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات