هنا أوشك العالم على الإنطفاء انقطعت عنا الحياة في المنتصف ؛ علقنا بين كينونة الوجود و محاربة الموت ، لولا المعجزات لهلكنا . [ أبريل | ألفين و واحد و عشرين]

حُبست في قبو به رائحة أثاث قديم و رائحة الوحدة أو شيئ يمتزج بينهما .

لا أكاد أُميز أبعاده أو موقعي وسطه لكُثرة الظلام الدامس فقد مرت مُدة لم تتسرب فيها خيوط الشمس الرقيقة إلى هنا عبر شقوق النافذة الرثة ..

حتى إنني نسيت كيف يكون شكل قوس المطر ، أو ماهي الطقوس المُعتادة لإحياء قدوم فصل الربيع . إني أقبع هنا بمُفردي منذ الشتاء الماضي ، أشعر بالضياع يتسلل لداخلي و اليأس ملتصق بجلدي علاوة على أن صور العالم الجميلة تتلاشى من مُخيلتي ، أسمعُ دوِي الأصوات خارجاً ولا أَستطيع تمييزها .. غريبةٌ هي حواسنا أحيانا تأبى مُساعدتنا على استرجاع قطع ذاتنا الضائعة .

إني أفقد السيطرة على ذاتي في هذا السجن ، و أكاد أُجن حين أدرك أن سجني الحقيقي هو " ذهني " ؛ جسدي صار صيحةً طويلة مُربكة لنفس مُحطمة تحاول بعسر جمع أشلائها بغير جدوى .

أستلقي وسط هذا الغبار ، لأرى ذكرياتي منثورة أمامي ؛ أسمعها و أعيها فأترجمها جملا و كلمات متفرقة أحفظها بها من التلاشي .

فلا مهرب من هذه العزلة سوى الكتابة .

سأنظر صوب المرآة للمرة الألف في محاولة قراءة وجوهي المتلبدة المتخفية خلف غبار هذا الزمن .

في محاولة العودة من جديد ، و الحياة مرة أخرى .

سأتشكل من الحروف بإدماني لعادة التدوين و الكتابة و سأتعاطي مراقبة النجوم ليلاً لصقل الجنون الذي يعتريني حالياً ؛ فلاطالما نجحت السماء في تهذيب ذاتي المتمردة .

إني أحاول بشدة مجابهة هذه الروح المُتجمدة ؛ إني أحاول بكل قوة سد الثغراتِ التي أحدثتها السنون في أيام العزلة

إني أحاول الهروب من نفسي رغبة في العيش قبل فوات الأوان ..

هذه العزلة ستقلتني .



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ذاكرة أحداث | الرميساء.ق

تدوينات ذات صلة