من المهم حقا ان نتكلم في الوقت المناسب حتى لا ننفجر في الوقت الخطأ..



عندما تسأل زوجين عن سبب الطلاق تلاحظ في كثير من الحالات أنهما يذكران أسباب لا ترقى أن تقال بأنها سبب وجيه للانفصال..

كأن يقول لك: بأنها لا تهتم بي..

و تقول هي بأنه لم يعد يحبني..

و انت تقف مذهولا لما تسمع، و ربما في قرارة نفسك قررت ألا تتزوج، و لا بد أن لسان حالك يقول "كيف يحدث هذا بعد كل تلك السنوات؟!!"

الحقيقة أعمق من هذا بكثير..

لطالما سمعنا المثل الشهير "الشعرة التي قصمت ظهر البعير"..

و هو معنى مجازي يُقصد به أن سببا بسيطاً أدى إلى توتر كبير بعد تراكم أسباب سابقة..

فنحن كما درسنا في التاريخ أنّ لكل ثورة أسباب قريبة و بعيدة..

الأسباب البعيدة هي سنوات الظلم و القهر و الاستبداد و الألم التي عاشها الشعب دون أن يحدث تغيير ..

و تظل الأوضاع تزداد سوءا إلى أن نصادف السبب المباشر او القريب..

و قد يكون أقلهم منطقية ، لكنه يفجر شرارة الثورة..

لماذا؟!

نحن نعلم ان عود كبريت صغير يتسبب في حرائق غابات كبيرة فعظيم النار من مستصغر الشرر..

لقد تراكمت الجراح و الندوب و الطعنات إلى أن نزفت نزفا لا يمكن إيقافه..

و هذا ما يحدث تماما في علاقاتنا..

الحدث الكبير هو مرآة للأحداث الصغيرة و التفاصيل اليومية..

ما يحدث داخل البيوت يحدث خارجها على نطاق أوسع و أشمل..

لذا من المهم جدا أن ننتبه إلى طريقة تعاملنا مع بعضنا و أن نعرف كيف نرمم علاقاتنا و متى نقطعها..

و هنا نأتي إلى مصطلح التفريغ او بلغة أخرى المصارحة..

في دراسة عن الحياة الزوجية تقول بأن أكثر الأزواج سعادة هم الذين يتشاجرون كثيرا _إلى الحد المعقول طبعا_ لأنهم يعبرون عن مشاعرهم و استيائهم و لا ينتظرون الانفجار العظيم..

من المهم حقا ان نتكلم في الوقت المناسب حتى لا ننفجر في الوقت الخطأ..

فالاسباب قد تتراكم إلى الحد الذي يجعلك تنفجر في أسخفها...

و هذا هو سبب تدمير كثير من العلاقات..

فلا بد لنا من جلسات الاعتراف بين الفينة و الأخرى..

فهي التي ستجنبنا الوقوع في مهاوي التفكك..

أجمل ما في العتابات أنها توضح الأمور و تكشف ستائر المجهول للطرف الآخر..

فكم من علاقة انتهت بسبب سوء التفاهم؟!!!

لماذا نكابر كل هذا؟!!

ألا يستحق أحباؤنا أن نعطيهم فرصتهم في الدفاع عن أنفسهم..

ربما تقاسمنا الصواب و الخطأ معا..

ألا نلتمس أعذارا؟!!

ألا يليق بأرواحنا أن تخرج خفيفة من الدنيا، ليس لها و لا عليها..

لا ظالمة و لا مظلومة..

فنحن نتصور أننا دائما على حق..

ماذا لو اكتشفنا أننا أخطأنا التقدير..

و أن للنفس آفاق و وديان و لعلهم كانوا في واد غير وادينا فأضعنا أنفسنا بتفريطنا و استخفافنا بسماعهم..

من منا لا يخطئ؟!!

من لا ينفجر فجأة من شدة الضغط عليه..

من لا يكابد قسوة الحياة و مشقتها؟!

من لا يرجو بيتا دافئا من دفء قلوب أصحابه...

من لا يريد قلبا يشع بالسلام الداخلي..

ترفق بمن حولك فكل منا يخوض معركته في هذه الحياة..



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هديل المصري

تدوينات ذات صلة