ما سر تلك الرواية التي يتحدث فيها الكاتب عن الحياة و الموت معا؟!
هل يوجد حقا فرق بين النَفَس و الهواء؟!
ما هذا العنوان المحير؟!
ما سر تلك الرواية التي يتحدث فيها الكاتب عن الحياة و الموت معا؟!
وضعتُ الكتاب شهورا على قائمة الكتب و لكن الغريب هو أنني عندما بدأت بقراءته أنهيته في يومين لانجذابي الكبير لواقعيته و حسن تعبيره و طريقة سرده..
بالإضافة إلى أنه لمس فيَّ جانبا عميقا عندما طرح الكاتب أسئلتنا الوجودية في الحياة..
إنها باختصار تتحدث عن مغزى الحياة..
و هو سؤال لطالما بحث الناس بجميع أطيافهم عن إجابته..
تحكي الأحداث قصة طبيب وصل لقمة المجد و عندما فتحت له الحياة أبوابها اكتشف إصابته بسرطان الرئة..
فيقف وقفة بين الحياة و الموت..
الأمل و اليأس..
الحاضر و المستقبل..
ليقرر فيما بعد أن يقف على قدميه و يكمل حياته كما كان يحب أن يراها..
فيكتب هذه الرواية ليضع فيها تجاربه و ما استخلصه منها و كيف أنه أصبح المريض و الطبيب بذات الوقت..
فهو طبيب يختص بجراحة الأعصاب و استئصال الأورام، تخرج قبل وفاته بقليل من جامعة كامبردج و هو أيضا خريج جامعة ستانفورد في العلوم الطبيعية و أدب الانكليزي ..
يتحدث الكتاب في النصف الأول عن علاقة الطبيب الإنسانية بمرضاه..
فكان كل من يأتيه يعاني من مرض عضال كورم أو سرطان فيقف حائرا كيف سيخبر المريض و عائلته بالأمر مع تجنب الصدمة النفسية قدر الإمكان..
إلى أن تم تشخيصه هو بسرطان الرئة..
و هو مرض لا ينجو منه عادة إلا 0.02 بالمئة من الأشخاص..
لحظات قاسية تتأرجح فيها القرارات و تضعف النفوس و تذهل العقول..
ليتحدث في النصف الثاني عن معاناته مع المرض و تقبله للأمر الواقع و استعداده للموت..
و يموت الطبيب قبل أن يكتب النهاية فتكملها زوجته التي تحدثت فيها عن فخرها به و وقوفها إلى جانبه في كل لحظة من مرضه و عنايتها به..
فالكتاب ينقل لنا معنى الحياة الذي وجده "بول" في نهاية المطاف، و الذي يريدنا أن نجده بأنفسنا..
هذا المعنى الذي يختلف من شخص لآخر..
و هنا لا بد من طرح الأسئلة الكبيرة..
ماذا لو كان أحدنا مكانه؟!
كيف سيفعل؟!
أو مكان زوجته التي منحته طاقة الحب للاستمرار فيما تبقى من حياته..
و أي الأمرين أقسى؟!
الموت الجسدي ام موت الروح بوداع أحبتها ؟!
لا ألم بعد الفراق..
و لا شيء محير أكثر من الموت..
و هل لغز الموت سيكشف لنا أسراره و يسدل عنها الستار قبل أن يأتينا ضيفا على حين غرة..
أم انه يبقى مجهولا إلى حين نعيش لحظته..
هل سنكون على استعداد له أم أنها لحظة حسرة و ندامة..
لغز سيبقى يطرق عقولنا إلى نكتشف الطريق إليه..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات