حين تبني شخصا سويا ولطيفا تقدمه لهذا العالم-. ♥️🌼
لم يُكتب لي أن أكون أمًا بعد، لكنني خضت تجربة مفاجئة أن أكون أما لطفلين شقيين جدًا.. دون مقدمات لأمر طارئ خارج عن إرادة الجميع تركتهما أمهما لي وسافرت للخارج
بداية من الوادع في المطار وهي تمسك بيدي وتكرر كلمة : "عيالي.. عيالي أمانة"
تجتمع الدموع في عيني ويرتعش قلبي، تجتاحني نفس مشاعر الخوف.. الفراق.. لحظات الوداع..
لكنني الآن لست بمفردي لهذه المشاعر أنظر إليهما.. لقد بت مسؤولة عن طفلين غيري يمسكان بي كأنني طوق النجاة لهما..
وفي هذه التجربة كتبت في مذكراتي:
أن أكون أمًا يعني هنا أنني سأتخلى عن نفسي الأنانية بكل رحب
وأنني سأتخلى عن جزء من سعادتي الفردية
أن أكون أمًا يعني أنني هو الأمان الوحيد لكائن لا يعرف في الحياة سوايّ ويرى الكون بعينيّ
يعني أن وقتي المنظم الهادئ سينقلب رأسا إلى عقب
وفراغي سيمتلأ بالضجيج
أبسط الممارسات اليومية ستكن هناك أعين فضولية تشاركني بها
جدولي سيتراجع ومهامي ستكون أكثر صعوبة وانجازاتي ستقل
الأمور التي كنت أنجزها في ساعتين سوف أستغرق أيامًا وربما لن أستطع من إنجازها، والكتاب الذي بدأت قراءته لن أكمله إلا في نهاية الليل حيث ينتهي الأمر أن أنام فوقه من التعب.. !
أن أكون أما يعني وأنا في المقهى المفضل لي يشد بنطالي حتى يكاد يخلع وأن ينسكب مشروب الشوكولاتة فوق ثوبي الغالي وأن تتحول ابتسامتي المعتادة في المكان لفم مفتوح من الصدمة وجلستي الأرستقراطية ستتحول لهرولة خلفهن ثم أقف لا أعرف ماذا افعل بالضبط وقد سلطت جميع الأعين نحوي !!!!
ركوب التاكسي الشيء المعتاد لي يوميا سيكون بصعوبة كبيرة وشراء احتياجات المنزل صعوبة أكبر وأنا أجر خلفي اثنين..
دخول الحمام بمفردي سيصبح مستحيلًا المسئولية أكبر مما توقعت تماماً ولا يوجد أي منفذ للهروب..
لكن كان هناك جزء أفضل بهذه التجربة.. أحسست بمشاعر لا أجد لها وصفًا حين كنت أنام وأجد رأسين صغيرتين فوق صدري
الضحكات التي ملأت قلبي
ولحظات الصلاة التي يحيطوني بها
وحين أمارس هواية مفضلة ويشاركوني بها،
ولما يكتسبن لهجتي ويكررن كلماتي.. وحين أجلس لليوجا فيجلسن فوقي
كل شيء هنا حقيقي وغير مصطنع المشاعر والحب والدفء
عدت برفقتهن إلى الطفلة التي بداخلي بكل ما كانت تختبأ به الألوان والألعاب والجري والضحك
أعتدتُ على قول "أحبك" مئة مرة صباحا وأخرى مساء دون قلق أو خوف أو أي حواجز تبنى بداخلنا حين نكبر اتجاه هذه الكلمة..
وأعانق في اليوم مئة مرة دون أن تكون هناك مناسبة وسأحتار من منّا كان يحتاج هذا العناق... سوف يمتلأ شيء داخلي لم أكن أعرف أنه فارغا!
سوف أعتادُ أن أكون محبوبة جدًا وأعتادُ القبلات المفاجئة الكثيرة التي ملأت وجهي..
.
الأمومة ضريبة كبيرة ستدفع مقابلها الكثير من وقتك، جهدك، صحتك وحتى يمكن أن تؤخر أحلامك بسببها لكنها تستحق... تستحق جدًا..
ليس فقط لأجلك
-حين تبني شخصا سويا ولطيفا تقدمه لهذا العالم-.
♥️🌼
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
تسلمين يا عائشة ❤️❤️🌼
وصف جميل ومعبر، أنا ايضا لم أجرب مشاعر الأمومة بعد، إلا أنني ومن خلال تدوينتك شكلت صورة عن هذه المشاعر، بلطفها و بالمسؤولية المترتبة عليها.