الإنسان أسير الإحسان، لكن لا تجعل هم رد الإحسان ينسيك أولوياتك وأن لك حياةً مستقلةً تستحق منك التأني في اختيار ما تبذله لذلك

للمرةِ الألفِ أو ما يقاربها،

أمسك بنفسي متلبسةً أمام أحد المفاهيم التي تختلط عليّ دون وعيٍ منّي..

أبالغ أحيانا بشعور الامتنان، أبالغ به تقديرا لما يفعله الآخرون، أو تذكيرا لهم بأنكم جميلون حقا.

أو..

تذكيرا لنفسي بالعرفان..

كل ذلك ليس بالشيء السيءِ مُطلقا..

إنما السوءُ فعلا في داء المغالاة والتباس الرؤىٰ..


قديما، كنت أتفكرُ في معنى:

"إذا زاد الشئ عن حده، انقلب لضده"

ويصحبني رفيقي الـ Over thinking عبر طرقاتي ذهابا وإيابا..

أمرر كل القيمِ على عقلي وأتصور أثرها إذا زادت عن حدها، منها ما أدركته، ومنها ما شرحته لي الأيامُ والتجارب..


إن الإنسانَ أسيرُ للإحسان، وهنا أعني الإنسان الذي يشعر، لا الكتلة من الجمودِ والجحود..

لطالما آمنتُ بذلك المبدأ، حتى صار إحسان الآخرين ثقيلا أحيانا على قلبي، لأني لا أراه إلا قيدا، وأسراً حقيقيًا..


وهنا كان مسرح الجريمة، يحسن إليك أحدهم، فتمتنّ، وتحاول أن تسخر حياتك له ردا لذلك العرفان!

حياتك بأي معنى؟

قراراتك؟

اختياراتك الشخصية؟

راحتك؟

هنا يلتبس الأمر عزيزي القارئ!

إن الحدود الشخصية أمان الواحد منا، وإن كنا دوما في حالة بحث عمن نكسرها لأجله، ويال عبثية ذلك التصور!


إن مركزية الاختيارات والقرارات الشخصية وترتيبها وفقا لقاعدة..

الله

انا

الاخرين

لهي صمام الأمان لحفظ قواك العقلية والنفسية.

فلو تعارضت كل أولوية مع التي تسبقها، وقع الاختيارُ على الأولى لا الثانية، مهما كانت العواقب.

ولو جازفت، سترجع في كل مرة خالي الوفاضِ إلا من الحسرات!


من يحبنا بصدق، يرانا كمان نحن، يفضل راحتنا على شقائنا، يترك لنا المساحة كي نكون نحن، لا كما يريد وينتظر..

إن من يحبنا، يشاركنا الطريق، لا يضع لنا إشاراتٍ للانحراف يمينا ويسارا ظنا منه بأن في ذلك النجاة..

وإننا ولا بد أن نفرق بين رد الإحسان بالإحسان، ورده بجزء من روحنا، وقتنا، نفسياتنا.

وألا نحزن إن اخترنا أنفسنا أو أحببناها، إذا تعارض ذلك مع أهواءِ من قدموا لنا عونا يوما ما..

وإن من يحسن، يجب ألا ينتظر نظير الإحسان يوما..

وأخيرا، علينا اختيار أنفسنا فيما لا يضر غيرنا، وعدم الندم على ذلك أبدا

ولا أن نظل رهن جلد الذات الأعوام بسبب موقف اخترنا أن نكون فيه نحن، فقط نحن.

وإن الحياة لا تتسع لذلك النزيف من الأعمار والمشاعر.

وأن نظل نمتن ونقدر، ونكون أسرى للإحسان، لكن!

أسرٌ بطواعيةٍ وتعقّل.


أسرَ شرفٍ، لا أسر ذل وقيد..










ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات "فتاةُ الأقحوان"

تدوينات ذات صلة