منذ عصور والإنسان يحلم بالعودة بالزمن للوراء، ويبقى السؤال حائرا ماذا تفعل لو عاد بك الزمن للوراء ؟

- فكرة غريبة بدأت تسيطر على تفكيري ، لا تتركني لحظة واحدة ، ماذا لو عاد الزمن ؟

- وهل يعود الزمن يا ابنتي ؟ اتركي هذه الأفكار جانبا ، فهي تسلب منك الوقت والجهد ، تجهد تفكيرك بلا فائدة .

- ولكنه شعور جميل ، أحاول ترتيب الأحداث ، أتقصى وانبش في الذاكرة علي أعثر على اللحظات الحاسمة والتي يمكن أن يحدث تغييرها أثرا حقيقيا ، تخيلي مثلا أن أعود عشر سنوات للوراء ، استيقظ لأجد أن ما عشته خلالها كالحلم ، وأنني أستطيع أن أتفادى كل الأخطاء التي أوصلتني لما أنا عليه اليوم ، سأعيد ترتيب الماضي وكأنني أرتب حجرات البيت ، سأمضي على لحظات الحزن بسرعة وألتهم لحظات الفرح التهاما ، سأشيح بوجهي عن بعض الأشخاص فلا أسمح لهم بدخول حياتي ، وسأهتم بأخرين سقطوا مني في متاهات الحياة ، سأهتم بنفسي أكثر ، أطلق الضحكات ، أقدم السعادة والفرح لكل من أعرفهم ومن لا أعرفهم .

ياه كم هو جميل هذا التصور ، يشعرني بالسعادة .

نظرت لي بنظرة فيها اشفاق وتعاطف ولم تتكلم ، ثم أطلقت تنهيدة حارة وتحركت من مكانها وتركتني أصارع الفكرة وحدي .

لا يهم ما دامت هذه الفكرة تحوم في عقلي فلا بد لي من الاتحاد معها حتى يمل أحدنا من الأخر فإما أن تتركني وشأني أو أتركها أنا فلا فائدة منها ، وحتى يحين ذلك الوقت سأحاول معها ، إن لذة التفكير في الموضوع تكمن في استرداد ما لا يرد ولو لبضع ثوان فقط ، وكما هو الحال في كل الأفكار المجنونة فإنها سلاح ذو حدين ، تعطيك حلاوة اللقاء ومرارة الفقد في نفس اللحظة ، فلا تدري هل هذه الإبتسامة التي على وجهك ابتسامة فرح أم ابتسامة غيظ ، ولكن لا يهم يكفيني شرف المحاولة .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

شكرا لك ولمرورك 🌺🌺
Hafid

إقرأ المزيد من تدوينات قلمي / عبير الرمحي

تدوينات ذات صلة