تأخذنا الحياة في مزيج تناقضات خوف وثقة وإنجاز، لتعلمنا أن بعض ما نخشاه ما هو إلا محطة عبور وأن كثير من المستحيل ما هو إلا ممكن استشعر رغبة تحدينا فتحدى
شخصيتي مزيج من هذا وذاك، ذات مزاجات متعددة تختلف تارة وتتفق تارة أخرى، إلا أنها جميعها أجمعت وتجمعت في شغفي العميق والمتعمق جداً في تحدي ذاتي، شغفي بالتغيير وإيماني بأن أعظم قوة تكمن في الأشياء الصغيرة التي لا نلقي لها بالاً أو نعطيها اهتمام بقدر اهتمامنا بالأشياء الكبيرة.
أعشق البساطة والبسطاء، ولا أعترف بفكرة أن حظوظنا في اقتناص الفرص مقرونة بأعمارنا , بأرقام كلما تزايدت فينا عبر السنين أنقصتنا عاماً من أيام تمضي ولا تعود , وبقدر امتعاضي من فكرة ربط العمر بالفرص أجد في نفسي قدرة عجيبة على ربط تعريف فكرة الخوف في تذليل الصعاب ولا أدري أهو أمر طبيعي أم لا , فلا شيء سوى الخوف يحركني نحو المضي قدماً نحو أهدافي , وإلى ما أصبو إليه , وكأنني كلما شعرت بالخوف يتعاظم في داخلي وجدتني أندفع أكثر وأكثر, فلطالما كان الخوف هو محركي نحو الإتقان ومحفزي لإعطاء أفضل ما لدي من طاقات.
أخاف نعم، ولكنني أحياناً أرى في الخوف فضيلة من نوع آخر، تدفعنا بصمت لتخبرنا همساً وبين جنبات أفئدتنا عن حالها وبلسانها بأن الخوف ما هو إلا ملمح من ملامح طرقات لا تنتهي إلا بإنجازات عظيمة، وتومض في داخل كل منا شعور مليء بالتساؤلات وفي لحظات حائرة مكللة بالضعف والانهزام، إلى أين وإلى متى؟! لتنبئنا وتنبهنا على حين غفلة بأننا لابد أن نكمل المشوار ونمضي، فلا أشد من مرارة الفشل سوى مرارة الاستسلام ولا خوف يضاهي الخوف من العزف على أوتار نغم يتراجع صداه في جدران من فراغ وتردد وضياع مختلف الأسباب والمسميات، خوف من أيام خاوية بلا معنى ولا هدف.
إن الخوف رديف لمعنى الثقة ومناقض لها في آن واحد , يسايرها تارة ويشاكسها تارة أخرى , يعلمها كيف تتكيف المتناقضات , كيف أن كلمة بسيطة كالثقة تمنح الإنسان في داخلنا سلامة في النفس , سلامة في الفكر , سلامة البصيرة وتمهد له الدروب على اتساع المدى ليرى في من حوله امتدادات لنفسه واكتمالها، ويبني بها صروحاً من قوة في لحظات ضعف فاترة في رحلة بحث عن تجارب جديدة في مدرسة الحياة بقناعة تبادلية مفردات النجاح والفشل , وأن نجاحاتنا تبدا من تلك اللحظة التي نركز فيها على أنفسنا بقناعة تامة وإيمان راسخ بأن منافسنا الوحيد هو نحن , وأن ينبع شعورنا بالثقة من إحساسنا بالرضا عن أنفسنا وليس رضا الناس , لتكتمل الصورة في مكامن فكرنا وعواطفنا بأننا خُلقنا لنعمر هذه الدنيا بجميل الإحسان وطيب الأثر .
تأرجحت ما بين الخوف وانعدام الثقة بالنفس لأكثر من ثلاثة عشرة عاماً بها ما بها من هزائم محملة بالانتصارات، وآمال تخللها يأس بائس، ضعف تجلد بقوة في لحظات حاسمة، خوف استشعرت به ثقة لم أعرفها في نفسي يوماً .13 عاماً بها أحلام الصبا وطموحات الشباب، آمال بعيدة وأمنيات لا حصر لها , تخللها خوف وحيد بأن أكون أو لا أكون .
التعليقات