وردةٌ أهديتها لك، أهديتها لنفسي أولا.. ذبلت الوردةُ ولم تذبل تلك التي في قلبي
أظنُّ أن ما نصنعُه بحُبٍّ يَحيا فينا طَويلا..
ونجِدُ السلوىٰ بتذكُّره وإن رحلَت أسبابُه.
بكلماتٍ أقل تعقيدا، أعني أن ما تضع فيه جزءا من روحِك يلازمُك طيفُه حتى الممات..
لم يقل التعقيد بعد؟
حسنا..
قد تكونُ قارئا جيدا، تنغمسُ في الكُتُبِ وتُبحرُ في العلمِ والأدب وتجدُ في ذلك ما يشعرُك بأنك سافرتَ عبر الزمن،
تُرى، هل يزول عنك ذلك الشعورُ وإن حُجبت عنكَ كلُ الكتُب؟
قد تكونُ صديقًا مُخلصا، حبيبا وفيَّا
تُرىٰ، هل تفقِدُ لذةَ التوقِ لذلك الشعورِ النبيلِ بزوال شريكك سواءً برحيلٍ أو فراق؟
أعرفُ كثيرا من الفاقدين يستدعون المواقفَ دون ذكرِ كلمةِ "كان"، لا يفتأون يذكرونهم، معهم كظلِّهم.
إن الصورةَ التي نرسمها في أذهاننا عن المعاني، تظل راسخةً مهما عصفَت بنا الحياةُ وتبدلت الأشخاصُ أو الأماكن..
يظلُ المعنى هو بطلُ المشهد الذي لا يغيب..
تجلسُ في شُرفتِك فتتذكر، كم كنتُ أحب الرسمَ والقراءةَ والعِلمَ، والصداقةَ، والحُب..
رسمتُ مرّةً وردةً على كوبِ من زجاج كنتُ أضعُ فيهِ أقلامي للمذاكرةِ، أهديتُها لصديقتي فُلانة في درس الفيزياء.
ذهبتِ الوردةُ والزجاجةُ، وفلانة..
وحتىٰ قوانين الفيزياء لم أعد أتذكرها إلا قليلا..
لكنني لا زلتُ أؤمن بحُبي "للصداقة، والرسمِ والحبِ القراءةِ والعِلم"
لذا، صديقي اللطيف، الجالسِ على مقعدك في إحدى الشرفات بجار كوب الشاي الدافيء..
اختر جيدا، ما تضع جزءا من روحك فيه، وتمسك جيدا بمعنى ما تؤمن به، لأنه سيبقى هو جليسك، وإن رحلت الأشخاص والأسماء، والأماكن.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات