أحياناً تبحث عن الوهم، فتغرق في خيبات الأمل، تعديل بسيط في اتجاه الرؤية، يجعل عالمك أجمل، وأكثر ثقة.

قبل شهر تقريباً، أعطيتُ ورشة تدريبية، على مسرح أحد الفنادق، لشباب جامعيين، عن النجاح وتقدير الذات، وبعد أن انتهى وقتي، نزلت أتحدث مع الشباب الطموحين وهم يلقون علي بحبّهم، وأنا أنتقل بين الوجوه وأعينهم اللامعة تساؤلاتهم، ولمحت في الخلف فتاة كانت تنتظر حتى ينتهي الشباب من أسئلتهم، انتظرت أكثر من نصف ساعة ولم تتحرك من مكانها، ولم ترفع عينيها عني حتى، شعرتُ أنها كانت تريد التأكد أنني لن أختفي مرة واحدة!


اعتذرت من الشباب الذين لن ينتهوا مني، واخترقت الصفين الذين كانا أمامي وذهبت اتجاهها:


ماذا تنتظرين؟ أجابت: أنتظرك.


سألتها ثانية: كيف أستطيع خدمتك؟ فقالت: حتى تنتهي.


قلت لها: انتهيت، فأنا الآن أتحدث معك، وفي عادتي فأنا أتحدث مع شخص واحد في الوقت الواحد. تحدّثي.


قالت لي: كيف أشعر بنفس الثقة التي تشعر بها؟ كيف أكون جبلاً لا تهزّه ريح؟ كيف لا أتأثر؟!


ابتسمتُ وقلت في قلبي : ااااخ :)


نظرت لها وأجبت: نحن بشر، من لحم ودم، ليس مطلوبا منا أن نكون جبالا من حجار وحصى.


كان من الضروري أن أعطيها فكرة تستوقفها قليلاً.


قالت لي: لكن وقفتك على المسرح كانت كأنك جبل.


أجبتها: لأنك رأيتي ظاهري وما لمستي ارتعاش قلبي. تمرين النفَس الذي قمت به معكم أول الورشة كان لتهدئتي أنا في الأساس.


فكّرَت قليلاً وقالت: وكيف أظهر بهذه الصورة الواثقة؟


قلت: بأن تدركي أولاً أن الناس لا ترى مشاعرك، إلا إذا اخترت إظهارها بتصرفاتك، الثقة موجودة هنا -وأشرت إلى قلبها- لن تأتي من الخارج. ربما تزداد ثقتك بمال تكسبينه أو شهادة تحصلين عليها، لا بأس. لكن إذا آمنت أن هذه الطاقة تأتي من داخلك، فلن يوقفك أحد.


طال الحوار بيننا ولكن،

كما ترى، فإننا نُخطأ أحياناً حين نبحث لأنفسنا عن صورة خيالية، واهمة، فنشعر بخيبة الأمل لأن تحقيقها مستحيل بلا شك. هدف عظيم أن تتحدث أمام آلاف الأشخاص، أو أن تكون إيلون ماسك القادم، هذا الإيمان يبدأ من داخلك ولا يحدده أحد غيرك، ولكن من المستحيل أن تحصل على الثقة التي لا ينتابك هزّة فيها.


في أول الزمان، عندما عرض الله الأمانة على السماوات والأرض والجبال، أشفَقنَ منها، يعني خافوها، وحملها الإنسان، مما يعني أنه بضعفه وقوته، يستطيع تحقيق ما يريد.


آمن بنفسك واعلم أنك عند الله عظيم، و اسعَ لتحقيق ذاتك وغايتك، هذه الثقة التي تجمع القوة والضعف، بحول الله وقوته، هي ما أسمّيها: الثقة الملكية.


هذه الصورة هي من ذلك اليوم،


الفتاة التي تبحث عن الثقة40356111930464710

إذا كنت تريد معرفة المزيد عن الثقة بالنفس، هذا الرابط سيأخذك مباشرة إلى ورشة عملية مسجلة، قدمت فيها الكثير من التقنيات والاستراتيجيات، تحت عنوان "أسرار الثقة بالنفس".

https://youtu.be/oGkt4ZtXmP0


مع كل الحب،

أحمد.

أحمد زاغة

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

على مقاس القلب تمامًا!

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد زاغة

تدوينات ذات صلة