دراسة جديدة:معظم حميات إنقاص الوزن الرائجة أثبتت فشلها؟فماهي عوامل نجاح وفشل الحمية الغذائية؟وماهو تأثير اليويو؟ولماذا نقصان الوزن ليس علامة لنجاح الحمية؟

تأثير اليويو العرض المخيف للحميات

تعد زيادة الوزن بعد التوقف عن اتباع حميات التنحيف القاسية ومخفضة السعرات الحرارية من أكثر مايواجه متبعي هذه الحميات، وقد يبدو للبعض أنه عرض طبيعي، إلّا أن ظاهرة تأرجح وزن الجسم بين الزيادة والنقصان والتي يطلق عليها مصطلح تأثير اليويو أو دورة الوزن (weight cycling)، هي حالة تستدعي القلق وتدخل متخصص لعلاجها، فقد تم تشبيه هذه الحالة بحركة لعبة اليويو التي تُقذف للأسفل ثم ترتدّ إلى مكانها التي انطلقت منه باقية في حركة رتيبة بين الصعود والهبوط، بحيث لايستجيب الجسم لأي من الحميات الغذائية لإنقاص الوزن، وإنما تكون ردة فعله معاكسة فيزداد الوزن بدلاً من أن ينخفض.


دراسة جديدة: معظم حميات إنقاص الوزن الرائجة أثبتت فشلها:

إن تجنب تأثير اليويو هو أحد الأسباب الذي يدفع بالأخصائيين للتحذير من حميات إنقاص الوزن الرائجة والمنتشرة بكثرة في الإعلام والمجلات والانترنت، فقد أثبتت دراسة جديدة أن الحميات المشهورة والرائجة غير مجدية على المدى البعيد، حيث تفقد تأثيرها بعد مدة، وقد اكتسب متبعوا هذه الحميات جميع الوزن الذي خسروه بعد مرور 6 أشهر على اتباع الحمية، بالإضافة إلى أن بعض الحميات مثلما تخبرنا الدراسة كان لها أثر سلبي على الصحة، لافتقارها لعوامل أساسية لازم للمحافظة على الصحة الجسدية.


نقصان الوزن لايعد علامة نجاح:

من المؤكد أنك مررت على بعض العنواين الجذابة مثل "اخسر 10 كيلو في شهر واحد" أو "اكتشف كيف وصلت لوزني المثالي في شهرين"، وربما من المفاجئ للقارئ أن أي أحد يستطيع تخطيط حمية لإنقاص الوزن لعدم صعوبة ذلك، فبمجرد إنقاص الحريرات التي تحتاجها وتناولك لكميات من الطعام أقل مما يستهلك جسدك من الطاقة؛ حتى لوكان نظامك الغذائي عبارة عن بيتزا وحلويات فقط، فخسارتك الفورية للوزن هي نتيجة مؤكدة.

إذاً لماذا تعد غالبية حميات التنحيف فاشلة؟ أليس الهدف إنقاص الوزن؟

عوامل نجاح وفشل الحمية الغذائية

ولوكان الأمر بهذه البساطة لتخلصنا من مشاكل السمنة إلى الأبد مع كثرة الحميات وتنوعها، ولكن ولأن جسد الإنسان يحتاج للغذاء قبل الحريرات والطاقة، فإن خفض استهلاك الطاقة أو إنقاص الحريرات لا يعد العامل الأهم في عملية إنقاص الوزن و الاستمرار بالحمية وسهولة تطبيقها، وإنما نوع الطعام الذي نستهلكه.


فما هي العوامل التي تجعل الحميات الرائجة غير مجدية؟


إلغاء أحد العناصر الغذائية:

يحتاج جسم الإنسان لمجموعة من العناصر الغذائية المهمة لكثير من العمليات الحيوية، وهي النشويات والبروتينات والدهون بالإضافة لعناصر أخرى ضرورية، وأي حمية تفتقر لأحد هذه العناصر أو لعدد منها، ستكون صعبة التطبيق وستؤدي إلى تراجع الصحة الجسدية وحتى النفسية.


انخفاض السعرات الحرارية:

ليستطيع الجسم القيام بوظائفه الحيوية المعتادة كالوظائف التنفسية والحركية والعصبية والهضمية..الخ، يحتاج إلى حد أدنى من الطاقة التي نحصل عليها من الطعام، ولذلك ينصح معهد هارفارد الطبي بعدم اتباع أي حمية تحتوي على أقل من 1200 حريرة للنساء و1500 حريرة للرجال، واتباع حميات التنحيف التي تقل عن الحد المسموح به يجب أن يكون تحت إشراف مختص بالتغذية العلاجية.


نوعية غذاء رديئة:

فاختيار نوع الغذاء الصحي الغني بالعناصر الغذائية ضروري لإمداد الجسم بما يحتاج وللشعور بالرضا و بالشبع لأطول فترة ممكنة.


خسارة الكتلة العضلية:

إن خسارتها تؤدي لتباطؤ عملية الاستقلاب وبالتالي بطء عملية حرق الدهون، والذي يؤدي بالتالي إلى زيادة الوزن، ويعود ذلك إلى خسارة الوزن بشكل سريع أي خسارة الدهون والكتلة العضلية معا، فكثير من هذه الحميات تركز على خسارة الوزن فقط دون التركيز على بناء الكتلة العضلية أو المحافظة عليها, وسبب إهمال بناء الكتلة العضلية على غالب الظن هو إلى أن بناءها يحتاج إلى فترة أطول من الالتزام ولحميات مدروسة ومتابعة مستمرة، مما يصعِّب من تسويق تلك الحميات، فهي أقل جاذبية للراغب في إنزال وزنه بالمقارنة مع جاذبية حميات الأسبوع والشهر.


أهداف غير واقعية:

إن وضع أهداف صعبة التحقيق أو مستحيلة في بعض الأحيان وغير منطقية كخسارة عشرة كيلو من الوزن في شهر، يجعل الالتزام بالحمية أمراً صعباً غير قابل للتطبيق، عدا عن مشاعر الإحباط والفشل نتيجة عدم خسارة الوزن المطلوب.


عدم تغيير العادات والسلوكيات الصحية والغذائية الخاطئة:

والتي تتمثل بتناول الطعام بدون وعي، والاعتماد على الوجبات السريعة، أو تناول الحلويات بكثرة وغيرها من العادات الغذائية الخاطئة التي تحتاج لوقت طويل حتى تتغير ويبدلها الإنسان بأخرى صحية، وذلك لأنها عادات قد نشأ عليها منذ الصغر أو مارسها لسنوات طويلة وبالتالي سيعود لممارستها بمجرد التوقف عن اتباع الحمية المؤقتة، والنتيحة هي الوقوع في دوامة زيادة الوزن ونقصانه.


عدم ملاءمة الحمية الغذائية للفرد:

فلا يوجد حمية غذائية واحدة تناسب الجميع، وكل شخص يختلف في حالته الاجتماعية والمهنية والمَرَضية، ويحتاج لحمية خاصة به تناسب نمط حياته، لذا حمية صديق أو زميلة أضهرت نتائج مبهرة ليس بالضرورة أن تعطي ذات النتائج مع شخص آخر.


تجاهل الجانب النفسي:

وهو الجانب المهمل في غالب الحميات الغذائية، فللحالة الشعورية والنفسية لمتبعي الحمية الغذائية ارتباط كبير في مدى نجاح عملية إنقاص الوزن، فالأخصائي يساعد المراجع في التعامل مع حالات الجوع العاطفي، أو هجمات الجوع الشديد، وفي التخلص من التوتر أو مشاعر الحزن أو الدونية أو الشعور بالذنب أو سيطرة مشاعر الإحباط والفشل عليه و التعامل مع ضعف الإرادة، وهي أسباب تشكل حاجزاً صلباً يقف عائقا في طريق إتمام الحمية والالتزام بها.


إلغاء مرحلة تثبيت الوزن:

هذه المرحلة لاتقل أهمية عن إنقاص الوزن وهي مرحلة صعبة ومجهدة تحتاج للمتابعة مع أخصائي التغذية وتقديم الدعم اللازم والمناسب لهذه المرحلة، لأنها قد تكون مرحلة طويلة تمتد لسنة وأكثر حتى ضمان عدم العودة لزيادة الوزن مرة أخرى.


كثرة الممنوعات وصعوبة التطبيق:

كالحرمان من الأطعمة المحببة، أو فرض أطعمة في النظام لم يعتد عليها متبع الحمية، بالإضافة لوضع أهداف تحتاج لميزانية عالية كالالتزام برياضة معينة أو وجود مدرب شخصي أو اختيار مواد غذائية أو منتجات تنحيف باهظة الثمن.


لايمكن اعتمادها مدى الحياة:

إن من أفضل الحميات المتفق عليها من قبل الأطباء والمختصين هي الحميات القابلة للتطبيق مدى الحياة، والتي تتسم بعدم الحرمان وتناول جميع أنواع الأطعمة باعتدال.


الحجر الأساس للحمية الغذائية:

تشير جمعية الغذاء الألمانية إلى ضرورة توافر ثلاث عناصر في الحمية الغذائية للحصول على نتائج مرضية، وهي المتمثلة في التالي:

1. تغيير النمط الغذائي إلى نمط صحي متوازن.

2.زيادة النشاط البدني.

3.وتغيير السلوكيات الغذائية والصحية الخاطئة.

ويجب أن تكون الحمية ملائمة للشخص بحسب حالته الاجتماعية والمهنية والنفسية، لا أن يلائم الشخص نفسه للحمية التي يتبعها، فعملية إنقاص الوزن عملية مجهدة نفسياً وجسدياً تمر بالكثير من المراحل التي قد تمتد لسنوات، فإن كنت تعاني من مشاكل في استقرار الوزن سيساعدك الطبيب أو مختص التغذية والصحة في اختيار الحمية المناسبة لك، وتغييرها بتغير الظروف إن دعت الحاجة، وهذا ما يجعل من الصعب وجود حمية غذائية مناسبة للجميع، وتشير كثير من الدراسات الحديثة إلى أن أفضل الحميات هي الحميات الفردية،

تقول سوسانا فيسنر الخبيرة في البدانة المفرطة: أن مفتاح نجاح حميات إنقاص الوزن هو"الفردية"،" إن النظام الغذائي المصمم للشخص بحسب حالته، والمراعي لحاجاته في جميع النواحي، هو النظام الوحيد الذي ستجني ثماره على المدى البعيد".




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

فعلا ما كتبتيه هو اهم العوامل لنجاح عملية انقاص الوزن وعن تجربة

إقرأ المزيد من تدوينات هبة البغدادي البارزي

تدوينات ذات صلة