خطوات عملية وبسيطة لو مشينا عليها نقدر نكتسب نسبة كبيرة جدا من الحضور في حياتنا ونرجع نحس ونتفاعل مع الحياة من جديد.

خطوات تساعدنا نعيش كل لحظة زي ما هي بدون أحكام أو شروط ,فنقدر نشوف الحاجات الجميلة الي حوالينا والفرص الغير متناهية المتاحة في حياتنا,

نطلع من اللحظة أحسن ما فيها ,ونكون أحسن نسخة من نفسنا في كل لحظة جديدة.


الخطوات


قبل النوم

١. أسأل نفسي؟

أسأل نفسك أنت حاسس انك عايز تعمل ايه بكرا؟ ايه الحاجة الي حابب تركز عليها ؟ وايه الحاجة الي مقصر فيها؟ وايه الحاجة الي حاسس من جواك انك محتاج تعملها أكثر حاجة؟

الأسألة دي بننسي نسألها لنفسنا رغم أهميتها لأنها بتساعدنا نتصل مع مشاعرنا وقلبنا, ولما بنعمل حاجة احنا فعلا حاسينها وعندنا رغبة قوية من جوانا لتحقيقها, بنكون حاضرين ومتصلين فيها بنسبة أكبر وبنقدر نعملها بأحسان أكثر.


٢. تحديد قيم وأهداف اليوم ثم قائمة المهام (To-Do List)

في المعتاد بنكتب كل الحاجات الي عايزين نخلصها وننجزها ,بس مش بنكتب ليه؟ ليه عايزين نعمل الحاجات دي أصلا؟ في الأول السؤال دا ممكن يبان سخيف ,بس الي بيحصل اننا مع الوقت فعلا بننسي احنا بنعمل دا ليه...وتركيزنا كله بيبقي أننا عايزين نعمل الحاجات دي ونخلصها وبس

وعلشان كدا عايزين نجرب نعمل العكس!


مبدأيا تعالوا نقسم جوانب الحياة علي سبيل المثال والتبسيط ل٤ جوانب

الأحساس بالحياة ٣43162982000592984



بعد كدا هنحدد ايه الجانب الي محتاجين نركيز عليه بكرا؟ وايه المعاني الي حابين نحققها في الجانب دا؟

مثلا (أنجاز في العمل / أهتمام بالصحة / صلة رحم / معرفة الله,.......) ونحدد حاجة واحدة أو ٣ بالكثير أوي في اليوم

و تحديد اي هدف يكون عام جدا ولكن موجه في اتجاه تغذية جانب من الجوانب دول.


وفي حاجة مهمة جدا لازم ناخد بالنا منها أثناء تحديد الأهداف دي وهي أننا ننوي نعملها من مكان "عطاء" مش "أخذ"

لأن كل ما الواحد بيبقي همه ياخد وبس بيتعلق بالنتايج وبيتعلق بالأسباب وبيبقي دايما منتظر من الدنيا وعنده توقعات محددة وضيقة جدا,

لكن لما بيدي وبيغذي الجوانب دي من مكان عطاء بيدخل في حاجة أسمها "دايرة العطاء والأستقبال"

لما يكون هدفك ونيتك العطاء بأخلاص ,بتستقبل من ربنا دايما من سعة عطاء الله ,دا قانون كوني, ثق في دا وماتشغلش نفسك بالنتايج والتوقعات,

فمثلا وانت بتحدد هدف (أنجاز في العمل) خلي نيتك انه عطاء ,انت رايح الشغل وفي نيتك تدي وتنفع غيرك, مش بس رايح علشان تاخد مكان كويس في الشغل أو تاخد فلوس منه،

حتي الفلوس أسعي ليها بنية العطاء ،ان الفلوس دي بعد كدا هتبقي عطاء (لعيلتك، لتطوير مشروعك ،عطاء لنفسك ، عطاء للفقراء...الخ.)


فنزود كلمة "عطاء" قبل اي هدف , مثلا

عطاء x(أنجاز في العمل / أهتمام بالصحة / صلة رحم / معرفة الله,.......)


وبعد ما نحدد القيم والمعاني والأهداف الي حابين ندي فيها و محتاجين نحس بيها في حياتنا

هنبدأ نكتب قائمة المهام عادي جدا, وكل ما كان فيه ترابط وتناسق مع الأهداف الي حددناها يكون أفضل, ولو لأ عادي جدا مافيش مشكلة ... ولكن في العموم بيقي تركيزنا كله علي الأتجاه والأهداف والقيم الي حددناها

الفكرة ببساطة أن مش دايما هنقدر نحقق كل المهام الي علينا لأن الظروف مش مضمونة

ولكن الأهداف والقيم دايما نقدر نحققها ,بطرق لا محدودة ,سواء عن طريق المهام الي مخططين ليها أو عن طريق المتاح.



في بداية كل يوم


"When you arise in the morning, think of what a precious privilege it is to be alive ,to breathe ,to think ,to enjoy ,to love" Marcus Aurelius-

هنفتكر مع بعض خطوة تجديد النية وصدق التوجه لله الي أتكلمنا عنها في تدوينة "قِبلة القلب" لأنها مهمة جدا وهنحتاج دايما نعملها

٣. تجديد النية

(يارب ساعدني إن كل حاجة أعملها النهاردة تكون خالصة ليك وإن كل حاجة أعملها تكون بصدق، وأني أتعرف عليك في كل حاجة وأعبدك في كل حاجة وأكون لك كما تحب وترضي)

وهنضيف عليها تجديد النية (بالأهداف الي حددناها قبل النوم)



٤. إبعاد كل مصادر التشتيت

يعني مثلا نبعد الموبايل عن مكان تنفيذ المهام ,نلغي ظهور الnotifications في بعض الأوقات أو مثلا نقفل الموبايل واحنا قاعدين مع الناس الي بنحبهم , ونتجنب فعل أي شيء مش ضروري أو مش في وقته



*كل الي فات دا كان تجهيز وأستعداد.....ودلوقتي هنبدأ الخطوات الي هنعملها خلال اليوم

أثناء اليوم

في حاجتين غالبا بيكونوا هم السبب انهم يخرجوك من "الحضور" وانت بتقوم بأي عمل وهم (التشتيت أو المشاعر المزعجة) ,الأثنين دول بيفصلوك عن اللحظة...هنشوف ازاي نتعامل في كل حالة منهم:


في حالة التشتيت

١. التنفس العميق

التنفس العميق هو مفتاح الحضور, والجميل أنه بسيط وسهل نعمله في اي وقت ولكن فيه سر عجيب وله تأثير فعال !


"Unexpected change is like a breath of fresh air, a little brisk at first, but magic for the body and soul. Susan Wiggs, 'Just Breathe', 2013-
Breathe. Let go. And remind yourself that this very moment is the only one you know you have for sure. Orpah Winfrey-

٢. الأتصال

خد نفس عميق وافتكر انت ليه بتعمل دا؟ أفتكر وأتصل بالغاية والهدف

أتصل بمصدر أكبر:أتصل بالله ,وأتصل بالمعني الأسمي الي ورا الي بتعمله دا, معني يكون مهم بالنسبالك ولكيانك ومرتبط برسالتك.


٣. أنتباه الحواس

بعد ما أخدت نفس وأتصلت بالغاية والهدف, خلي كل حواسك تنتبه ,حِس برجلك علي الأرض ,خلي ذهنك ينتبه للي بتعمله , وبصرك وسمعك...الخ.

دا بيساعد جدا أنك ترجع تكون حاضر في اللحظة وتسترد تركيزك من أول وجديد.


لو الشيء الي فصلك عن اللحظة كان تشتيت ,فهو دا بس المطلوب منك تعمله (أتنفس, أتصل, أنتبه بحواسك) أبعد اي تشتيت أو أي فكرة عارضة وكمل الي بتعمله ثاني.


في حالة الأنزعاج وعدم الراحة

ودا ممكن يكون شعور عدم تقبل أو عدم أكتفاء أو رغبة في المقاومة والتحكم, ممكن يكون شعور ضيق أو سخط من الأحداث أو أي صندوق من الصناديق الفكرية الي أتكلمنا عنها قبل كدا ,أو أي شعور مزعج وبيخرجك عن الأندماج مع اللحظة ,في الحالة دي هنعمل كالآتي,


١. التنفس العميق

مفتاح الحضور, وأول خطوة دايما,

٢. الأتصال

الأتصال بمصدر أكبر: الأتصال بالله الكافي, ونفتكر معني الأكتفاء بالله الي أتكلمنا عنه قبل كدا, أن كل لحظة كاملة و مكتفية بوجود الله فيها ووجود أسمائه وصفاته فيها, وأن كل صفة من صفات ربنا بتقابل أحتياجات من أحتياجات البشر وبتملاها وبتشبعها, وأن كل لحظة فيها كل الي محتاجينه وربنا سبحانه وتعالي بيمدنا بكل الي محتاجينه أول بأول.


وممكن مع كل نفس داخل وكل نفس خارج نربطه ب (More of /Less of) يعني (نقلل الشعور المزعج دا ونخرجه مع كل نفس خارج, ونزود بداله الشعور المقابل ونستمده من الله)

فمثلا مع كل نفس داخل ..."تقبل ورضي أعلي"...ومع كل نفس خارج "مقاومة أقل"

مع كل نفس داخل..."أطمئنان وثقة بالله أكثر"...ومع كل نفس خارج "قلق و توتر أقل"...وهكذا


٣. أنتباه الحواس

بعد ما أخدنا نفس وأتصلنا بمصدر أكبر , هنبدأ نرجع واحدة واحدة بكل حاسة من حواسنا في اللحظة وننتبه لكل حاجة حوالينا ,

٤. المراقبة بدون أحكام

هنبدأ نراقب كل حاجة حوالينا كأننا برا الموقف... نراقبه زي ما هو بالحلو , والوحش ... من غير ما ننقد حاجة ومن غير ما أفكارنا ومشاعرنا تتحكم فينا, الهدف هنا هو ملاحظة كل شيء حوالينا ,من غير ما نخلي مثلا شعور سلبي يغطي علي حاجة حلوة , لا عايزين نحاول نشوف كل حاجة

٥. تغيير مسار التركيز

بدل ما نركز علي الحاجة الي مش بأيدينا ... هنركز علي الي في أيدينا

بدل ما نركز في ايه الي ماعرفناش نعمله ... نركز في الي نعرف نعمله دلوقتي ويكون تأثيره أيجابي ونافع

بدل ما نركز علي الي احنا عايزينه ... نركز علي الي ربنا عايزه ومراد ربنا مننا والي الموقف دا بيطلب مننا نعمله

بدل ما نركز علي الشيء السلبي ... نركز علي النعم ,علي الفرص والأبواب المفتوحة

بدل ما نركز علي الحاجات الي بتخلي اللحظة مش ميثالية... نركز أزاي اللحظة دى ممكن نطلع منها أحسن حاجة ممكنة ونركز أننا نعمل أحسن حاجة نقدر عليها.


في اللحظات اللي الإنسان بيعرف يرتقى بفكره وقلبه ونفسه فوق مساحة التوتر والهلك والهري والمقارنه والتوقعات والجلد بيلاقي ويقابل مساحة ثانيه خالص كلها وسع وبراح وخير وفرص ورزق وبركه. مساحة نفسيه داخلية بس تأثيرها على الحضور والأداء العملي في الواقع سحري Rania Abu Rabia-


الدنيا عاملة زي أمواج البحر ,ماتقاومش الموج ولا تقاوم طيار السحب ,علشان ماتتعبش ...سيب نفسك للمياة وأطمن ,ربنا بحره واسع

وفي نفس الوقت كل موجة بتيجي لازم تعرف تستقبلها وتستقبل الي جايلك معاها ,وتعمل المطلوب منك مع كل موجة.


مش معني التسليم أننا نقعد مانعملش حاجة ...لازم نخطط ونسعي ولكن من غير ما نتعلق بالنتايج ومن غير ما نبقي عايزين نتحكم في مجري الأحداث

التوازن مطلوب دايما في كل شيء

وأحسن توازن هو التوازن بين "الأحسان" و "التسليم" ... انك تعمل أحسن ما عندك لوجه الله وأبتغاء مرضاته وبعد كدا ترفع العمل دا ليه وتسلمه لأيد ربنا ... والي في ايد ربنا ماينفعش لا نخاف عليه ولا نقلق ... الي عند ربنا خير وزيادة وبركة.

{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ}


يا صديقي الجميل, التسليم الذي يسير به كلُّ شيء في الكون هو أن تسعي من دون أن تنشغل بالنتيجة, أن تدرك مَنِ الصانع الحقيقي في هذا العالم,وتعرف أنك أداته. الأداة لن تشغل نفسها بالنتيجة التي ينوي الصانع الوصول إليها, ولن تتوقَّف عن العمل اعتماداََ علي وجود الصانع, ذلك أنه إذا توقَّت الأداة عن فعل شيء توقَّف الصانع أيضًا. الأداة يجب أن تعي ذلك وتعمل علي أساسه ليأتي العمل متوهِّجًا, ويدوم. "رواية سلام" -أحمد عبد المجيد
"التسليم ترك التدبير، والاختيار بالسكون تحت مجاري الأقدار، فيرادف الرضا على الحد الأخير، والرضا أعظم من الأولين. وقيل: الرضا يكون عند النزول، والتسليم قبل النزول، وهو التفويض بعينه، فبدايتهما بالصبر والمجاهدة، ووسطهما بالسكون مع خواطر التبرم والكراهية، ونهايتهما بفرح وسكون مع عدم التبرم." -ابن عجيبة

-------------------------

*تدريب الحضور (Mindfulness Practice)

الدراسات العلمية أثبتت أن تدريب الحضور بأنتظام بيحسن من الصحة النفسية والجسدية بشكل ملحوظ

,محاولة الحضور الدائم في العبادات بيساعد للوصول لنفس النتيجة وأحسن , ناخد مثال علي دا

تدريب (الحضور أثناء الوضوء) للأستعداد للصلاة وللشعور برحمة ربنا وعفوه أنه جعل لينا الوضوء طهارة مش بس للظاهر كمان للباطن وتكفير للسيئات بين كل وضوء والثاني ...عملية تطهير وتنقية

قال رسول الله ﷺ : "إذا توضأ العبد المسلم، فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه، مع الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كانت بطشتها يداه مع الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء، حتى يخرج نقيًا من الذنوب" رواه مسلم.

ولما نكون حاضرين ونستشعر المعني دا ,هيفرق معانا جامد سواء في الحضور العام في حياتنا أو كمان هيساعنا علي الحضور في الصلاة والعبادات , ونرجع لأصل معني الحضور وهو دوام حضور القلب مع الله.


*ذكر : لا حول ولا قوة الا بالله

بيساعد جدا علي التسليم, وأننا دايما نتبرئ من أوهام حولنا وقوتنا الي حول الله وقوته

نتبرئ من علمنا الي علم الله {سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا}

,ومن فعلنا الي فعل الله {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}

,ومن إرادتنا الي إرادة الله {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}

,ومن تدبيرنا الي تدبير الله {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}

,ومن ما بين أيدينا الي ما عند الله {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ}


الحضور والتسليم شيء مريح جدا لأبعد الحدود, وبيملا القلب طمأنينة وسكون

يلا كل حد فينا يختار خطوة أو أثنين وياخد قرار يبدأ يطبقهم .وياخد قرار يزود الحضور في حياته ويحس بالحياة أكثر .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات من القلب للقلب

تدوينات ذات صلة