"إنه أنا يا رب ذلك الكائن الضعيف المخلوق من طين وماء في كون كبير..؟"

في يوم خميس آخر ديسمبر ، كنت ذاهبة إلى العمل ، وفي كل صباح أمر على بحيرة ماء صافية في ذلك الصباح وأنا أنظر إليها بكيت ثم نظرت إلى السماء بصمت وبكيت بدون كلمة بدون ما أدعو

لأنني كنت أمر بظروف طارئة تضغطني نفسيا وما عدت قادرة على إيجاد كلمات لأرسلها للسماء

وصلت إلى عملي وكالعادة نفصل مشاعرنا أو أي ظروف شخصية تماما في عملنا ونصبح إنسانا روتينيا..

في ذلك اليوم، الكهرباء فصلت في العمل وأخبرونا أن هناك عطل لن يصلح اليوم.

وكل زملاء العمل غادروا بالطبع والمكاتب أصبحت فارغة أنا الوحيدة التي كنت في مكتبي وقسم آخر في آخر الطرقة.

فتحت نور كشاف هاتفي أنهي بعض إجراءات العمل المتراكمة وإذ فجأة وجدت رجل في الستين من عمره يدخل مكتبي واقفا على الباب فجأة فأنا نهضت من مكاني مفزوعة خفت منه لأنني وحدي في المكان

قال لي:"يا أستاذة وناداني باسمي"

قلت له بوجل: " نعم.. حضرتك تريد شيئا؟"

قال: "لا أنا لا أريد شيئا جئت أسلم عليكِ ألا تتذكري من أكون؟

جئت إليك مرات قبل ذلك واليوم مررت عليك لأخبرك شكرًا على كل ما فعلتيه معي سابقًا ولأدعو لكِ .. الله يكرمك مثل ما أكرمتني وييسر لك مثل ما يسرتِ لي أموري ربنا يكثر من أمثالك.. ويسهل عليك زي ما سهلتِ عليّ"

وأنا متجمدة مكاني لا قدرة لي على الرد صامتة تماما لأني لا أتذكر ذلك الراجل.. ولا أتذكر بماذا ساعدته؟ ولا ماذا فعلت له ليأتي لي مخصوصا إلى مكتبي يناديني باسمي بوجه ممتن من ثم يدعو لي دعوة تربط على قلبي..

وجهه كان ممتنا لدرجة رهيبة أرهبت قلبي وجعلتني لا أستطع الرد وهو يرحل..

وسؤال يتردد على عقلي..

ماذا فعلت له؟

حين غادر جلست مكاني ووضعت رأسي بين يدي وبكيت

ظللت أحس بشعور مطمئن ودافئ يغمرني رغم أني لا أتذكر أي خير قد صنعته! ظللت هكذا لأيام ولليالي بذلك الشعور المرتاح وكأن كل الضغوط قد ذهبت أدراج الرياح وكأن شيء ثقيل انزاح من قلبي!

فأنا ممتنة جدا لذلك الذي فوق السماوات يبصرنا.. ممتنة جدا لمعجزاته الصغيرة التي تحدث لنا وقد لا ندرك أنها معحزاته الخاصة بنا..

ممتنة إنه يعرف كل خير فعلته حتى لو أنا نسيته ممتنة إنه موجود يسمعنا حتى لو لا نتكلم حتى لو ننظر إلى السماء بصمت عاجزون عن الدعاء.. ممتنة أنه يسمع صوتنا الداخلي

أنه رحيم جدا بنا في أحلك الأوقات.. وإن كل الظروف القاسية التي نمر بها هي طريقنا له الذي يصلنا إليه.. لنبحث عنه من جديد ونستند عليه

"إنه أنا يا رب ذلك الكائن الضعيف المخلوق من طين وماء في كون كبير لا قوة لي إلا بك؟.. إنه أنا يا رب بفطرتي الخالصة أبحث عنك لأجدك في كل مكان وفي كل وقت.. لم تجعل لنا بلدا معينة لندعوك فيها ولا وقتا معينا لنرسل لك دعائنا وصوتنا..

يكفي أن نرفع يدانا للسماء لتسمعنا وأن أشعر بك بقلبي.. أنا شاكرة وممتنة لكل معجزة تغمرنا بها ولا أريد أن أنسى صنيعك معي"

..

"

🌼

🍁 fardiat

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

حبيبة القلب صديقتي المزهرة ♥️

إقرأ المزيد من تدوينات 🍁 fardiat

تدوينات ذات صلة