ألا تنتظر كثيرا في ساحة المعركة مكتوف اليدين، وأن تكون الفاعل لا المفعول، وأن تكون أنت السلام لنفسك ولمن حولك، فذلك من حسن التصرف، وأقرب للسلام..

صالحت بيك أيامي، سامحت بيك الزمن..

وكما قيل لياسمين التي من حلَب..

لعينيكِ سامحتُ هذا الزمان، وكنتُ عليه طويلَ العتب..

بصراحة، لن أنكر أن إعجابي لا زال قائما بذلك المعنى..

خصوصا، لعينيك..

أن تجد شخصا يصالحك على نفسك، على الدنيا وما فيها، وعلى الزمن..

فذلك غاية المنى، وعين المراد..


لكن، ماذا لو لم تجده؟

هل ستظل تصارع الدنيا، والناس،

و نفسك؟


أظن أنه لا يجبُ أن تكون هناك واسطة بين المرءِ وأيامه، ولا بينه وبين نفسه..

أن يعرف كل شيءٍ على حقيقته، حقيقته المجردة..

ثم يبدأ رحلة التقبل..

أن تتقبل نفسك والدنيا بطبعهما الناقص الذي فطره الله هكذا ناقصا، فذلك مِن ضروريات العيشِ في سلام..

أن تصحَب نفسك في رحلة حياتكَ كبطلٍ، لا ككومبارس، أو كضحية، أو ربما..

عدو!

فذلك سيسهل عليك الأمر حتما..

ثم ماذا لو جاء الذي يصالحنا على الزمن، ألن يكون ذلك أروع إن كنا مع الزمنِ في معاهدة سلامٍ، ثم يأتي من يجعل الأمور أكثر سكونا واطمئنانا؟


ألن يكون ذلك أفضل مما لو تركنا نتصارع حتى يستنزف الجزء الباقي منا، فلا يستطيع أن يتصالح مع من يدخل حياتنا من جديد أصلا؟


وماذا لو كنا نحن سفير السلام الذي يصالح الناس على الحياةِ بعد أن وجد سبيله لذلك أولا؟

صالحت بيك أيامي، سامحت بيك الزمن..

لا أنكر حبي ذلك، لكني سأعمد لأن أكون الوسيط، لا أحد أطراف النزاع..






ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات "فتاةُ الأقحوان"

تدوينات ذات صلة